وفاء من نوع آخر
خديجة بابكر
الوفاء كلمة مألوفة السمع، نراها مجرد كلمة لا تزيد ولا تنقص، هي كذلك لمن جهلها، وظنها خصلة تُكتسب.. ولكنها على العكس تماماً، فهي فطرة خُلقنا بها؛ موجودة في أصلنا ونحن من يتحكم بها.
فالصغير وفيُّ لأحضان أمه حتى يكبر؛ فإما أن يبقى كذلك أو يتغير، والمُحب وفيُّ لمن أحبه متقبل لعيوبه حتى يجد من يفوقه في المحاسن والصفات؛ فإما أن يبقى وفياً لحبه أو يتبدل، وحتى اللذين لا يوفون للأشخاص قد يكون وفائهم لذكريات، لتلك الأماكن التي جمعتهم يوماً ما بأشخاص إما فارقوهم أو رحلوا عنهم.
ويظلون أوفياء حتى للأغنيات والممتلكات وأي أمر تربطه ذكرى معينة لموقف أو شخص ما، هكذا قد يكون البشر أوفياء بينهم وبين أنفسهم وفاء من نوع آخر وفاء خاصاً بهم، وحدهم من يملكون مفاتيحه وأسراره ولا يعلمون حتى ما هو مسماه.