“قطافة أمريكا” يحتفلون بـ”الهالوين”.. اليقطين بدل “سبّال الكريكشون” مبتعثون: "الناصفة" روحاني و"الهالوين" إبداع فني
القطيف: معصومة الزاهر
“خدعة أم حلوى”.. بهذه الكلمات سيحتفل مبتعثون من القطيف مساء غد (السبت)، بـ”الهالوين” في الولايات المتحدة الأمريكية. تشبه هذه الاحتفالات “الناصفة” أو “الكريكشون” أو “حل وعاد”، بفارق زمني 5 أشهر بين الاحتفالين هذا العام.
سيتنقل أطفال المبتعثين من بيتٍ لآخر، حاملين الأكياس والسلال، وهو ما يحدث في احتفالات “الناصفة”، حين يتلقى الأطفال في القطيف أو في عموم حواضر الخليج الأخرى، الحلوى بعد إقامة صلاة المغرب، وتنفرد مدينة صفوى بإقامة الاحتفال عصراً.
في المناسبتين؛ تتزين بيوت “القطافة” هنا وهناك، مثلما يتزين الأشخاص؛ فأطفال القطيف يرتدون ثياباً تراثية مطرزة في الناصفة، بينما يرتدي أطفال المبتعثن أثواب تنكرية مُستوحاة من شخصيات أحد الأبطال الخارقين أو أثواب “مخيفة”.
الاستعدادات على الأبواب وداخل البيوت، القطيف تتزين في ذلك اليوم لكن بذكرى مولدي الإمام المهدي منتصف شهر شعبان، والإمام الحسن بن علي منتصف رمضان، بينما تتزين البيوت الأمريكية بالقصص ورموز “اليقطين” المجوفة.
بين الرعب والفرح
تستهل فاطمة آل هنيدي، المبتعثة إلى أمريكا، الاحتفال بـ”الهالوين” بافتتاح منزلها للصغار، توزع الحلوى على الطارقين، رغم أنها لا ترتدي أزياء تنكرية، لكنها قد تحتفل به هذا العام “بعض المبتعثين يحتفلون به، وليس الكل. غالباً الأطفال هم من يلبسون الزي التنكري، وليس آباؤهم” كما تقول.
تضيفت فاطمة “الأجواء جميلة جداً، وأشجع ابنتي الصغيرة على المشاركة في الاحتفال، وهي فرحة للأطفال جميعهم دون استثناء حتى أطفالنا”، لكنها تعبر عن مشاعر ضجر “بسبب كثرة تناول الصغار الحلوى”.
تربط آل هنيدي “الهالوين” بـ”القريقشون”، لكنها سرعان ما تستدرك “لا مقارنة بينهما، يتشابهان في إسعاد الكبار والصغار. وفي المناسبتين يتنقل الأطفال من بيت لآخر، لأجل الحلوى وغيرها من الهدايا”.
“القريقشون” احتفال يقام في يومين، فتفتح البيوت ويفرح الصغار وتوزع الحلوى والريالات، وتنصب الألعاب الهوائية، بعيداً عن الرعب وفنونه، كما هو الحال في أمريكا.
“الهالوين” ابتكاري.. و”الناصفة” روحاني
زينب أحمد الزاهر، التي تُكمل دراستها في أمريكا، ترى “الهالوين” من زاوية مختلفة، قائلة “عندما تعيش أجواء الهالوين هنا؛ ستشعر أنك تمر في حال فنية، فهم يعيشون الخوف، ويتعاملون معه بشكل فني، ويبدعون ويبتكرون فيه”.
تقارن الزاهر بين الاحتفالين، موضحة أنه “في القريقشون الوضع مختلف؛ فنحن نعيش حال تعبدية وروحانية، بسبب مناسبته فهو يقام في ميلاد إمام، فتضج المساجد والحسينيات بقراءة المولد والأهازيج”.
آل تحيفة: يشبه الناصفة
يصف علي آل تحيفة أجواء “الهالوين” التنكرية، قائلاً لـ”صُبرة” “يتنكر الناس فيه بزي شخصية مخيفة أو عادية في نفس اليوم أو حتى قبله بيوم. يشتري غالبية الأمريكان اليقطين ثم يحفرونها، ويخرجوا ما في داخلها من حشوة، ثم يجعلونها تجف ويزيوننها برسومات مختلفة، ويعلقونها في حدائق بيوتهم”.
يشبه آل تحيفة الاحتفالات بيوم “الناصفة”، مفيدًا بأنه “فعالياتهم مختلفة ومتنوعة في آخر يوم من أكتوبر، وهي تشبه يوم الناصفة لدينا في البلد، يخرج الأطفال بزي التنكر ويطرقون أبواب البيوت لطلب الحلوى أو السبّال”.
يضيف “شهدت هنا في أمريكا البيت المسكون “the haunted house”، وهو على غرار بيوت الرعب، افتتحوه للتخويف، وفعلاً من لديه قلب ضعيف فلن يستطيع الدخول”.
وتشارك ليلى آل يعقوب، المبتعثة إلى أمريكا، المجتمع هناك، الأجواء الخاصة بالاحتفالات في الشوارع، “أفتح منزلي واستقبل الصغار، واشتري لهم الحلوى تماماً كما نفعل في القرقيعان بالقطيف، باختلاف الهدف المُراد الاحتفال لأجله”.
تضيف آل يعقوب “الاحتفال بالهالوين بشكل ديني مسيحي، بالذهاب إلى القبور وإشعال الشموع، والصوم وتقطيع اللحوم ويكتفون بالتفاح والكعك أو البطاطا”.
اقرأ أيضاً: