[صور] تحضير 32 نزيلاً في سجن المباحث للعودة إلى المجتمع إقامة فندقية وتواصل عائلي وسط ورش عمل توعية وتثقيف
الخبر: عبدالمحسن آل عبيد
على مدى 3 أسابيع؛ غادر 32 نزيلاً السجن وبدأوا إقامتهم في فندق 5 نجمات، لينخرطوا في سلسلة من ورش العمل والتدريب. وعبر مخاطبة العقول؛ عبر النزلاء فعّاليات البرنامج طيلة الأسابيع الماضية، وتحاوروا مع المختصين والخبراء تمهيداً لعودتهم إلى وطنهم ومجتمعهم، واستئناف حياتهم الطبيعية.
هذا ما قدّمته مباحث المنطقة الشرقية للدفعة السادسة من النزلاء عبر برنامج “الرعاية اللاحقة” الذي تبنّته رئاسة أمن الدولة، ضمن تحضير النزلاء للعودة إلى مجتمعهم مزوّدين بالمهارات.
واليوم الخميس؛ اختُتم البرنامج الذي شارك فيه متخصصون وخبراء في العلاقات الاجتماعية والنفسية من المجتمع المحلي، قدّموا ورش عمل متنوعة، وأنهى 10 من النزلاء الدورة التي استمرّت 5 أيام، بعد 10 آخرين سبقوهم في تلقّي الدورة خلال الأسبوع الماضي، وقبلهم آخرون، ليكون العدد الإجمالي للمستفيدين من البرنامج 32 نزيلاً.
برنامج “الرعاية اللاحقة” هو جزء من برنامج أوسع يحمل اسم “بناء”، ومهمته رعاية وتأهيل النزلاء، ودمجهم بعائلاتهم أثناء مرحلة الدورات وورش العمل. ولأسباب تخصّ الاحترازات من فيروسات كورونا “كوفيد 19″، قُسّم الـ 20 نزيلاً إلى قسمين، في فندق “كمبنسكي”، وتناوب على التعامل معهم مختصّون، بحضور أهاليهم.
وفي افتتاح اللقاءات الإرشادية أطل شاكر أبوحيزة وقدّم للنزلاء دورة في بناء العلاقات العامة والحوار العائلي، كما قدّم الدكتور أحمد الخلف الدكتور محمد الزهراني والاختصاصي حسين الناصر ورشة عمل بعنوان “تحديات ما بعد الإفراج”، ليختتم البرنامج بجلسات إرشادية فردية للمستفيدين وعوائلهم.
حزمة برامج
الورش والدورات والجلسات الإرشادية شملت مستفيدي وأسر برنامج الرعاية والتأهيل خلال مرحلة الرعاية اللاحقة، وذلك للدفعات الثلاث من مستفيدي البرنامج وهي الدفعة الرابعة والخامسة والسادسة على التوالي.
وشهد المستفيدون وأسرهم حزمة من البرامج التطويرية والجلسات الارشادية من قبل نخبة من الاخصائيين النفسيين والاجتماعيين ومختصي التدريب والتطوير، وذلك من أجل ايجاد التوازن والاستقرار النفسي والاجتماعي والحرص على إعادة انخراط المستفيدين في المجتمع بشكل سليم بما يحقق الأهداف والخطط التي وضعها البرنامج.
وقد تضمنت الدورات والورش مجموعة من المواضيع الهامة للمستفيد وأسرته من بينها دورات في بناء العلاقات الاجتماعية والحوار العائلي، وتحديات ما بعد الافراج، وإدارة الضغوط، ومهارات العمل، والتجارة الالكترونية، وصيانة الجوالات، والتسويق الإلكتروني، والعمل التطوعي، وأمن المعلومات، ومهارة كتابة السيرة الذاتية، وفنون اجتياز المقابلات الشخصية، ومهارة الاتصال والتواصل، ومنصات التدريب المجانية المتاحة، والتعريف بصناديق الدعم الحكومي والأهلي، والتخصصات الحديثة في سوق العمل، والفن التشكيلي، وذلك وفق رؤية 2030 التي أقرتها الدولة.
واختتمت الدورات بورش عملية تتضمن التغذية الصحية والاسعافات الأولية، حيث يحرص قسم المناهج والتدريب في البرنامج لتقديم افضل الدورات والورش التي تخدم حاجة المستفيدين بعد دراسة احتياجاتهم من خلال الجلسات الارشادية والنفسية التي تقدم لهم خلال مرحلة الرعاية اللاحقة.
توازن الطاقة
وذكر اختصاصي التغذية عبدالملك عيسى الرمضان، وهو مدرب اول ومقدم لهذه الدورة، بان الدورة تتناول مجموعة من المحاور من بينها توازن الطاقة للوصول الى الوزن المثالي، وعلاقة الوزن بالطول وتأثيره على الصحة العامة، وطريقة التسوق الصحي.
وأشار الرمضان، إلى أن برنامج الرعاية والتأهيل برنامج رائع يعمل بروح الفريق المحترف، متمنياً تكرار هذه البرامج بشكل اوسع في المجتمع العام.
من جانبها، قالت اختصاصية الخدمات الطبية الطارئة والتثقيف الصحي هدى طالب السادة، إنها قدمت للمستفيدين دورة الاسعافات الاولية، لأهميتها في الحياة العامة ودورها في انقاذ الأرواح، مشيدة ببرنامج الرعاية والتأهيل ووصفته بأنه برنامج مهم ومميز كونه يهتم بالمستفيدين خلال فترة السجن وبعد الافراج عنهم وقيامه بتلبية متطلباتهم وسد الفرغات في حياتهم.
النزلاء يتحدثون
بدوره، قال أحد المستفيدين، مفضلاً عدم ذكر أسمه، إن الدورات تميزت بأهميتها وفائدتها الكبيرة للمستفيدين حيث تنوعت موضوعاتها وعناوينها مما شكلت اثراءً معلوماتياً للمستفيد وأسرته وساهمت في تلمس احتياجات المستفيد بشكل مباشر خصوصا وإنها قدمت من خلال اخصائيين ومدربين على درجة عالية من الكفاءة.
وأشار مستفيد آخر، إلى أن الورش التدريبة تم الاستفادة منها في تحقيق التوازن الاجتماعي والنفسي للمستفيد واسرته واثراؤه بالمعلومات الحديثة المقدمة في الدورات وتطلع الى اطالة فترة الرعاية اللاحقة بزيادة عدد المحاضرات وتنوعها.
وأكدت عائلة أحد المستفيدين، أن هذه الدورات والورش التدريبة تلبي احتياجاتهم اليومية والأسرية. وكان لها أثر جيد في تخفيف الضغوط عليهم، وسيتم تطبيق جميع الاقوال والافعال التي قدمت لهم في الورش في حياتهم اليومية نظرا لأهميتها في في الحياه.
وقالت عائلة المستفيد، إن الاهتمام والانتباه للشباب امر مهم لأنهم يمرون بمرحلة المراهقة وذلك لحمايتهم وحماية المجتمع ونأمل في المزيد من الورش والدورات التطويرية لأهميتها في حياتهم وحياة اسرهم العائلية وما يقدم لهم من رعاية وعناية واهتمام وإثراء معلوماتي بما يعود عليهم وعلى أسرهم بالفائدة.
وشكر المستفيدين وأسرهم، إدارة برنامج الرعاية والتأهيل وجميع القائمين عليه نظرا لما يقدم لهم من رعاية وعناية واهتمام وإثراء المعلومات التي تعود عليهم وعلى أسرهم بالفائدة.
يُذكر أن برنامج الرعاية والتأهيل هو برنامج اجتماعي تشرف علية مباحث المنطقة الشرقية، ويعمل على الحد من التطرف الفكري، من خلال بناء مجموعة من المهارات النفسية والاجتماعية لتحقيق السلامة الفكرية وتعزيز الوحدة الوطنية، وقد خرج خلال الأسابيع الثلاثة المنصرمة 32 مستفيداً بعد حصولهم على دورات وورش عمل وجلسات ارشادية وتأهيلية.
وفي ختام هذه الورش والدورات قدمت رئاسة أمن الدولة، متمثلة في برنامج الرعاية والتأهيل، الشهادات والمكافآت المالية التي تقدم عادة لكل خريج من مستفيدي البرنامج.
تصوير: حسين الهاشم