“راديو” المدن يسافر من الجارودية إلى أميركا.. بعد أن أعاده إلى الحياة حسين يُشغل "الراديو الكلاسيكي" بـ"الرسيفر" و"إمبلي فاير" بأزراره القديمة
القطيف : عبدالمحسن آل عبيد
كان يوماً عادياً من أيام حسين حبيب المدن؛ يقضي وقت فراغه في إصلاح الأجهزة الإلكترونية والكهربائية لعائلته وجيرانه، في منزله بقرية الجارودية في مدينة القطيف، قبل تقاعده من شركة “أرامكو السعودية”.
حتى لمع الراديو الكلاسيكي أمام عينه، كان شغفه بتطوير الراديو يسبق خطوات قدميه ونبضات القلب تتسابق من الأعلى فيهم للدق على جدار قلبه؛ متذكراً ذكرياته مع التجمع العائلي حول الراديو الكلاسيكي الذي كان يضعه والده في الصالة للاستماع إلى الأخبار آنذاك.
كانت يداه تسابق الزمن بلمسات بسيطة وتقنيات حديثة، استعان المدن لتحويل الراديو الكلاسيكي إلى العمل والدوران مجدداً، مستغلاً حرفيته في إصلاح أعطال الأجهزة في إتقان ما يهوى على أكمل وجه.
بشغف وعينين لامعتين تحدث المدن لـ”صُبرة”، قائلاً “منذ الصغر كنت أعشق الأعمال الإلكترونية والكهربائية، استهوتني فكرة الراديو القديم ذات الطابع الكلاسيكي، وحاولت إعادة تشغيله بوضع “رسيفير” و”إمبلي فاير” داخل الراديو والاعتماد على نفس الأزرار الموجودة”.
حان وقت التجربة بعد الانتهاء من الإصلاحات، سحب الرجل نفساً بصعوبة قبل البدء في مرحلة التجريب التي أكدت اكتمال الإصلاحات النهائية، لكن فور الاستماع إلى أول صوت منه؛ دبت الفرحة في قلبه، وبعدها انفرط عقد الإصلاحات للراديو القديم، قائلاً “حتى الآن أعدت تشغيل 6 راديوهات من الطراز الكلاسيكي”.
ما إن رأى رئيس المدن المباشر الأميركي الراديو المُطور، حتى أبدى إعجابه، مصراً على اقتنائه ليأخذه معه إلى بلاده للذكرى.
يضيف المدن “أن الحصول على الراديو القديم بعد اندثاره وعدم رغبة الآخرين في الاحتفاظ به، أصبح أمراً صعباً جداً”.
تحول منزل المدن في الجارودية إلى مكان لتجهيز الإمدادات الكهربائية وإصلاح شاحن الهواتف المحمولة، ليحافظ الرجل على هوايته وشغفه في جمع الأجهزة المندثرة والتراثية وإعادة تشغليها.
صديقي واخي حسين، ما فعلته وتفعله قمة في الذكاء بارك الله بكم واننا نفتخر بكم وبعملكم.
لكم منا اعطر السلام
ا