لاري كينغ عامل النظافة.. سيد الميكروفون والكرافات الملونة "أسطورة الحوارات" قدم 25 عاماً من البث المباشر في "CNN"
الدمام: صُبرة
يطل بقميصٍ ملفوف وربطات عنق “كرافات” متعددة الألوان وحمالات صدر ونظارة، زي مميز صنعه لنفسه، لكن ليس هذا فقط ما علقنا به فهو “ملك الحوارات”، يعرف كيف يأتي بالمعلومة من فم الكتوم، وكيف يجعل الضيف غير المطمئن مسترسلاً، ويصبح مرتاحاً فجأة أمام أعين كاميرا كاشفة للحقائق وعلى الهواء مباشرةً أمام الجمهور. السر يكمن في الإعلامي لاري كينغ الذي أجادَّ فن الحوار حتى تربع على عرشه.
النشأة.. “ترحال”
في 19 من نوفمبر عام 1933 استقبلت أسرة هارفي زيغر، يهودية روسية مهاجرة إلى نيويورك، وتحديداً إلى بروكلين، طفلها لورانس، الذي اشتهر فيمّا بعد باسم لاري كينج. الوفاة المفاجأة للوالد بأزمة قلبية جعلت من كينغ في سن التاسعة، رجلاً يتحمل مسؤوليات البيت، مساعداً لوالدته في تربية أخوه الصغير.
“الحلم”
كان المذياع أو “الراديو” هو حلم طفولة كينغ منذ الخامسة، مقلداً جميع الإذاعيين بالراديو، وبعد بلوغه العشرينيات عمل في إيصال الطرود وبدأ حلم الإذاعي يتلاشى تدريجاً. وفي لحظة فقدان شغفه التقى أحد العاملين في إذاعة “سي بي إس”، الذي نصحه بالانتقال إلى ميامي لعله يجد فيها فرصة.
عامل نظافة
في ميامي لم يكن طريقه مرصوفاً بالورد إلى المذياع، لكن كانت وظيفة أخرى بانتظاره؛ عامل نظافة في محطة صغيرة تُدعى “WIOD”، وبطريقة ما سحرية استقال أحد المذيعين، ليعمل لاري مكانه باسم لاري زيغر، وينطلق أول برنامج له في مايو عام 1957، بعنوان “كدي جي” ويتلقى أجراً رمزياً؛ 55 دولاراً في الأسبوع.
“ملك الحوارات”
بحلول عام 1985، تعاقد كينغ مع شبكة تليفزيون “سي إن إن”، وأصبح له برنامج يُعرف باسم “لاري كينغ لايف”، 25 عاماً انتهت عام 2010 بالتقاعد، بعد مسيرة فريدة من الحوارات التليفزيونية مع زعماء العلماء، أشهرهم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والروسي فلاديمير بوتين، إضافة إلى عراب هوليود مارلون براندو، وغيره من المشاهير.
وتتويجاً لمسيرته أنتجت “سي إن إن” فيلماً تتويجاً لمشواره معها بعد تقاعده، عام 2016.
وخلال عام 2012، أسس بالشراكة مع الملياردير المكسيكي، كارلوس سليم، قناة “Ora TV”، وبعدها بعام واحد، تعاون مع شبكة “RT America”.
“سيد الميكروفون”
أطلقت عليه إحدى المجلات الأميركية لقب “سيد الميكرفون”، لإجرائه أكثر من 50 ألف مقابلة تلفزيونية.
20 يوماً فقط
في الثالث من يناير 2021 أعلنت أسرة الإعلامي لاري كينغ إصابته بعدوى “كوفيد-19″، التي ادخلته مستشفى في لوس أنجلوس، وعاش إثرها على أجهزة التنفس الاصطناعي، ولم يمض 20 يوماً فقط، حتى اعلنت عائلته نبأ وفاته اليوم (السبت)، عن عمر 87 عاماً، في مركز سيدرز سيناي الطبي في لوس أنجليس، حسب شركة “أورا ميديا”.
المحبة تصل
أصدرت “أورا ميديا” بياناً على حسابها الرسمي عبرَّ منصة “تويتر”، تنعى فيه مؤسسها، منذ ساعتين، قائلة “ببالغ الحزن والأسى، تعلن شركة أورا ميديا وفاة مؤسسها المشارك والصديق لاري كينغ عن عمر يناهز 87 عاماً”.
فيمّا بثت شبكة تليفزيون “CNN” على حسابها الرسمي عبرَّ “تويتر”، مقطع فيديو لـ”كينغ” مدونة أعلاه “عامل كل شخص بنفس الطريقة، سواء كان رئيساً أم رجلاً بسيطاً في الشارع”، هكذا قال المنتج التنفيذي لبرنامج لاري كينغ لايف، ويندي ووكر.