التزييف العميق ينزع ملابس 100 ألف امرأة في “تليغرام” بعد اليوم.. هل ستضع النساء صورهن في مواقع التواصل؟
القطيف: صُبرة
انتبه جيداً، قبل أن ترى شخصية ما معروفة تتحدث أمامك في مقطع فيديو، أو تشاهد صوراً لحدث ما، فاجعل “الشك” سيد الموقف، تريث وتمهل وكذِّب عينيك، ولا تصدق ما تراه من الوهلة الأولى، ولا تستبعد أن كل ما تراه هو خداع صريح، أحدثته تقنية جديدة، ربما تقلب الكثير من الأمور مستقبلاً تدعى “التزييف العميق”.
ضحايا هذه التقنية كثيرون، لعل آخرها ما جاء في تقرير حديث، بأن صوراً زائفة لأكثر من 100 ألف امرأة من دون ملابس، انتشرت عبر تطبيق “تليغرام”، بعدما استخدم برنامجاً للذكاء الاصطناعي للتلاعب بصور لهن موجودة على مواقع للتواصل الاجتماعي.
وأشار تقرير صادر عن شركة “سنسيتي” البحثية، نشرته “بي بي سي” العربية، ومواقع إخبارية أخرى، إلى أنّ بعض الصور لفتيات قاصرات، وأن هذه الصورة تعرضت للعبث لتقنية “التزييف العميق”.
خداع القُرّاء
و”التزييف العميق” هي تقنية تقومُ على صنعِ فيديوهات مزيّفة عبر برامج الحاسوب، من خِلال تعلّم الذكاء الاصطناعي، تقوم هذه التقنيّة على محاولة دمج عدد من الصور ومقاطع الفيديو لشخصيّة ما، من أجلِ إنتاج مقطع فيديو جديد، باستخدام تقنية التعلم الآلي، وقد يبدو للوهلة الأولى أنه حقيقي، لكنّه في واقع الأمر مُزيّف.
استعملت هذه التقنيّة في إنشاء مقاطع فيديو إباحيّة مزيفة لعدد من المشاهير، كما استخدمت في أحيان أخرى لخلق أخبار كاذبة ومُحاولة خدع القراء والانتقام الاباحي، والتدخل في الساسية، ولا يستبعد أن تدخل في الانتخابت الأميركية المقبلة.
ونشأ مصطلح “التزييف العميق” في نهاية 2017 من أحدِ مستخدمي “ريديت”، الذي سمّى نفسه “ديب فايكس”. وقام هذا المستخدم وآخرون بمشاركة فيديوهات إباحية مزيّفة كانوا قد صنعوها لمشاهير؛ حيثُ قاموا مثلًا بتحميل فيديوهات يظهرَ فيها ممثلون إباحيون حقيقيون ثمّ استبدلوا وجهَ الممثل الإباحي بوجهِ ممثل أميركي مشهور.
استخدام الخوارزميات
ويعزى انتشار تقنية التزييف العميق إلى تطور تقنيات التعلم الآلي، التي استخدمتها استوديوهات السينما لمعالجة الصور والأفلام، حيث تم استخدام الخوارزميات في تحديد وجوه الأشخاص، وإعادة تركيبها على وجه شخص آخر.
ومع انتشار تقنيات “التزييف العميق” لمقاطع الفيديو والصور والأصوات، وإلى أن يجد الخبراء حلولاً لكشف التلاعب والخداع البصري، يبقى الشك قائماً عند قراءة خبر أو مشاهدة مقطع فيديو، وهنا السؤال المهم.. فهل بعد الآن ستضع النساء صورهن في مواقع التوصل الاجتماعي دون خوف من هذه التقنية؟.