“دار الحكمة” تخسر ابتسامة “الأب والأخ” حسين الجشي عاش صراعاً مع المرض طوال 3 سنوات.. والموت خطفه من علي وسلمى وروان
القطيف: عبدالمحسن آل عبيد
حين تجول في أروقة مدرسة دار الحكمة الثانوية في القطيف، ستعثر حتماً على ابتسامات نثرها حسين علي الجشي، ستعثر على ضحكات تبادلها مع زملاء العمل والطلاب، على همساته الحانية مع الجميع، فمنسوبي المدرسة، من معلمين وطلاب، إضافة إل أولياء الأمور أيضاً، لن ينسوا لأجيال ابتسامته وتواضع “أبو علي”، وإن فارق دنياهم.
صباح اليوم (الأربعاء)، رحل الجشي، بعد صراع مع المرض، تواصل عل مدار ثلاث سنوات، كان أبو علي هو المنتصر فيه، وإن خطف الموت روحه، وخطفه من ابنه علي وكريمتيه؛ سلمى وروان.
“دار الحكمة” تفقد الأخ والأب
بعد تخرجه؛ عُين الجشي في المكتبة العامة بالدمام لـ16 عاماً، وانتقل في عام 1426هـ للعمل في مدرسة دار الحكمة الثانوية، كان “أباً حنوناً لطلاب المدرسة، وأخاً لزملائه المعلمين، بابتسامته ومبادرته بالسؤال عن جميع من عرفه”، هكذا يصفونه هناك.
صباح اليوم؛ تداول زملاءه خبر وفاته في مواقع التواصل الاجتماعي، بحزن شديد مرفقاً بصورة رسالة نصية سابقة من الراحل العزيز “وحشتوني كلكم، وسلامي للجميع”.
الجندي المجهول صافي النفس
بنبرَة الحزن؛ تقدم قائد المدرسة عصام الشماسي “بخالص العزاء والمواساة لأهالي الفقيد”، واصفاً الراحل بأنه “الأخ والصديق”، وقال “أبو علي أحد الكوادر الإدارية الفاعلة في دار الحكمة، عاشرته لعقدين من الزمن، كان حسن المعشر وطيب الأخلاق، مبادر ومتفاعل مع كل الأنشطة المدرسية وكل الفعاليات”.
الشماسي اعتبر زميله الجشي، “الجندي المجهول، الذي يعمل بصمت، مخلص في عمله، يحب العمل والزملاء، طيب القلب، صافي النفس، دمث الخلق، ابتسامته لا تفارق محياه، شهم كريم، مُبادر”.
وأشار إل للراحل “بصماته الخاصة في تعامله مع الطلاب، يشعرهم بالأبوة والرحمة والمساندة، ويعمل دائما بصمت وخفاء، ولا يكّل ويستمتع بالعمل وبالأجواء المدرسية بكل تفان وإخلاص”، مضيفاً “فقدنا أخاً عزيزاً سام الأخلاق، كريم النفس، عفيف اللسان، جميل المعشر، رحمه الله رحمه الأبرار والأخيار”.
تدين ينعكس طيبة وأخلاقاً
يقول شكري علي الشماسي، عن المرحوم “عرفته منذ الصغر بالتزامه الديني، الذي انعكس عليه طيباً وأخلاقاً، والابتسامة الدائمة، فهو باسم الثغر”.
يضيف “زاملته لسنوات في صلاة الجماعة بإمامة المرحوم الشيخ منصور البيات، ولم ينقطع عن أداء الجماعة في المسجد، وكان مبادراً في إصلاح ذات البين وأداء الحقوق الشرعية، ولم أره يوماً يحمل في قلبه أو يزعل من أحد الأشخاص، بل يمد العون والمساعدة لجميع زملائه داخل المدرسة وخارجها رغم ضغوطات العمل. كان مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم “خير الناس أنفعهم للناس”.
ولفت الشماسي، إلى أن الفقيد “كان حريصاً على قضاء حوائج الناس، وأيضاً مع عائلته وقربه من أهله، فهنيًا له هذة السيرة العطرة”.
رحمك الله يا أبو علي رحمة الأبرار…. الخبر فاجئني
رحمك الله يا أبو علي صاحب الخلق العالي والابتسامة الدائمة