في “الثلاثاء الكبير”.. سعوديون مشغولون عن متابعة معركة “فيل” ترامب و”حمار” بايدن هل يركل الديمقراطيون الجمهوريين؟.. قصة لا تشغل بال المبتعثين ويهتم بها "التويتريون"
القطيف: معصومة الزاهر
من على المدرجات يتابع بعض السعوديين مجريات “الثلاثاء الكبير”؛ الانتخابات الأمريكية التي يدور رحاها اليوم (الثلاثاء).
وفي الوقت الذي يتوجه فيه الأمريكيون بكثافة إلى صناديق الاقتراع، يتوجه سعوديون إلى منصة “تويتر” يشاهدون معركة جون بايدن الديموقراطي الذي يحمل حزبه شعار “الحمار”، مع الرئيس الحالي دونالد ترامب الذي يحمل حزبه شعار “الفيل، ورغم أن المبتعثين في أمريكا، لا تحتل الانتخابات جزءاً من اهتماماتهم، فإن بعض “التويتريين” في المملكة يتمنون فوز “الفيل” الجمهوري ضد “الحمار” الديمقراطي.
ليل واشنطن مشتعل.. ودعاء مشغولة بالسينما
قدرت وكالة وزارة التعليم لشؤون الابتعاث، في شهر فبراير من العام 2019، عدد المبتعثين في الخارج بنحو 93 ألف مبتعث. حازت الولايات المتحدة على النسبة الأكبر منهم، إذ بلغ إجمالي عدد الطلبة السعوديين في أميركا ومرافقيهم 59.400 سعودي وسعودية، وبلغ عدد الدارسين على نفقتهم الخاصة 2200 طالب، حسبما أفادت الملحقية الثقافية السعودية بالولايات المتحدة.
دعاء أحمد القطان، طالبة تمريض في جامعة جورج واشنطن (GW)، إحدى هؤلاء المبتعثين، ورغم الضجيج الذي يحيط بها، إلا أنها ستقضي “ليلة سينمائية مميزة” في غرفتها.
تقول لـ”صبرة” “لم أتابع ضجيج الانتخابات، ولا أقرأ عنها نهائياً، لا أعلم ما قد يكون الأفضل أو الأسوأ، فأنا بعيدة تماماً عن هذه الأجواء”.
تسكن القطان العاصمة واشنطن منذ 2017، التي تشهد ذروة التسخين الانتخابي، وسط حضور أمني غير مسبوق، كما تفيد وسائل الإعلام، لكن هذه الفتاة العشرينية لا تبالي بكل ذلك، فلا تعنيها السياسة الأمريكية، فهي “تركتها على جنب” كما قالت، موضحة أن بالها مشغول بـ”برامج الدراسة، أو قضاء وقت الفراغ في متابعة أخبار الفن”.
هل يتكرر سيناريو 2000؟
ساعات قليلة تفصلنا عن ظهور نتيجة تصويت 82 مليون ناخب، عبر البريد للمرة الأولى، حسب “بي.بي.سي”، ظروف غير اعتيادية فرضها تفشي فيروس كورونا المُستجد، رغم هذا؛ يراقب مبتعثو أميركا الانتخابات بنوع من “التسلية” حينًا، والتحليل السياسي “المُعمق” حينًا آخر.
يقول الدكتور عبدالله الربح، أستاذ علم الاجتماع المساعد في جامعة غراند فالي العامة بولاية ميشيغان “تنتقد حملة الرئيس ترامب أسلوب التصويت بالبريد، وعليه؛ فإن أنصاره يصوتون اليوم بكثافة، على عكس ملايين الأصوات التي تم الإدلاء بها عن طريق البريد، التي يتوقع أن تكون في صالح المرشح الديموقراطي جو بايدن، وسيستغرق فرز هذه الأصوات وقتاً أطول من المعتاد بسبب إجراءات التأكد من هويات المصوتين عن بُعد”.
رغم تصريح عضو الكونغرس الديمقراطي عن ميشيغان ديبي دينغل، أن شعبية ترامب ارتفعت في الولاية، يتوقع الربح، أن “تظهر النتائج الأولية لصالح ترامب، ولكن مع فرز الأصوات التي وصلت عن طريق البريد؛ فإنه من المرجح تدرجاً تقليص الفارق، وقد تنقلب النتائج لصالح بايدن، وهذا السيناريو مرجح بقوة”.
يضع الربح سيناريو محتملاً آخر “قد يؤدي إلى معركة قضائية، أكثر شراسة من التي جرت عام 2000، والتي حدثت بشأن النزاع حول الأصوات بين جورج بوش الابن، ومنافسه المرشح ألبرت آل غور، نائب الرئيس الأسبق بيل كلينتون”.
يعتقد أستاذ علم الاجتماع، أن الأمر “قد يتطور إلى عدم اعتراف الرئيس الحالي ترامب وحزبه بالنتيجة”، مشيرً إلى أن السيناريو “الأكثر أماناً هو فوز أحد المرشحين بفارق واضح يصعب الطعن فيه، وهذا مُستبعد، نظرًا لإنقياذ الشعب بوضوح”، حسبما قال.
بين مؤيد للأزرق أو الأحمر
تتوقع أمجاد المدن مبتعثة في ولاية مينيسوتا، فوز دونالد ترامب “لأنه يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة في جميع ولايات أمريكا، وهناك فئة كبيرة تؤمن بأن ترامب يفعل ما هو صحيح لبلادهم”.
بينما يتمنى نصر يحيى الفرج، فوز بايدن، موضحاً أن الأسباب كثيرة، ومن أهمها “خفض الضرائب على ذوي الدخل المحدود، وزيادتها على ذوي الدخل المرتفع، وهذا عكس ما فعله ترامب طوال السنوات الأربع الماضية”.
يكمل الفرج “وبعدين خلاص شبعنا لغة الشوارع وزرع العنصريات (في إشارة إلى ترامب)، نبغى واحد يعرف يتكلم بلغة المثقفين”، ملمحاً إلى أن بايدن تنطبق عليه الصفة الأخيرة.
تملك تهاني علي آل ربح، التي تدرس في ولاية أريزونا، نظرة “محايدة” للانتخابات، ترجح أن يكون ترامب الفائز في دورة ثانية، مستندة إلى التقارير اليومية التي تتابعها، تقول “أرى الغالبية لترامب، لكن اللحظات الأخيرة قد تصنع الفارق، وتغير كل الموازين، وتقلب التوقعات”.
“التويتريون” يراهنون على ترامب
على عكس أخواتهم المبتعثين، دشن سعوديون في المملكة، عبرَّ موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وسم “#الانتخابات_الأمريكية”، وتفاعلوا معه، غالبية المشاركين تمنوا فوز الرئيس الأميركي الحالي؛ دونالد ترامب في السباق الرئاسي.
عبدالله الشهراني توقع فوز ترامب بنسبة 80%، مغرداً “أقل شيء هو أفضل من بايدن؛ فسياسته ضد الشرق الأوسط، أما ترامب فسوف يساعد الشرق الأوسط على أقل تقدير.. ونشوف وش بيصير بكره”.
ودونت رهام العتيبي “بالتوفيق لدونالد ترامب”، وغرد سعيد الغامدي “دونالد ترامب أتمنى لك الأفضل”.
فيمّا دَوّنَ عبدالعزيز المطيري “نتمنى التوفيق للرئيس دونالد ترامب، والفوز بالرئاسة مرة ثانية، وليحفظ الله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان”، مرفقاً مع تغريدته المكتوبة باللغة الإنجليزية، صوراً للرئيس الأميركي الحالي مع ولي العهد في زيارة قام بها ترامب للرياض قبل 3 سنوات ونصف السنة.
بينما غرد حساب يحمل اسم المها بنت أحمد الشيخ “دونالد ترامب، نحن معك”، وقال عادل عبدالله ابن جلال “لمصلحتي الخاصة دعواتي لترامب بالنجاح”.
بينمّا شارك سلمان بن جزيان، قائلًا: ” لا أهتم بمن سيفوز”، وعلى عكس الآخرين شجع فهد حمد، فوز الأزرق، قائلاً “أطيب تمنياتي لجون بايدن”.
ولاحظ عبدالرحمن الشمري “بعض المحال الأمريكية تغلق أبوابها بألواح خشبية، تحسباً لحدوث حالات شغب مع نهاية الانتخابات الأمريكية.. ما ألومهم والله”.
ويتطلع المهتمون بالسباق الانتخابي، أو “الثلاثاء الكبير” إلى 5 ولايات، قد تحسم نتيجة الانتخابات الأمريكية، وهي: بنسلفانيا، جورجيا، فلوريدا، ميشيغان وويسكونسن، وهو ما ستظهر نتيجة غداً (الأربعاء)، وربما في الأيام المقبلة.
صحيح احنا وش لينا شغل, الحمد لله مملكتنا مستقلة ولا تتغير سياساتها بتغير الرئيس أمريكا ولا تخضع لضغوطاته وتترفع على الرد على شتائمه المهينة ولله الحمد وبذلك تمثل واجهة أخلاقية لا مثيل لها في التاريخ.