الإعلام السعودي يودع ابن البحر الطبيب الأديب عبدالله مناع المثقفون ينعون "موثق تاريخ جدة"
الدمام: صُبرة
فجع الوسط الصحافي والإعلامي السعودي من بنبأ رحيل الصحافي والأديب عبدالله مناع، وخيمَّ الحزن على الإعلاميين السعوديين الذين دشنوا وسم يحمل اسم “#عبدالله_مناع” عبرَّ منصة “تويتر”، داعين إلى فقيد الصحافة السعودية بالرحمة والمغفرة.
توفي عبدالله مناع، اليوم (السبت)، عن عمر ناهز 83 عاماً، بعد صراع مع المرض، منذ ديسمبر 2020، انهالت الدعوات إليه بالرحمة والشفاء العاجل لكن الموت كانت خطاه أسبق إليه من الدعوات.
ابن جدة “البحارة”
“ابن مكة أولى بها”، هكذا قال الأديب الراحل في لقائه مع الإعلامي سعد زهير، معلقاً عن كتابه “جدة تأريخ ما لم يؤرخ”، واصفاً كل جزء فيها وكأن الكلمة تنطلق من روحه لا من فمه، متيماً بمنطقة ميلاده في حارة البحر في مدينة جدة عام 1939.
مثل البحر كان مناع، مليء بالخبايا وابن بيئته متأثراً بمشاعر المحبة والفقد، في عمر العامين فقد والده، وعاش في كنف جدته وعمته، اللائي ربيناه فأحسنَتاّ تربيته.
لم يتركه البحر في حاله، حيث تخرج في كلية طب الأسنان بجامعة الإسكندرية عام 1962، المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، بعد مسيرة تعليمية أوصلته إلى الابتعاث عام 1957، بدأ مشواره في التعليم بالتفوق في الابتدائية في المدرسة السعودية بحارة الشام ثم الكفاءة المتوسطة من المدرسة الثانوية السعودية، ليحصل على الثانوية العامة التوجيهية القسم العلمي من المدرسة السعودية الثانوية بالقصور السبعة في البغدادية، ثم مبتعثاً إلى مصر.
“قمم الشقاء”
“لمسات” كان اسم أول مجموعة قصصية نشرها خلال سنوات الدراسة، وتحديداً عام 1960، شخصيات وأماكن وخواطر كانت تجول في عقل مناع، التي ظلت تشق طريقها إلى النور، مرة بعد مرة هدى إلى طريق الصحافة، بمراسة مجلة الرائد الأسبوعية، الصادرة من الإسكندرية، ونشرت له قصة من 9 حلقات حملت عنوان “قمم الشقاء”، لكن حتى موج العثرات كان ملاحقاً له ولم تطبع القصة حتى بعد تخرجه وحصوله على شهادة البكالوريوس في طب الأسنان، الذي ظل ملتزماً بمراسلتها حتى بعد عودته إلى أرض الوطن.
“ابن الشاطئ”
عمل مع صحيفة المدينة السعودية، بعد العودة في مطلع ستينيات القرن الماضي، وحمل توقيعه على مشكلات القراء في باب أسبوعي أطلق عليه “الباب المفتوح”.
الباب المفتوح
الباب المفتوح لمناع كان شبيه بعض الشيء برواية الباب المفتوح للكاتبة المصرية لطيفة الزيات، مثلما فتحت الحياة أحضانها لأبطال الرواية فتحت الصحافة أبوابها لموهبته، وعمل مساعداً للمشرف العام في مجلة الميلاد، عام 1974 رئيساً تحريراً لمجلة “اقرأ”، عضواً منتدباً لدار البلاد للطباعة والنشر، أول رئيس تحرير لمجلة الإعلام والاتصال بالمملكة، الصادر عددها الأول بتاريخ عام 1988، وأقيل من منصبه بعد عامين.
مغامرات حالمة
58 عاماً من العطاء في “بلاط” صاحبة الجلالة، أثرى خلالها الأدب بفنه:
-العالم رحلة.
-شيء من الفكر بين الأدب والسياسة.
-على قمم الشقاء.
-كان الليل صديقي.
-بعض الأيام.. بعض الليالي.
“موثق تاريخ جدة”
أخيراً شقت شخوص وأماكن جداوية طريقها من عقل مناع إلى الكتابة، معبراً عنها بقلمه خلال كتابه “تاريخ ما لم يؤرخ – جدة الإنسان والمكان” الصادر قبل 10 أعوام، في مطلع يناير 2011، عن دار كنوز المعرفة.
رسالة سلام إلى روحه
انهالت الرسائل والدعوات بعد خبر وفاته، ونعته الجهات الرسمية الحكومية وغير الرسمية، عبر وسم حاملاً اسمه، حيث نعت وزارة الإعلام الصحفي والأديب، قائلة “تنعي الوزارة #عبدالله_مناع الذي وافته المنية بعد مسيرة إعلامية وثقافية حافلة.. نسأل الله له الرحمة والمغفرة”.
وقال الكاتب، محمد علوان “حزن ضخم حل بي منذ افتقدت صوت الطبيب الإنسان والكاتب صاحب الموقف الذي لا يتنازل عنه، رحمك الله يا عبدالله مناع، فقدنا صرحاً شامخاً، عزائي للجميع ولعائلته الكريمة ومنحهم الصبر”.
وأضاف الزميل، خالد المطرفي “انتقل الى رحمة الله استاذنا الدكتور عبدالله مناع رحمه الله وغفر له وتجاوز عنه واسكنه فسيح جناته وجميع موتى المسلمين.وعظم الله اجر أهله ومحبيه وأحسن الله عزاءهم، إنا لله وإنا إليه راجعون”.