المعلم محمد حسان فارق الحياة وسماعة “مدرستي” في أذنه قلبه "الطيب" توقف فجأة مخلفاً زوجة وأولاداً في دمياط
الدمام: شذى المرزوق
5 سنوات قضاها الشاب محمد شعبان يوسف حسان في المملكة، معلماً لمادة الحاسب الآلي في مدرسة أهلية ثانوية بمدينة الدمام.
الفتى الذي عاش قرب بحر دمياط، جاء ليعيش قرب بحر الدمام، حاملاً طموحاً كبيراً، لكنه خلف في مسقط رأسه زوجة وأطفال وأسرة كبيرة تنتظر عودته بعد أن تزول جائحة كورونا.
قد يعود لهم جسداً، ولكن بعدما فارقت روحه الحياة. سلم محمد روحه إلى بارئها صبيحة اليوم (الأربعاء)، إثر أزمة صحية طارئة.
لم يكمل محمد عقده الثالث، قلبه “المليء طيبة” – كما وصفه زملاء المدرسة – توقف فجأة أمام عيون طلابه أثناء أداء واجبه الرسالي في منصة “مدرستي”، لتنتهي حياته بعدما أعلن أطباء مستشفى الدمام المركزي الذي نقله على عجل زملاؤه إليه، خبر وفاته، تاركاً إرثاً طيباً في نفوس من عرفه: طلبة، زملاء، وحتى الطاقم الإداري في المدرسة.
سمعة طيبة
زميله معلم الكيمياء السيد شلبي (مصري)، قال لـ”صُبرة” “وصل محمد السعودية عام 2015، والتحق فوراً في مدرسة أهلية في حي الشاطئ بالدمام، واستمر فيها طوال السنوات الخمس الماضية”.
أضاف السيد شلبي “كان معلماً محبوباً طيب الخلق، هادئ الطباع، لم نسمع منه إلا كل خير، ولم نقف عليه إلا المواقف الجميلة والمساندة في المدرسة، علاقته بالإدارة والزملاء المعلمين، وكذا الطلاب كانت مميزة، نظراً لتواضعه وحسن تعامله مع الجميع”.
المعلم السيد شلبي.
تفاصيل الحادثة
عن تفاصيل الحادثة، ذكر “اتصل بي أحد الزملاء المعلمين، وطلب الإسراع للاطمئنان على محمد، بعد أن اتصل به طالب من الصف الأول الثانوي، وأخبره أن معلم الحاسب الآلي يعاني من أمر ما غريب، إذ بدأ يصدر أصوات غير مفهومة، ويبدو لهم أنه قد أغمي عليه، أو سقط أثناء الشرح في الحصه الثانية، التي تبدأ في التاسعة و35 دقيقة وتنتهي في العاشرة وخمس دقائق”.
واصل شلبي الحديث “الفزع الذي أصاب الطلاب جعل أكثرهم يكتب في قروب والواتساب للمدرسة، الذي يتابعه المعلمون والإدارة شؤون التعليم والطلاب، مشيرين إلى أمر مريب في صحة المعلم، بينما نقل طالب آخر لأحد الزملاء من المعلمين في رسالة صوتية تنبيه، بأن المعلم محمد يصدر أصوات غريبة غير مريحة، ثم سكت فجأة، ما يعني أنه يعاني من أمر ما”.
أسرع السيد شلبي ومجموعة من المعلمين لمنزل زميلهم محمد حسان، في حي القزاز بالدمام، الذي كان بابه مغلقاً حينها، ما دفعهم لكسر الباب، والدخول ليجدوه طريحاً وفي أذنه السماعة التي بها يتواصل مع طلابه ليشرح الدروس في منصة “مدرستي”.
أكمل السيد شلبي الرواية “كان بلا نبض أو حركة، بادرنا إلى الاتصال بالإسعاف، الذي وصل فوراً ونقلوه إلى المستشفى، لنسمع بعدها خبر وفاته رحمه الله”.
رثى المعلم زميله “نعزي أنفسنا بفقد زميل طيب الخلق على غرار محمد، وندعو الله أن يلهم أهله الصبر والسلوان، وله بالمغفرة والرحمة”.
الشلعان يعزي
من جانبه، قدم المدير العام للتعليم في المنطقة الشرقية الدكتور ناصر الشلعان، خالص العزاء والمواساة عبر “صبرة”، لعائلة المعلم محمد حسان في مصر، وكذا إدارة المدرسة ومعلميها، داعياً الله “أن يتغمد الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة”.
اقرأ أيضاً:
“تعليم الشرقية” تعزي في وفاة المعلم حسان.. وتؤكد: وفاته طبيعية
لكل أجل كتاب فإذا جاءأجلهم لأيستأخرون ساعة ولا يستقدمون..صدق الله العلي العظيم …رحمه الله..