سنارات الهواة تبحث عن “الهوامير” في شاطيء “المحيسنيات” أباء يورثون الصيد لأطفالهم ومسنون يتذكرون البحر الذي أصبح "باركينج للسيارات"

القطيف: ليلى العوامي

قبيل أن تدق الساعة الحادية عشر صباحاً، وتحت أشعة الشمس الساطعة بدرجة 25 مع رائحة البحر وصفاء السماء، أجواء خريفية بامتياز.. كل ذلك جذب هواة الصيد، الذين حملوا أدواتهم منذ الساعات الأولى للصباح، طلباً للرزق متجهين إلى ساحل المحيسنيات بجنوب جزيرة تاروت.

على تلة منخفضة عن مستوى رصيف الساحل، بمسافة متر ونصف تقريباً، وقف الصيادون الهواة من مختلف الأعمار ليلقوا بسنارتهم المُحَمَّلِة بالطُعم، لعلَّ السمك يلتقطعها سريعاً ويريح أرجلهم المتعبة.

الصيد ينادي أبا حسن منذ السابعة

“رزق الله على السيف” عبارة قالها الحاج أحمد الداؤود “أبو حسن”، أثناء ممارسة هوايته المفضلة، هواية يومية بدأها وهو في عمر السابعة مع والده، مشهد الأطفال الجالسين جواره، على تلة من الطين يلعبون بالتراب اللين على أقدامهم وأيديهم الصغيرة ذكره بنفسه كثيراً، قائلاً: “لي ذكريات مع والدي في هذا المكان قبل أن يكون متنزهاً للناس”.

تبدلت الطبيعية في عين أبي حسن وفي الحقيقة، حيث استبدلت مواقف السيارات بالبحر، يتذكر أياماً لم تعد كالأيام: “هذا المكان كان عبارة عن (خور للنج) يأتون في كل وقت، ووسيلة النقل كانت إما مشياً على الأقدام أو استخدام الحمير”، كان السماك يناديه هو ووالده صيفاً وشتاءً، موضحاً: “كنت أصطاد جميع الأسماك من هذا المكان، ولذة السمكة في موسمها فسمك الصيف مختلف عن الشتاء”.

معلماً بدرجة صياد

يُمسك سيد جمال الدرويش، معلم في المرحلة الإبتدائية، وصياداً بعد العصر ويوم الجمعة، بخيط الصيد بإحكام متوجهاً إلى البحر،  صابراً على الوقوف لمدة ساعتين منتظراً “الهامور” مكافأةً لصبره، قال: ” أنا هنا كل صباح وهو اليوم الخامس لي منذ أن بدأت أمارس هواياتي كنت قبلها في منطقة الدفن (الحالة) بدارين منذ عامين تقريباً توقفت عام وعدت الآن مرة أخرى”.

أضاف: “الهواية تحتاج متابعة، بتكرار العمل تكتسب مهارات وخبرات أكثر، تعلمت الصيد من الشباب الموجودين فهم يوجهوك إلى الطريقة الصحيحة للصيد فيخبروك أين ترمي سنارتك كيف تصداد الهامور، وغيرها معلومات دقيقة التي تحصل عليها من الشباب على الساحل”.

وعن أنواع الصيادين الذين قابلهم الدرويش، أفاد: “أصادف أنواع من الصيادين هناك من يمد لك يد العون والنصيحة وهناك من يحتفظ بمعلوماته ونحن نقول الجميع لديه حق”.

الشمس تتعامد على رأس البشراوي

حظي حسن البشراوي من القديح، بظاهرة فلكية حيث قررت الشمس أن تسلط أشعاتها صوب رأسه، في تمام الساعة 11:36 صباحاً، وسنارته ممتدة نحو السماء لتسقط بحنان على مياه البحر الهادئة ورغم هدوءها إلا أن رزقها كان وافراً، أجواء ممتعة يعيشها البشراوي، قائلاً: “الشمس اليوم جميلة وهي شمس الشتاء المختلفة عن الصيف تماماً وكل ثلاثة أيام مرة أكون هنا أصيد مؤونة اليوم للعائلة”، عادةً يصيد الكرفان والعريضي والفسكر الصيد بالنسبة للبشراوي هواية ممتعة.

أطفال يرثون الصيد عن أبائهم

تخفيفاً عن ضغط العمل والدراسة وتحسين المزاج، يصطحب ميثم الجارودي ابنه ذو الثمان سنوات إلى منطقة المحيسنيات لممارسة هواياتهم المحببة إجازة نهاية الأسبوع، قائلاً: “تشعر بالراحة وأنتَ تمسك بالسنارة لتصيد الأسماك، أنا معتاد على الصيد في منطقة الجبيل ولكن بسبب المنصة المدرسية وتقيد ابني بالحضور أصبحت أخذه للصيد في المحيسنيات تخفيفاً عليه من عناء أسبوع دراسي كامل”.

استقبل محمد ميثم الجارودي، تركته من ميراث هوايات الأب بامتنان عظيم، مكنه من الاستمتاع بسعادة في أثناء أوقات الصيد، مؤكداً: “أنا هنا مع والدي منذ الساعة التاسعة صباحاً، أحب صيد الأسماك منذ أن كنت صغيراً وقد قمت اليوم بصيد بعض منها من النوع (القرقفان) ليكون طعامي اليوم مع عائلتي”، الحديث ينقطع بفرحة الصبي الصغير بالسمكة الجديدة التي اصطادها لتوه مهرولاً على والده.

من جهة أخرى كانت الشباك الفضية، لحسن النجار وصديقه حسين سلمان أمشيمع، تتلألأ في البحر، تغور في عمقه خماصاً ثم تعود بطاناً مُرزقة بالأسماك، يعمل سلمان بإحدى الشركات لكن عمله لم يمنعه من ممارسة هوايته، قائلاً: “أستخدم الشبكة لصيد الطعم وهناك سنارتي تنتظر هذا الطعم لأصطاد بها الأسماك”، يومياً يأتي أحد الرفيقين أو كليهما إلى شاطئ المحسينيات أو قد يذهبا إلى شواطئ أخرى مثل الخبر أو الدمام، تحقيقاً لمتعة الصيد.

لم تقتصر المتعة على أهل المنطقة، لكنها امتدت لتصل إلى مقيمين يحملون الجنسية الفلبينية، الذين وقفوا على التلة ممسكين بسنارتهم مقسمين متعة هواية الصيد على أرواحهم.

‫3 تعليقات

  1. شكرًا لمرورك أخي الكريم

    أتمنى عليك دخول سناب الصحيفة، لرؤية الفيديوهات مع أحمد الدؤود ومحمد الجارودي الطفل وسمكاتهم التي اصطادوها وهي تتحرك في الهواء، لم تكن هوامير، بل من أنواع آخرى.. إن شاء الله في المرات المقبلة… شكرًا لاهتمامك مرة آخرى

  2. الغريب أنه لم تنشر ولا صورة واحدة لصياد واحد على الأقل ممن تمت مقابلتهم وفي سنارته هامور أو أي سمكة أخرى لتبيان مدى متعتهم بهذه الهواية
    لماذا؟

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×