تحية “الخط” لـ “للأحسا” وساكنها

محمد الجلواح

من نظم: مهدي بن محمد السويدان ـ رحمه الله

القطيف في: 1412/4/8هـ، الموافق : 1991/10/16م

**

ـ يبدو أن هذه (المنظومة) التي كتبها الأخ الفاضل الأستاذ مهدي بن محمد السويدان رحمه الله من أهالي القطيف هي رد على قصيدتي التي تحمل عنوان: (انسكاب اللحن والمسك).. والتي كتبتها تحية من الأحساء ومعالمها إلى القطيف ومعالمها، في مناسبة حفل زفاف أنجال الحاج سعيد الخاطر من أهالي القديح الكريمة.. ومطلعها:

مِـلْ بالقطيف وغن المجد والحسبا

واستنطق الأرض والأسوارَ والكتبا

وقد نـُشِـرَتْ في مجلة (القافلة) التي تصدرها شركة أرامكو السعودية، بعددها الصادر في شهر ربيع الآخر 1412 هـ ، أكتوبر/نوفمبر1991م، العدد الرابع، المجلد الأربعون، ص:36.

وقصيدة الرد هذه ـ كما سيلاحظ القارئ الكريم ـ لا يخصني منها سوى البيت الأول ..الذي ذكرني كاتبها فيها بالاسم .. (وقد نقلـْتـُها نـَصّـاً، وحرفاً.. كما رَقــَمَـها ناظمها بخط يده بالضبط، دو أن أتدخل في أي تعديل أو صياغة أو تغيير قد يتطلبه النص، عدا وضع أقواس لبعض الكلمات) .. ورَصَـدْتـُها هنا وفاء لمشاعره، وكما وردتني من الشاعر والباحث والأديب العزيز جناب السيد عدنان بن السيد محمد العوامي في يوم الأحد 9/ربيع الأول/1442هـ، الموافق: 25/أكتوبر/2020م..

أي بعد مرور 30 عاما هجريا على نظمها، ولم أكن أعلم عنها إلا بعد أن أخبرني السيد عدنان حيث ذكر أنه وجدها بين أوراق قديمة مرصوصة في (كرتون) به قصائد للشاعر عبد الوهاب حسن المهدي الذي احترق بيته بمن فيه، وما فيه .. فاستخرجها وأرسلها لي..

ولاشك أن الراحل مهدي السويدان رحمه الله كان يعبر في أبياته هذه بسليقته الطبيعية البسيطة المباشرة عن مشاعر صادقة وحقيقية.. ووقائع وأمور تاريخية عريقة كانت وما زالت قائمة بين الأحساء والقطيف أرضا وناسا ومعالم وغيرها.. دون الالتفات الى ضبط القصيدة وحبكها فنيا .. ومراجعة عباراتها ومفرداتها.. وأشطارها..

ولكن ما يشفع له، ولها.. انها تـُسْْفِـر عن المشاعر التلقائية الصادقة التي يحملها ـ هي نفسها تماما ـ ابن الأحساء لأخوته وأحبته وأهله في القطيف العزيزة.. كل القطيف بمدنها وقراها..

وهذا نص الأبيات:

إلى (محمدٍ الجلواح ِ) من هَجَـرِ

تحية (الخط) من نخل ومن شجر

تعداد ذرات رمل في حماها وما

احتوت من مياه البحر والمطر

من (القطيف) إلى (الأحسا) شقيقتها

تحية الود أزكى من شذا الزهر

أريجها الصدق، والإخلاص مبعثها

من القطيف (إلى الأحسا) مدى العمر

في كل شيء وحتى في معالمها

كأنها وحدة للرأي بالبصر

مجد ودين وآداب توحدها

وأهلها في تليد العز كالغرر

كلتا البلادين تحكي عن معالمها

وتنشر الخير للإنسان في يسر

جنات عدن إذا ما زرت جانبها

رأيت كل بهيج رائع نضر

إخضوضرت أرضها حتى غدت بسطا

من تلكم الورد والريحان والثمر

صنوانها الدر بل من دونه ثمن

فالدر لم يرقى بالإنسان للقمر

النفط سبب للدنيا حضارتها

وطور الناس من بدو ومن حضر

وسائل النقل للإنسان طورها

حتى غدت مثل ومض البرق في السفر

(الخط) فوق ضفاف البحر ثابتة

تحوي اللآلئ منه، تحوي لحم طري

مناظر فيهما، والحسن وحدها

في كل شيء، وحتى في خطى الأثر

الماء ينساب عذب من منابعها

والنخل باسقة والحسن في الصور

غابات غابات حتى الشمس تحجبها

من دون ما وحشة من تلكم الشجر

الظل ليس من البنيان حادثه الظل

من ورق الأغصان والخضر

طبيعة الخير كل الخير تنشره

على الدنا دون شح منها او ضجر

مبادئ قد سمت أخلاقها شيم

والنفس زاكية من أقدم العـُصُر

(أوال) أختهما (البحرين) إسمهمُ

واحات خير وتطوير الى البشر

عراقة المجد تاريخا ومعتقدا

كأنها (الخط) و(الأحساء) في قدر

فيها (جواثا) فسله عن ديانتها

إذ أنه حاضر ينبيك عن خبر

إسلامها كان طوعا غير مكرهة

كذلك (الخط) في التاريخ والسفر

فـ(زارة) (الخط) لما جاء مبتعثا

(أبو العلا) من رسول خيرة النذر

(أوال) في كل شيء مثل نهجهما

في وحدة الهدي والتطبيق للسور

وفي الختام صلاة الله دائمة

على الذي أنقذ الإنسان من وضر

محمد خيرة الله وصفوته

كذا على الآل في صبح وفي سحر

 1412/4/8هـ

مهدي محمد السويدان ـ القطيف

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×