“رياض القطيف الرائدة”.. نجاح الفصول يتكرر في “تيمز”.. و “تليغرام” أعمال يدوية ورسم وقصص.. هكذا حركت المعلومات شغف البراعم في التعليم عن بُعد
القطيف: ليلى العوامي
اللحظة التي يدخل فيها الصغار للمرة الأولى إلى فصولهم لحجز “دكة” في الصف الأول؛ تبدلت بأروقة افتراضية وطاولة لن يضطروا للشجار عليها لأنها في منازلهم.. صغار لن يعانوا كثيراً من الانفصال عن أمهاتهم وبكاء أول يوم دراسي في حياتهم.
لم يكن هذا يتم لولا سعي رياض القطيف الرائدة التابعة لجمعية القطيف الخيرية وإصرارها على تحدي الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا ومواصلة دورها عبر المنصة الافتراضية “مايكروسوفت- تيمز”، لتعليم صغار القطيف عن بُعد، ونقل المناهج التربوية من الأوراق إلى “أونلاين.
للحكاية بطلاتها اللاتي قررن التعامل بسلاسة مع ظروف الجائحة وهن: مديرة رياض القطيف الرائدة وداد بنت منصور آل يحيا والمشرفة التربوية إيمان الجشي ومشرفة قسم الانجليزي مناهل الغراب والوكيلة أفراح الصايغ. بُذل الجهد بصدق وسرعة لنقل المواد التعليمية والمسابقات للأطفال إلى تطبيق “تليغرام”.
تجربة مشوقة
تجربة غير مسبوقة سردت قصتها مديرة الروضة، لتشكل تحدياً في استبدال أساليبها التعليمية التقليدية بأساليب حديثة، وقالت لـ”صُبرة” “إنها تجربة جديدة على الجميع دخلنا في أساليب وطرق غير مسبوقة في العمل والتعلم، بكل تأكيد لها إيجابياتها وسلبياتها، ولكننا نعمل باستمرار لدعم وتطوير الإيجابيات وكذلك معالجة السلبيات ومحاولة تلافيها”.
في مارس 2020 ظهرت أولى الحالات المؤكدة للإصابة بفيروس كورونا المستجد في المملكة، كانت الرؤية مرتبكة لدى الإدارة التي تقود عملية تعليمية للبراعم، إلا أنها ظلت على تواصل معهم ومع فريقها التعليمي، لتعد الروضة خطة تعليم عن بُعد مستخدمة الوسائل المتاحة آنذاك، لتوصيل المنهج التعليمي بصورة مبسطة لأولئك الصغار عَبرَّ الإنترنت للمرة الأولى في تاريخها.
في العام الدراسي الحالي 2020 بعدما تأكد لإدارة الروضة أن التعليم بات عن بُعد لا محالة، لجأت الروضة إلى “تيمز” إلى جانب “التليغرام” حيث قدمت مساعدة المشرفة زينب المادح عددا من البرامج والمسابقات، لكن كان بانتظار فريق العمل تحدٍ آخر، قالت آل يحيا: “كان علينا إعداد المربيات بالخطط والبرامج اللازمة؛ لتمكينهن من التواصل مع الأطفال وتقديم الدروس بأفضل صورة”.
لم تقف جائحة كورونا حجر عثر أمام فريق الروضة التعليمي، لتضيف مديرة الروضة: “معوقات طبيعية واجهت الجميع.. من أجل تهيئة الأطفال لتقبل العلم المرئي عن بُعد بمساعدة أولياء الأمور”.
يتطلع فريق “رياض القطيف” إلى تقييم الأمهات للتجربة، في الوقت الذي ينتظرون فيه خطة وزارة التعليم بشأن العودة حضورياً أو الاستمرار في تعليم الأطفال عن بُعد.
سنة أولى “حضانة”
على حظ مريم العوامي جاءت الجائحة، ما جعل الوالدة حائرة بين تعليم صغيرتها منزلياً أو التعليم عن بُعد، لكن تبدد ارتباكها منذ حضور الفصول الافتراضية للروضة، قائلة: “ابنتي الأولى وكنت محتارة كيف سأعلمها؟.. وشعرت بأني غير قادرة على تعليمها بمفردي، فكيف سأوصل لها الشرح عن الحركات والمدود واللام الشمسية والقمرية!”، تدين الوالدة بالفضل للمعلمة نرجس نويس التي سهلت عليها الكثير.
وبرغم قلة الوقت المخصص عَبرَّ “تيمز”، لكنه احتضن صغيرة العوامي وأخرج شغفها وحماستها مع المعلمة، ما حاز على إعجاب الأم الحائرة، قائلة: “البرنامج رائع وخفيف.. هناك فعاليات متنوعة من كتابة الحرف بالصلصال أو الرمل والطين، وغيرها من الأعمال الفنية المحببة للأطفال، المُقدمة خلال ساعتين فقط”.
صبر أذاب الجليد
لم يكن الطفل حمزة الفردان، متكيفاً مع الوضع الجديد، لكن معلمته احتاجت إلى الكثير من الصبر للتعامل معه، لتضيف والدته: “تحول الرفض إلى قبول واعتاد على وضعه خاصةً بسبب تنوع البرامج المقدمة لهم، منها الأعمال اليدوية وقراءة القصة وكذلك النشاط الرياضي”.
الاهتمام بأدق التفاصيل جعل والدة يوسف آل بدر، ممتنة لدور الروضة، أضافت: “أن يكون في الروضة والدة ثانية هذا ما تحتاج إليه الأم والحمد لله في رياض القطيف الرائدة لمستُ ذلك”.
وأكملت: “يوسف ينتظر معلمته بحماس، وصار وقت الدرس وقت مقدس عنده، أحب التفاعل مع معلمته بسبب أسلوبها وطريقة تدريسها، يتسابق مع زملائه للحصول على فرصة للمشاركة والإجابة على أسئلتها”.
فيمّا أضافت والدة أحمد أبو شاهين: “أراهم من منزلي كيف يتفاعلون مع معلمتهم وكيف تتفاعل معلمتهم معهم.. شيء لا يوصف بصراحة”.
وذكرت والدة عبدالله الحاجي، أن: “الروضة نجحت في تحفيز الأطفال عن بُعد، خلق بيئة مريحة للطفل لتعلم الأساسيات التي يحتاجها من مُفردات ومهارات، والمعلمات بيذلن جهداً لرفع ثقافة أولادنا أجيال المستقبل”.
سنة متضاربة وروضة داعمة
كانت سنة دراسية صعبة على والدة مريم شبر، التي قارنتها بعام تفشي الجائحة وإغلاق المدارس، ولكن ما أسعدها انضمام صغيرتها هذا العام في فصل “Happiness class”، للغة الإنجليزية، قائلة: “غاية في اللطف وسعة البال مع حرصهن الدائم على تقييم استيعاب الأطفال للدروس وتشجيعهم على التفاعل والمشاركة الحمد لله، أننا وفقنا في هذا البرنامج نسأل الله التوفيق والسداد للجميع”.
فيمّا تسائلت والدة ورد عن كل هذه الجهود المبذولة عَبرَّ الإنترنت، فكيف يكون الحضور؟، قائلة: “إن ما تقدموه هو تحدي للجميع لكن ابنتي استفادت ونتمنى أن تكون الأوضاع أفضل”.
شكراً للروضة
فيمّا سيطر الشعور بالبهجة، على والدة ريان محمد العوى، بسبب تحمل وصبر المعلمات على ابنها، لتوجه شكرها إليهن، قائلة: “أشكرك على جهودك التي تبذليها لإسعاد أطفالنا ورسم البهجة على وجوههم ومحاولاتك الجميلة لحفظ الدروس واستذكارهم بشكل رائع، لتكونين نموذج المعلم المتفاني”.
وكذلك شعرت والدة علي أسعيد، ومهدي مصطفى الناصر، بالامتنان تّجاه الروضة، لتقولا: “شكراً لجهودك الرائعة والتدريس الشيق والممتع والمشوق دائماً”.
الفريق التعليمي يواجه الجائحة
أمّا المشرف العام على رياض القطيف عبد المحسن الخضر، فهو أحد أعضاء الفريق التعليمي الذي يواجه الجائحة بطريقته، حيث يشعر بالفخر بعدما نجحت الروضة في التعامل مع سلبيات التعلم الإلكتروني: “يمكن تعميم التجربة بتوسع لتتعدى الظروف الاستثنائية إلى الظروف الاعتيادية من خلال التفاعل المباشر مع الأطفال”.
ويشير الخضر إلى محتوى رقمي ومنظم تقدمه الروضة، فضلاً عن التنوع والجاذبية لصغار المتعلمين، عَبرَّ المنصات الافتراضية.
حصل طلاب الروضة بالمملكة ؛الخميس الماضي على إجازاة العام الدراسي الأول 2020، فيمّا تبقى فصولهم الدراسية مغلقة حتى زوال “كوفيد-19″، ليعودون إلى فصولهم الافتراضية مع بداية الدراسي الثاني.
مادة مموّلة