قبل 5 أيام من الاختبارات.. الأسر في مأزق.. والطلبة: نسألكم الدعاء موجة اعتراض على آلية وزارة التعليم بتحديد وقت الاختبار.. وتربوي: هذا هو خيار المستقبل

القطيف: شذى المرزوق، نداء آل سعيد

لم تجد المغردة رنيم طريقة تساعد بها أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة، يستعدون لأداء الاختبارات، سوى الدعاء لهم بالتوفيق والنجاح، وجمعت لهم أدعية مختلفة. دونت “جمعت لكم أدعية للاختبارات. الله يوفقنا يا رب”.

لسان حال هذه الفتاة يقول “استنفدنا حلول الأرض، لم يبق الا حلول السماء”.

مأزق الاختبارات متجدد كل عام، ولكنه هذا العام مختلف كلياً، منذ تأسس أول وزارة معارف في المملكة قبل حوالى 80 عاماً، أنه بطعم “كورونا”، هذا الفيروس المُستجد، الذي خلل كل الموازين في الكرة الأرضية، وكان من الطبيعي أن تطاول تأثيراته المملكة، والأسر السعودية التي وجدت نفسها في “مأزق الاختبارات”، بعد فصل دراسي تلقى فيه الطلبة تعليمهم عن بُعد.

بدأت الدراسة هذا العام، في ظل استمرار الجائحة، ووفق نظام يُعمل به لأول مرة في المملكة، ومن المتوقع استمراره ما دام “كورونا” مستمراً، وهو نظام التعليم عن بعد، البديل عن الحضور المباشر للطلبة في مدارسهم.

ساعات اختبار أقل

في طور الاستعداد النفسي والتهيئة استعداداً لأداء الاختبارات، أعلنت وزارة التعليم عن الآلية المعتمدة لهذه الفترة، من خلال الدليل التفسيري لتقويم الطلبة، أبرز ما جاء فيه هو تقليص ساعات الاختبار.

وكشفت الوزارة، أن زمن اليوم الدراسي في أيام الاختبارات 3 ساعات فقط، تتضمن وقت أداء الاختبار، على أن يُخصص المتبقي من الوقت للمراجعة، مشيرة إلى أن وقت أداء الاختبار سيكون رهناً بعدد الفقرات وتوزيع الدرجات، إذ تخصص 20 دقيقه لأداء الاختبار ذو الفقرات والدرجات العشر، فيما تخصص 30 دقيقة للاختبار ذو الخمسة عشر فقرة ودرجة، وتخصص 40 دقيقه للاختبار ذي العشرين فقرة ودرجة، على ألا تتجاوز المواد التي تختبر في اليوم الواحد مادتين فقط.

ودعت المعلمين والمعلمات، إلى أن يخصصوا الدقائق الخمس الأولى قبل أداء الاختبار لتهيئة الطلبة، وتعريفهم بآلية الاختبار وطريقته.

مدة الاختبار جاءت متناسبة مع عدد الأسئلة بنسبة وتناسب، أي بمقدار دقيقتين لكل سؤال، وهي لا تُمهل المُختبرين بحبوحة من الوقت، مما يجعل الطلبة تحت ضغط عداد الوقت، فيما المهم اختبار مستوى التحصيل العلمي واستيعاب المادة الدراسية، وليس كفاءة وسرعة المتعلمين.

أثار القرار الوزاري ردود أفعال مختلفة بين الطلبة وأولياء الأمور، غلب عليها الاعتراض على الوقت، خصوصاً مع الفارق الزمني الكبير بين الاختبارات الحضورية ما قبل “كورونا”، إذ كان الحد الأدنى لأداء الاختبار ومراجعته هي 90 دقيقة، مقابل ما حددته الوزارة الآن (20 دقيقة).

المعلم زكي الشعلة.

بين الاعتراض والقبول

رصدت “صبرة”، رأي بعض أولياء الأمور على قرار وزارة التعليم، حول آلية الاختبارات، عبر أحاديث مباشرة، وأيضاً من خلال بعض ما نشر في المنصة الزرقاء الأكثر ارتياداً من قبل السعوديين؛ “تويتر”.

البداية كانت مع المعلم زكي الشعلة، ماجستير علم نفس تربوي والمتخصص في الرياضيات، الذي يقول “يوجد قلق بشكل عام لدى كل متعلم يتقدم للاختبار، سواءً كان صغيراً أو كبيراً”، معتبراً هذا الأمر “طبيعي، ودلالة على الحرص والسعي للنجاح وتجاوز الاختبارات والمقاييس بالحصول على أعلى الدرجات”.

يوضح أن عملية احتساب وقت الاختبار بحيث يكون متناسباً مع عدد الأسئلة والدقائق المخصصة للاختبار النهائية للمناهج الدراسية، تعتبر اختبارات تحصيلية، حيث تم تقليل عدد الأسئلة بمعدل دقيقتين لكل سؤال، وكذلك درجات المنهج الدراسي تم توزيعها لمصلحة الطلبة، فلم يعد الاختبار النهائي أساساً ومهماً للحصول على درجات عالية، فهي نسبة وتناسب لمصلحة جميع الطلبة، الذين أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في اكتساب هذه المهارة، وتم تحديد الفترة الزمنية للاختبار بعدد الأسئلة ومستوى صعوبتها ونوعيتها وأهميتها”.

 

الفروق الفردية

وحول الصعوبة في الاختبار عن بعد، والفروق الفردية بين المتعلمين، يجد الشعلة أن “صعوبة التعليم والاختبار عن بعد تكمن في نفس المحيطين بالطلبة، وليس الطلبة أنفسهم، فالطالب مسؤول عن التعلم”.

ويؤكد على مواكبة العصر الحديث، باستخدام التطبيقات التعليمية والخدماتية، ويقول “إن التكنولوجيا الحديثة دخلت في جميع المجالات، فلا بد من مواكبتها لأنهم جيل المواطنة الرقمية، وينبغي على الطالب أولاً اكتساب مهارات التقنية والتعامل مع الوسائل التعليمية الحديثة”.

يضيف الشعلة أن “عملية التعليم عن بعد شكلت بعض الأضرار لبعض المتعلمين، خصوصاً في سنوات التأسيس التي تعتمد على التعليم المحسوس، ومنها رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية، ولا ننسَ الكثير من الإيجابيات التي ساهمت في اكتساب مهارات البحث والتعلم الذاتي للطلبة، والسعي وراء المعلومة، والإبداع في عمل الوسائل التعليمية”.

ويرى أن التعليم “لم يعد مجرد اختبارات، كما كان في الأجيال السابقة، بحيث أنها تحدد مصير الطالب من نجاح أو رسوب، بل يجب التعامل معها باعتبارها الاختبارات الشهرية، فهناك توزيع للدرجات يصب في مصلحة الطالب والفروق الفردية بين الطلبة”.

تقليل الضرر

الشعلة يرى أيضاً أن “استصعاب التعليم عن بعد أحدث أمراً سلبياً لبعض الكادر التعليمي، ممن لا يملك هذه المهارة، وهو المطلوب منه تسهيل الأمر على الطلبة، للوصول إلى حال استقطاب، لعدم تمكن بعض الكادر التعليمي من التقنية ومهارة التعليم عن بعد”، مضيفاً أن “الإنسان يخاف من المستقبل المجهول، وبعض المعلمين والمعلمات يقدمون التعليم بطريقة جافة وقاسية، تصنع نفوراً عند المتعلمين، عوضاً عن اتخاذ طريقة ووسائل جديدة جاذبة من خلال أخلاق المعلم أولاً، وحلمه عليهم، وما لا ينبغي هو تحدي الطالب”.

لا ينظر الشعلة إلى ما يحدث باعتباره “أمراً موقتاً”، يقول “أزمة كورونا أحدثت حلاً سريعاً لوزارة التعليم، وانطلاقة كبيرة نحو التعليم عن بعد، وكانت عملية السعي إليها بطيئة جداً، فبعد مرحلة زمنية بسيطة جداً؛ سنرى التعليم الحضوري للأنشطة الطلابية والتواصل الاجتماعي والتعليم الخاص، فالوزارة لن ترجع إلى الوراء، فهي تسعى لدمج التقنية والتعليم المدمج، وهو خيار استراتيجي لديها”.

يختتم الشعلة الحديث بأن “المشكلة في عدم الوعي والمعرفة التامة بأهمية الاختبارات النهائية وأهدافها، مما يجعل بعض الأهالي في حال من القلق الشديد في شأنها، ويُشكل عليهم ضغوطاً كبيرة، إضافة إلى مسؤوليتهم الأسرية والعملية، وينبغي على الأهالي إعطاء المسؤولية لأبنائهم، مع الإشراف عليهم، فهم مدركون لما هم عليه، وإعطائهم الثقة في أنفسهم، خصوصاً في المراحل الدراسية المتقدمة”.

الأمهات: نعيش ضغطاً

تقول زينب علي (أم) “الوقت قصير جداً، ولا يكفي لحل الأسئلة. يحتاج الطالب إلى أكبر وقت ممكن. هذا غير مشكلة الإنترنت، ففي غالب الأوقات يصبح بطيء جداً، واحتمال يعلق على الطالب في منتصف الاختبار”.

في السياق نفسه؛ قالت دانة الجضر “الضغط النفسي على أولياء الأمور، وعلى الطلبة أيضاً كبير جداً، مع احتمال صعوبة الأسئلة وقصر الوقت”.

في المقابل، جاء رد انيسة السماعيل مختلفًا “بصفتي تربوية سابقة، وأعشق طرح التجارب التعليمية للتجديد وكسب المعرفة؛ اعتقد أن هناك معالجات للموضوع تخفف الضغط النفسي ويجب أن نتعايش مع هذه التجربة، خصوصاً أنها الأولى من نوعها. وأتمنى طرح الحلول، ورفع المعنويات من أجل الطلاب والطالبات”.

“تويتر” يشتعل

في “تويتر” كانت الردود المتحفظة والمعترضة أعلى صوتاً، فكتب الطالب عمار عبدالرحمن “والله ما تكفي (يعني الوقت المخصص للاختبار)، تكفون خلونا نرفع هاشتاق بزيادة وقت الاختبارات، والله حرام 40 دقيقة ما تكفي، نحن ثانوي ورانا نسبة، وبعدين ورانا مذاكرة، ودروس فهمناها، ودروس لا، المفروض يراعون الوضع اللي حنا فيه”.

ودونّ محمد “الاختبارات كم دقيقة؟ على كل سؤال دقيقتين، ما يكفي، خصوصاً للرياضيات”. ووافقه صاحب الحساب الذي يحمل حرف “A”، مطالباً “بتمديد مدة الاختبارات النهائية”. دونّ‎‏ “كل طالب وطالبة لن تكفيهم دقيقتان لكل سؤال، خصوصاً مادة الرياضيات”.

بينما غردت صاحبة حساب “qirlam” مُقسمة “وربي لو أننا ريبوتات عشان نحل في عشرين دقيقة، احنا ساعتين ما فلحنا، تبون أحل بعشرين دقيقة وننجح؟ منجد كأنكم تقولون اتحداكم تجيبون العشرة، المواد كلها تهون الا الرياضيات”.

وطالبت “وسن” “نطالب بزيادة الوقت”. ومثلها ليان “نطالب بزيادة الوقت، أنا ما ألحق اتذكر اسمي بـ20 دقيقة”.

وبكلمة ساخرة، كتب حساب “عين”، مؤيداً قرار الوزارة “احسن عشان ما تغشون”. لحقتها نيرمين برد “مو بس حل، نبي نستوعب السؤال، مب آلات حنا”.

اما ماجد عبدالله فعلق “تبقى أسبوع على بداية الاختبارات النهائية لطلاب وطالبات التعليم العام، ‏ولأول مرة يحدث الاختبار النهائي من 10 درجات فقط، وسيكون عن بعد”،‏ متمنياً من المعلمين “إعطاء وقت أكثر، ‏وإعادة الاختبار لمن تغيب عن الاختبار”، مختتماً تغريدته بتوصية للمعلمين “يسّروا ولا تعسّروا”.

 

تعليق واحد

  1. السلام عليكم
    ناهيك عن عدد طلبة المرحلة الواحدة في المنزل خاصة الصفوف الاولى من الابتدائي الذين يحتاجون من يقرأ لهم السؤل لتمكن من الاجابة
    ارى ان فيه من الاجحاف ما الله به عليم والضغط النفسي والعصبي على الطلبة ومن يساندهم من اولياء الامور
    لدي ولد وبنت في الصف الرابع كل واحد منهم يحتاج الي بجواره لقرأ له الاسئلة
    بالله كيف سيكون وضعي النفسي وانا لا ادري من اساند
    ولك ان تتخيلي مدى التوتر والعصبية في هذا الموقف والاثر التاركة على نفسيتي كام ، أنا من الان ارجف توتر فكيف بي وقت الاختبار
    ولا نقول الا لا حول لنا ولا قوة الا بالله هو القادر وحدة على فك الكرب وتفريج الازمة

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×