“نوال” ورثت الزراعة عن جدتها.. وحوّلت أرضاً جرادء إلى واحة خضراء مزرعتها تحوي أشجار المانجا والأناناس والزيتون.. وتقول: الأنثى أكثر إبداعاً في الزراعة

القطيف: وردة الطلالوة

عن تجربة، ترى نوال العبدالعال أن الزراعة تتجاوز كونها مهنة تقليدية، تُدر على أصحابها دخلاً يعتاشون منه، إلى هواية تعزز تناغم الفرد مع الطبيعة.

تذهب نوال أبعد من ذلك، مؤكدة أن الزراعة تمنح الزارع ـ رجلاً كان أو امرأة ـ “الصبر والطاقة والجمال وصفاء الروح، قبل أن تمنحه الغذاء”. من هنا لا تتردد نوال في أن تنصح النساء بالزراعة، وتهمس في آذانهن بأن “هذه المهنة ليست حكراً على الرجل، وأن المرأة بمواصفاتها الأنثوية، لها لمساتها الخاصة جداً في هذا المجال، وتستطيع أن تحول القطعة الجرداء إلى جنة غناء، متى اهتمت بالموضوع”.

نوال أم لستة أولاد  وابنة واحدة، كما أنها جدة لستة  أحفاد. عشقت الزراعة منذ الصغر، متأثرةً بجدتها التي كانت تذهب معها لمساعدتها في أعمال الزراعة. من هنا قررت أن يكون لها مزرعتها الخاصة، تمارس فيها هوياتها كما يحلو لها، وقد كان.

 

ثمرة الجهود

مزرعة نوال ثمرة جهود سنوات وسنوات قضتها في ممارسة هوايتها الحرة، ما ساعدها أن تحول هذه المزرعة من أرض صفراء اللون، إلى واحة خضراء في وقت قياسي، بعدما منحتها الوقت والجهد والفكر، إلى أن أثمرت منها العديد من المحاصيل والمزروعات التي تستخدم في الأطعمة أو المشروبات أو العلاجات.

استرجاع الذكريات

بصحبة “صُبرة”، تتنقل نوال في أرجاء مزرعتها، وفي كل ركن تسترجع عشرات الذكريات التي مرت بها، ومعها تستحضر الصعوبات والتحديات التي واجتها آنذاك. تقول إنها بدأت بزراعة بذور أولية من المنزل، ونجحت في زراعة شجر المانجو من ثمرتها، إلى أن أصبحت شجرة مثمرة، كما زرعت ورق “الكركديه”، وتصف هذه التجربة بـ”الناجحة والمشجعة جداً”.

 

القراءة المتخصصة

لم تشأ نوال أن يكون مجال الزراعة لديها “عشوائياً”، يبدأ بالتجارب الفاشلة، وصولاً إلى الناجحة، لهذا قررت ممارستها اعتماداً على القراءة المتخصصة والبحث في المجال ذاته، قرأت الكثير من الكتب والمراجع ذات الصلة، إلى ان أصبحت تملك اليوم مكتبة خاصة بعلوم الزراعة ومواسمها.

شجرة الاناناس

آخر تجارب نوال تستهدف زراعة شجرة الأناناس، وبدأت زراعتها قبل سنة، “ولازالت الشجرة بخير مع مرور الصيف، وننتظر أن تثمر بعد سنة ونصف السنة”.

تمتلئ مزرعة نوال اليوم بأشجار ورق الزيتون وأعشاب عطرية، مثل: الزعتر، الحبك، النعناع، الشاي الأخضر، الميرامية والحلبة. تقول “استخدامها في الطبخ بعد تجفيفها، وأيضاً في صناعة المشروبات الساخنة والسلطات”.

البذور الأميركية  

تشتري نوال البذور من كل مكان، ووصل بها الأمر إلى أن اشترتها من أميركا. تقول “عندما كنت هناك، أحضرت معي الكثير من البذور لأجرب زراعتها هنا، كما استخدمت بذور بعض الخضراوات وزرعتها بداية في المنزل، كما زرعت سيقان الحشائش المفضلة، ويقطين قرع طماطم  وغيرها، وتبين لي من واقع التجربة أن زراعتها داخل المنزل سهلة وبسيطة”.

اهتتمت كثيراً بزراعة نبتة الصبار، وزرعت كميات كبيرة منها في المزرعة، “نظراً لفوائدها المتعددة”، وبجانب الصبار، زرعتُ شجرة المورينجا التي يعود أصلها إلى جنوب آسيا، وتُزرع في المناطق الاستوائية، “ولكنني  جربت زراعتها في المزرعة، ونجحت، وهي تستخدم في علاج بعض الأمراض”.

لم تقتصر هواية نوال على الزراعة، فلها اهتمامات أخرى، تشمل فن التطريز والكوروشيه، ولها في هذا المجال أعمال كثيرة. وتفسر ذلك قائلة “خُلق الانسان ليعمر الأرض، ونحن من نحتاج الأرض أكثر من حاجتها إلينا، وهذا ما يدفعني للدخول في أي هوايات أرى نفسي قادرة على الخوض فيها”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×