اختصاصية تغذية تحوّل “واتساب” إلى مركز استشارات بدأت بـ 10 سيدات.. ووصلت إلى 10 مجموعات في السعودية والخليج
القطيف: آيات مرار
بدأت بـ 10 سيدات، لكنها اليوم تُدير 10 مجموعات، وعلى مدار اليوم؛ تستقبل اختصاصية التغذية عشرات الأسئلة، وترد بمثلها إجابات. هذا ما تعيشه ذكريات حسن العوامي، التي حوّلت من فراغها مساحة للإنتاج، بعد تخرجها وبقائها في انتظار الوظيفة.
وبعد التحاقها بوظيفة اختصاصية تغذية بمستشفى محافظة النعيرية؛ لم تتخلّ العوامي عن مشروعها الذي أبقاها على صلة بتخصصها، لبذل مزيد من البحوث والاطلاع العلميين على مصادر المستجدات في علم التغذية. وطبقاً لما قالته لـ “صُبرة”؛ فإنها تستغلّ الأوقات المتاحة للتواصل مع أعضاء المجموعات العشر التي أسّستها، وأبقتها نشطة على مدار اليوم.
عاطلة
حصلت ذكريات العوامي على البكالوريوس من جامعة الملك سعود عام 2011. لكن سقف طموحها كان أعلى، فحصلت على بعثة إلى جامعة سنترال بارك ميشغن الأمريكية، وعادت منها حاملة الماجستير، لتجد نفسها بلا أية فرصة عمل. وطبقاً لما قالته؛ فإنها قرّرت ألّا تبقى “عاطلة عن العمل”، بل عليها أن تبتكر طريقة تجعل منها إنساناً منتجاً.. تضيف “بدعم من الأهل والأقارب؛ بدأت بفكرة عيادة تغذية إليكترونية، عبر تطبيق “واتساب”، بحيث أقدّم دروساً واستشارات تغذية”.
بداية بطيئة
كانت البداية صعبة وبطيئة، لكنّ الصبر أثمر، والعمل تشعّب، والأعضاء تزايدوا، ومن الجنسين أيضاً.. وحسب قولها؛ فإنها تتعامل يومياً مع 6 مجموعات منفصلة تختص باستشارات تخفف الوزن، ومجموعة سابعة استشاراتها خاصة بمن يعانين مشكلة تكيّس المبايض، ومجموعة ثامنة لمرضى الضغط والسكر، وتاسعة لتنظيم الدورة الشهرية.. وأخيراً هناك المجموعة رقم 10 التي تقدم استشارات دقيقة لتثبيت الوزن.
اتساع الخارطة
كانت البداية من مجتمعها الصغير، في القطيف، لكن الخارطة اتسعت، وصار لديها أعضاء من مناطق سعودية أخرى، وبعض دول الخليج، كل ذلك تحقق خلال سنة و7 أشهر فقط، لتجد العوامي نفسها غارقة في ساعات عمل تتابع فيها حالاتها، وتشرح لكل منها ما يناسبها من نظام غذائي، وترد على الاستفسارات التي تردها مكتوبة أو مسجلة صوتياً.
دورات
العوامي تستند إلى تعليم عالٍ في علم التغذية، أضافت إليه دورات كثيرة وورش عمل في مؤسسات صحية، حول التغذية وسكري الحمل والغدد الصماء، وأورام الدماغ، وتخطيط النظام الغذائي والوجبات، والسلوك الغذائي المعاصر، وهرمون الحليب، ومضادات الأكسدة، ووامراض السرطان وتغذيه الحوامل والاطفال والامراض المزمنة وتغيير السلوك الغذائي.
وفوق مطالعاتها في مستجدات علم التغذية؛ تُمارس نشاطها الوظيفي في مستشفى محافظة النعيرية، عبر عيادة التغذية العلاجية بالإضافة للإشراف الكامل على أقسام التنويم والعناية المركزية ومرضى الكلى ومرحله ما بعد الولادة. وهو ما جعل من تخصصها مستمراً معها على مدار الساعة، عبر عملها الرئيس في المستشفى، وعبر مجموعاتها المتشعبة، وعبر مطالعاتها اليومية.
حالات
التعامل المستمر مع الحالات أفادها كثيراً في معرفة واقع الأنماط الغذائية في المجتمع، ومشكلة تضارب الرغبات مع العلاج، ووقفت على قصص لا تخلو من طرافة، من بينها سيدة قالت لها إنها تريد بشدة أن تحنف، لكنها لا تحب الرياضة، ولا يمكنها التخلي عن تناول المياه الغازية..!
لكن هذه الحالة الطريفة تقابلها حالات صعبة وجادة، مثل حالات مرضى السرطان التي يجب التعامل مع تخفيف وزنها بدقة معقدة لضمان المشاكل الجانبية.