المأسوف عليها.. قلعة عنك..! لولا صور الأمريكان لما عرف الجيل الجديد عنها شيئاً
القطيف: صُبرة
لولا الأمريكان الذين جاؤوا إلى بلادنا في ثلاثينيات القرن الماضي؛ لما عرف الجيل الجديد من السعوديين أن قلعةً مهمّة كانت موجودة شمال مدينة عنك الحالية.
جماعة “أبو كبُّوس” ـ كما كنا نسمّيهم ـ تجولوا في محيط مقر سكنهم ـ الظهران ـ واطّلعوا على الأرض وما فيها، والتقطوا لأنفسهم تذكارات شخصية، وصوراً توثيقية، وجمعوا ثروات فوتوغرافية، تحوّلت ـ مع الزمن ـ إلى تاريخ بصري للبلاد السعودية التي زاروها وأقاموا وعملوا فيها.
مواقع أثرية بلا حصر، حفظها لنا جماعة “أبو كبُّوس”، في صورهم وفيديوهاتهم، وبتنا نتداولها بحنينٍ وحسرةٍ على ما فاتنا، خاصة تلك المواقع التي أحاط بها الإهمال والنسيان.. وصولاً إلى الاختفاء.
قلعة عنك
قلعة عنك أو قلعة الخيالة أو قصر الميالة؛ واحدة من الآثار التي وثّقها الأمريكان في زياراتهم للقطيف في ثلاثينيات القرن الماضي. وهي قلعة أثرية تقع شمال مدينة عنك الحالية. وحسبما يذكر الباحث عدنان العوامي؛ فإن هناك قلعتين بين “سيحة الشويكة” الزراعية (جنب مدينة القطيف)، وبين مدينة عنك، في الموقع المعروف حالياً بـ “سيحة العياشي”.
العياشي
قبل الحكم السعودي؛ كانت منطقة “العياشي” أرضاً جرداء ملحية تجاور البحر. وفي زمن الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ عُمل بنظام إحياء سُمّي بـ “الحُكُر”، وطريقته أن يحصل الناس على أراضي ويُحيونها بالزراعة. وقد استفاد كثيرٌ منهم بذلك، من بينهم خالد الفرج (أول رئيس بلدية في القطيف)، وبعض أبناء الحداد والمحروس، فزرعوا المساحات الجرداء الواقعة ـ حالياً ـ شرق شارع الملك عبدالعزيز.
وفي هذه المنطقة كانت القلعتان اللّتان تُنسبان إلى زمن الدولة العثمانية، وبقيتا على حالهما مهملتين، حتى جاء عام 1394هـ، فأزيلت الكبرى منهما، وبُنيت في موقعها مدرسة متوسطة للبنات.
قصر ميالة
العوامي أدرك القلعتين، وقال إن سمك سور “قلعة ميالة” يبلغ متراً ونصف المتر، وينقل عما قيل عن السور “كانت الفرس تطوف فوقه”. وأخذت القلعة اسمها من موقع عين جوفية كانت موجودة أيضاً.
(الصور: من مواقع مختلفة وقد التقطها أمريكيون في ثلاثينيات القرن الماضي)
صور