في زمن “التمكين”.. نون النسوة تختفي من ترشيحات جمعية الصفا مدينة رائدة بناشطاتها تختار مجلس إدارة جمعيتها من بين 23 رجلاً
مصادر: جائحة كورونا حالت دون اجتماع الجمعية العمومية.. فتأجّل إقرار الترشيح
صفوى: أمل سعيد
على بعد أيام من الآن، وتحديداً في الـ 15 من ديسمبر؛ ستبدأ انتخابات جمعية الصفا الخيرية بصفوى، في دورتها الـ 20، ضامّةً قائمة مترشحين وصلوا إلى 23 عضواً، تراوحت أعمارهم بين 26 و74 عاماً، يفصل بين أصغر المترشحين وأكبرهم قرابة 50 سنة.
هذا العدد الكبير من المترشحين كانت له دلالاته التي أشار إليها نائب رئيس لجنة التخطيط والإعلام في الجمعية سابقاً، دكتور ماهر سيف الذي قال “صفوى خيّرة وأهلها طيبون، وما هذا الإقبال على الترشح إلا ترجمة لنزعة العطاء فيهم، فتجدهم يسارعون في مسارب الخير، راغبين في خدمة المجتمع، وبذل الجهد في ذلك”.
قائمة صفوى تخلو من النساء
كانت أول مشاركة للمرأة في صنع القرار في الجمعية قبل 10 سنوات تقريباً، حين وجهت الجمعية خطاباً إلى وزارة الشؤون الاجتماعية بشأن حضور المرأة اجتماعات الجمعية العمومية والتصويت فيها، وقد تمت الموافقه عام 1431هـ، وتُعتبر هذه أول مرة يسمح للمرأة بالانتخاب والتصويت والمشاركة في محافظة القطيف، وتوسمت المرأة الصفوانية خيراً، فهي في طريقها لتدخل الجمعية من أوسع أبوابها، ربما بعد سنة أو سنتين، إلا أن الواقع بقي على حاله طيلة هذه الفترة، كما أشار إلى ذلك سكرتير الجمعية زكي المسلم.
النظام الحالي يمنح المرأة حق التصويت وحق ترشيح نفسها لمجالس إدارة الجمعيات الأهلية ولجان التنمية الأهلية ولجان الخدمة أيضاً.
فوزية الهاني
وفي نفس السياق تقول فوزية الهاني وهي إحدى المهتمات بالشأن الاجتماعي والعمل التطوعي ” المفارقة الغريبة في الموضوع، أن تصل المرأة في الدولة إلى أعلى المناصب وتثبت كفاءتها، ومازلنا داخل القطيف يقتصر دورها في الجمعيات الخيرية على اللجنة النسائية والمسؤول عنها رجل”.
وتضيف “أتمنى أن يتاح للمرأة المشاركة في قيادة الجمعية، ولو كنت متفرغة لكان انضمامي للجمعية في أعلى سلم أولوياتي، لكن عملي الخاص يستهلك معظم وقتي، وكلي ثقة في إمكانية الكثير من نساء صفوى، فهن قادرات على المنافسة، وحري بالمرأة أن تسير بجانب الرجل في النهوض بأعباء الجمعية”.
أما رحاب الشلاتي، سكرتيرة لجنة التكافل بالجمعية، فتبدي استغرابها من الوضع “حتى الآن لم تتقدم أي امرأة للترشح لانتخابات الجمعية، والغريب أني لم أجد نساء طرحن الفكرة، أو طالبن بأن يكون لهن موقعاً قيادياً في الجمعية”.
كما قالت الناشطة الاجتماعية فوزية المبارك ” لقد طالبنا كثيرا (لكن لا حياة لمن تنادي)، أن يكون للمراة الصفوانية حضوراً كمترشحةً لمجلس الإدارة ، وخصوصا أن القانون لا يمنع بل يشجع ويدعم المرأة، وخصوصا أن سيدات صفوى متميزات بالعمل التطوعي الخيري.
أصوات المشتركين
نشرت الجمعية على موقعها قبل أيام لائحة بأسماء من يحق لهن التصويت في انتخابات الجمعية، وضمت اللائحة 1356 اسما، وفي التعريف بهم تقول الشلاتي “نعمل على حصر المنتسبين للجمعية، الذين يحق لهم التصويت، وهم من دفعوا الرسوم السنوية للاشتراك، ولم تُعتمد، حتى هذه اللحظة، طريقة التصويت، وهي بين خيارين، إما أن تكون عن بعد، عبر وسائل الاتصال المختلفة، أو أن تكون حضورياً بعد حجز موعد، وذلك لضمان تنفيذ الاحترازات الوقائية، ومن عنده فكرة أو نقاش من المصوتين فعليه التسجيل عبر الموقع للحضور واللقاء الشخصي”.
د. ماهر السيف
ماهر السيف.. هنا يكمن الخلل
وفي حديثه مع “صُبرة” تطرّق الدكتور ماهر سيف الاستشاري المالي والاقتصادي، ونائب رئيس لجنة التخطيط والإعلام في الجمعية سابقاً، إلى محاور عديدة مهمة تخص الجمعية الخيرية، كان أبرزها:
دماء الجديدة
بدأ السيف متفائلاً بمستقبل الجمعية، آملا أن تبدأ مرحلة جديدة مع دخول الشباب إلى مجلس إدارتها ” أنا وإن كنت مهتما بالجمعية لكن طريقة تفكيري نمطية، والشباب لهم طريقة تفكير حديثة، وهم أقرب للمجتمع لأنهم سيخاطبون المجتمع الشبابي بلغتهم.
يجب أن يكون للشباب نصيب في الدخول إلى مجلس إدارة الجمعية كي تعود الجمعية شباباً كما كانت، في أعمالها وأساليبها.
وعقيدتي، وقد أكون مبالغاً، أن من يرشح نفسه للجمعية ويعمل بجد فهو مثاب عند الله تعالى، ولكن من يرشح نفسه ويهمل أو لا يعطي أهمية قصوى للعمل داخل الجمعية، في مكانه، فقد أخل بالأمانة وهو آثم”.
عزوف الكفاءات
يرى السيف أن “أسباب عزوف الكفاءات والمتخصصين عن التقدم سواء لدينا أو في الجمعيات الأخرى، وابتعادهم عن العمل التطوعي كثيرة أهمها:
أن تكون بيئة العمل غير جاذبة، كما أن قلة الإنجازات قد تجعل الناس تنفر من العمل، وكما يقال في عالم الأعمال (الشركة الناجحة تجذب الموظفين، وإن نجاح الشركة يسبق نجاح الموظفين)
لذلك ما إن تتهيأ البيئة الجيدة للعمل سنجد الكفاءات من الشباب والكهول ينجذبون للعمل داخل الجمعية وتكون محط اهتمام الجميع”
إدارة الجمعية
وعند سؤاله عن الأسلوب الأنجح لإدارة الجمعية، أجاب “للأسف جمعية الصفا الخيرية تدار بالطريقة الاجتماعية وليست المؤسساتية، وهذا ما يجعل سياساتها متباينة بين المجالس المتعاقبة، رغم وجود استثمارات ممتازة لدينا.
عقارات وصحة وتعليم، 3 أشياء من الاستثمارات تحتاجها كل المؤسسات الخاصة الربحية، فما بالك أن تكون مملوكة لمؤسسة غير ربحية؟! إلا أن طريقة التفكير الاجتماعي تغلب على إدارتها، لذلك هي غير منجزة كما ينبغي.
نحن نحتاج إلى لجان متخصصة في الاقتصاد والاستثمار، كي تتبنى إدارة استثمارات الجمعية، لتكون رافداً قوياً لميزانية الجمعية.
كما أن هناك طرق استثمار حديثة لابد من مجاراتها والتعامل معها خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
عندما تكون هناك خطط استراتيجية للعمل داخل الجمعية فسنرى إنجازات متتالية ومبهرة، وأهمها في رأيي.. توظيف مدير تنفيذي قوي ومتخصص، قادر على متابعة أعمال الجمعية، ويطبق الخطة التي تقرها لجنة الجمعية العمومية، وبالتالي هو أقدر على متابعة الموظفين لتطبيق هذه الخطة بالطريقة السليمة.
كما يجب تطبيق الجودة في العمل، وتطبيق نظام كايزن للتحسين المستمر؛ وهذا يتطلب تفعيل ما جاءت به لوائح الجمعيات الخيرية، وحوكمة الجمعيات الخيرية في تكوين لجنة مراقبة من الجمعية العمومية على أداء مجلس الإدارة، وهذه اللجنة تكون من المتخصصين في التطوير والتجديد.
لدينا متطلبات كي تعود الجمعية لإنجازاتها وتعود إلى شبابها.
مدير تنفيذي قوي وحازم + خطة استراتيجية لمدى طويل تلتزم بها المجالس الإدارية المتعاقبة + لجنة مراقبة تكون مسؤولة عن مراقبة أداء أعمال مجلس الإدارة، وإذا تم ذلك سنرى الكثير والكثير من الإنجازات، وتعود الثقة للجمعية”
تراجع أعداد المشتركين
ويضيف السيف “لدينا مشتركون في الجمعية ولكنهم أقل من المأمول، صفوى معطاءة لكن الناس تحتاج من يذكرها، ومن يبين لها، وللأسف لم نشهد في السنوات الأخيرة أي حملة إعلامية لزيادة أعداد المشتركين، كما أن السياسات المتبعة ليست كافية وغير مخطط لها بشكل جيد، وكمثال على ذلك، لدينا 1300 مشترك يدفعون 200 ريال كاشتراك سنوي، وبما أني أحتاج عدد أكبر من المشتركين للانضمام للجمعية، فلا بد لي أن أقنع المشتركين بجدوى اشتراكهم، لكن القرار الذي اتخذته الجمعية في جمعيتها العمومية بتاريخ 18/ ديسمبر /2019 كان غير دقيقا إطلاقاً وغير موفق، من الناحية الاستثمارية، فبدل أن يقنعوا الأشخاص أن مبلغ الاشتراك قليلأ، اتُخذ قرار بزيادة المبلغ بواقع 80%، ليصل إلى 360 ريالا، فهل هذه الزيادة هي التي ستجذب مشتركين جدد، أو هي مكافأة أو عقاب للمشتركين القدامى، أتمنى أن تكون القرارات من ضمن خطة متكاملة، وليست منفردة كل لجنة بذاتها، كما يجب أن تدرس بشكل أكثر دقة، لذا فالحملات الإعلامية يجب أن تسير بخط متوازي مع الخطة وليس كل شيء بمفرده.
وإعادة الثقة من المجتمع للجمعية تكون من خلال الشفافية والتواصل بشكل أكبر مع المجتمع، وتفعيل لجنة العلاقات العامة وإعطائها الأولوية، وتفعيل اللجنة الإعلامية بأساليب حديثة ومكثفة، ضمن خطة سنوية متكاملة، تتبنى حملات متنوعة لجميع لجان الجمعية”.
المرأة قادمة
يتوقع السيف أن يكون للمرأة حضورها القوي في المرحلة القادمة، لكن يجب أن نهيئ لها البيئة المناسبة “العنصر النسائي مقبل إن شاء الله في المرحلة القادمة، وأظن أنهن أكثر دقة في القرارات والمصاريف، ولذلك سيكون العمل التنفيذي من خلالهن أكثر موضوعية، لكن، لابد من اختيار العناصر الجيدة والمتخصصة، ولدينا في صفوى الكثير منهن، ودورنا أن نهيىء لهن بيئة حاضنة وجاذبة؛ كي يأتين ويعملن في جو صحي، لا يعج بالمشاكل والقرارات المتبدلة.
المرحلة القادمة من عمر الجمعية مرحلة اقتصادية مالية بحتة، لذلك يجب علينا اختيار الأشخاص القادرين على تحمل أعباء الجمعية المالية، وتقليل المشاكل، ونقل الجمعية إلى مرحلة الأمان، وأظن أن المرأة سيكون لها قوة تأثيرية في الفترة المقبلة”.
لجنة التخطيط والإعلام
شغل السيف منصب نائب رئيس لجنة التخطيط والإعلام في الجمعية، سابقا، وعن ما أمكنه القيام به من أجل الجمعية وهو في الداخل يقول ” عندما كنت نائب رئيس لجنة التخطيط والإعلام في الجمعية، كنا فريق متكامل مكون من 7 أشخاص متناسقين ومتناغمين في الفكر والعمل ومتفاهمين حول الأدوات، ولدى كل شخص منا مهارة معينة تكمل الآخر، ونتيجة لذلك أصبح إعلام الجمعية ناجح بقوة، في تلك الفترة، لكن لم تُمكن اللجنة من القيام بأعمال التخطيط، فلم ير مجلس الإدارة أنه بحاجة إلى لجنة تخطيط، وهو يستطيع القيام بأعمالها، لذلك اكتفت اللجنة في حينها بالإعلام فقط، وقد تمت كتابة بعض الأطروحات التي أحملها ويحملها معي الكثير من المتخصصين سابقا من خلال اللجنة الإعلامية، والمنتديات ومن خلال الحديث في وسائل التواصل حينها”.
ختاما
يختم السيف حديثه “ما نود ايصاله للمجتمع هو أن تكون الجمعية محط أنظار واهتمام الجميع، وفي سلم أولوياتهم، حتى ولو كانت الأخيرة، المهم أن لا تخرج من أولوياتهم”.
تنويه
“صُبرة”، بدورها تواصلت مع رئيس مجلس إدارة الجمعية علي العالي، وأرسلت استفساراً بتاريخ 23/11/2020، وكذلك لنائب رئيس مجلس الإدارة أحمد الملا. كما تمّ الاتصال بهما، وأعدنا الاتصال مرارا؛ لكن دون الحصول على رد بشأن موضوع تمكين المرأة من الترشح لعضوية مجلس إدارة الجمعية.
لكن مصادر أخرى في الجمعية أوضحت أن الجمعية على علم بالنظام الجديد، ولكن النظام يشترط إقراره عبر الجمعية العمومية للجمعية أولاً، ومن ثم الرفع لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ليأخذ مجراه في الانتخابات.
إلا أن ظروف جائحة كورونا؛ حالت دون اجتماع الجمعية العمومية للجمعية ومناقشة الأمر فيه، وبالتالي بقي النظام غير مطبق. لكنّ المصادر أوضحت، أيضاً، أن الموضوع مأخوذ في الحسبان في الدورة المقبلة، بعد استكمال الإجراءات النظامية المتعبة.
رئيس مجلس إدارة الجمعية علي العالي
نص الرسالة التي تم إرسالها لرئيس مجلس الإدارة بتاريخ 23/11/2020، ولم يتمّ الرد عليها:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخيرات أستاذ علي
عندي كم سؤال بخصوص انتخابات الجمعية في دورتها العشرين، أتمنى يسمح وقتك في الرد عليها:
عدد المترشحين للانتخابات هذه الدورة كبيرا جدا مقارنة بعدد المترشحين في الجمعيات الأخرى،
فكيف كان الإقبال عليه في الدورات السابقة؟
لماذا لا وجود لأي اسم نسائي بين المرشحين؟
هل مسموح للنساء بالمشاركة والترشح في انتخابات الجمعية؟
شاكرة لك مقدما