دبلوماسية محمد الزاير لم تحجب صراحته: أندية التوستماسترز لا تدعم المجتمع.. عملياً إسراف مديح الأعضاء بعضهم بعضاً يحوّل التقييم إلى "أرجوزة"
خارج "دائرة الراحة" يعجز "الخطباء" عن الفصاحة أمام الجمهور
القطيف: عبدالودود الزيداني
لا يتردد الرئيس الأسبق لنادي سيهات توستماسترز الناطق باللغة الإنجليزية، محمد الزاير، في الاعتراف بوجود قصور في الدعم المقدم من أعضاء أندية التوستماسترز. ولكنه يعلّل هذا القصور بأسباب تكمن في الأعضاء أنفسهم، وفي غياب منصة، وغياب القيادات الموجهة، وكذلك تفاوت الخبرات.
وفي حديثه لـ “صُبرة” انطوت إجاباته على كشفٍ دقيق للفرق بين “النظري” وبين “العملي” في أندية التوستماسترز، وكأنه يريد أن يوضح أن ما يحدث في هذه الأندية مختلفٌ، كثيراً، عما يُفترض أن يكون. حاولت إجاباته الدبلوماسية أن تكون هادئة، لكنها ـ مقابل الأسئلة ـ كانت صريحة ودقيقة ومُشخّصة لواقع أندية التوستماسترز في المنطقة.
4 أسباب
من المعروف أن نادي التوستماسترز يقدّم الكثير لأعضائه.. ولكن ماذا يقدم النادي لعموم المجتمع..؟
نظرياً، المهارات المتاحة والمكتسبة من خلال البرامج التعليمية المختلفة لمنظمة التوستماسترز تشكل مهارات أساسية للفرد والذي تمكن الفرد، بالتوظيف الصحيح، من خدمة المجتمع. ولكن عملياً، نجد قصور في الدعم المقدم من اعضاء نوادي التوستماسترز للمجتمع وذلك لعدة أسباب والتي من ضمنها:
• أهداف الأعضاء المنشودة من الانضمام إلى النادي.
• عدم وجود منصة حاضنة لأعضاء التوستماسترز في المنطقة للاستفادة القصوى من الطاقات.
• غياب توجيه وقيادة من أعضاء اللجنة التنفيذية في النوادي تجاه العمل المجتمعي.
• تفاوت الخبرات لأعضاء النادي والتي يمكن ان تشكل حاجز منع للبعض من المشاركة في العمل المجتمعي.
خارج دائرة الراحة
نادي التوستماسترز يوفر بيئة إيجابية حاضنة ليتعلم العضو مهارات التواصل والقيادة، ولكن ألا تعتقد أن العضو يكون قد اعتاد الأعضاء الموجودين في كل لقاء، فيكون معتادًا بينهم، في حين أنه لو خرج متحدثًا في محفلٍ عام ستكون الوجوه مختلفة.. ألا تعتقد بأنه هذا الأمر أحد سلبيات التوستماسترز..؟
نعم، اعتياد العضو على المحيط يخلق نوع من الحاجز عند الخروج منه. ولكن يجب أن نتذكر بأن برامج المنظمة تشجع الأعضاء على الاحتكاك بنوادي أخرى ومحيط أوسع وذلك من خلال الفعاليات المختلفة، فضلاً عن أن واجب اللجنة التنفيذية هو تشجيع الأعضاء على الخروج من دائرة الراحة وذلك لصقل مواهبهم وتحقيق استفادة قصوى.
في بعض اللقاءات يُقيّم عضو مبتدئ عضواً آخر متمرساً.. وهذا غير مُحبّذ
غير ربحية
تدّعي التوستماسترز العالمية بأنها مؤسسة غير ربحية، ومع ذلك فإن تجديد العضوية لكل ستة أشهر يكلّف العضو (45 دولاراً) ترسل للمؤسسة نفسها، أليس في ذلك تناقض، بغض النظر إن كنتَ تعتبر المبلغ صغيرًا أم كبيرًا..؟
يجب التنوية هنا بأن مصطلح “مؤسسة غير ربحية” لا يعني بأن المؤسسة لا تجني أرباحاً بل تقوم بتوجيه هذه الأرباح إلى دعم نشاط أو عدد من الأنشطة العامة أو الخاصة بدون أيّ مصلحة تجارية. ومن وجه نظري، أرى بأن رسوم الاشتراك لا تزال محفزة مقابل الامكانات التي تمنحها المنظمة لأعضائها من خلال المنصة الالكترونية، الفعاليات والمسابقات الخ. كما تجدر الإشارة إلى مبادرة نقوم بها في نادي سيهات توستماسترز – الناطق باللغة الانجليزية – والتي تعتمد على تقديم الدعم المادي المباشر أو تحت مظلة الرعاية للأعضاء الجدد من فئات الطلاب وغيره، رغبةً منا باستقطاب الأعضاء للاستفادة من برامج التوستماسترز.
غاية لا وسيلة
في النادي أو حتى مسابقاتكم السنوية، نرى متحدثين بارعين، تخرج الكلمات في أفواههم بكل سلاسة.. ولكن أين هؤلاء المتحدثين عن المحافل الاجتماعية والندوات الثقافية..؟ بمعنى آخر، ألا تعتقد أن الكثير أضحى اشتراكه في النادي غاية وليست وسيلة..؟
غاية أم وسيلة؟ تكمن الاجابة على هذا التساؤل فقط عند العضو نفسه تبعاً للغرض المرجو تحقيقه من الانضمام إلى أندية التوستماسترز. فمثلاُ، عند استقطاب أعضاء جدد في نادي سيهات توستماسترز – الناطق باللغة الانجليزية – نعتمد أجراء مقابلة غير رسمية للوقوف على الهدف الذي يسعى العضو الجديد لتحقيقه حيث نقوم بمحاولة تلبية هذه الاحتاجات مع شرح الامكانات الاخرى التي من الممكن أن تفتح أفاق أخرى للأعضاء.
تقييم مبتدئين
أثناء فقرة التقييم في لقاءات النادي الاعتيادية، يقوم العضو المقيِّم بتقييم خطيب ألقى خطبة معدة سابقًا، قد نرى أن المقيِّم قد يكون حديث عهدٍ في النادي. إذ بالإمكان أن نرى حديث عهدٍ بالخطابة والتواصل مقيِّمًا لخطيبٍ أفضل منه بكثير.. كيف تفسّر ذلك..؟
في العادة، ليس من المحبذ ان يقوم عضو حديث عهد بالتوستماسترز بدور المقييم حيث انه من الممكن أن يفتقر إلى أساسيات التقييم البناء. ولكن بالفعل نرى أن هذا يحصل في بعض اللقاءات والأخص التي تفتقر إلى العدد الكافي من أعضاء متمرسين. والواجب على أعضاء اللجنة التنفيذية بالنادي التنبيه على هذا الأمر.
مديح وثناء
في أغلب خطب التقييم، يقوم العضو المقيّم بصياغة كمية كبيرة من المدح والثناء على ذلك الخطيب الذي خرج للتو وأغلب الأحيان يكون غير مستحق لها.. ألا تعتقد بأن ذلك يقلل من المصداقية في النادي..؟
أعتقد أن هذا خطأ في التطبيق ولس النظرية، حيث أن التقييم البناء يقوم على أساس المصداقية في الطرح من حيث الإشارة إلى نقاط القوى والنقاط التي تحتاج إلى انتباه، حيث يكمن جوهر التقييم بأسلوب ومحتوى التقييم نفسه وبالطبع يجب أن يكون بعيداً كل البعد عن المبالغة وإلا تحول إلى أرجوزة لا تخدم الغرض الحقيقي من التقييم.