أزمة “الفتحة” و “الضمة” تضع سكان تاروت أمام 3 خيارات لتغيير اسم ناديهم هل يفضل الناس اسم المدينة..؟ أم رمز الحضارة..؟ أم يعترضون على التغيير..؟
تاروت: صُبرة
حين تأسّس قبل 46 عاماً؛ كان اسمه “نادي الهُدى”، بضمّ الهاء. وترأسه عبدالله المرزوق. لكنّ الناس في تاروت؛ أبدلوا “الضمة” ـ مع الوقت ـ إلى “فتحة”؛ فصاروا يسمونه “الهَدى”..! هذا ما قاله رئيس النادي السادس عبدالله آل عبدالمحسن؛ حين سألته عن مشكلة الاسم.
الإبدال الصوتي أربك من يعرف النادي التاروتي ومن لا يعرفه. هل هناك كلمة في اللغة العربية اسمها “الهَدى”..؟ اللهجات العامية؛ عادة ما تتصرّف في أصوات الكلمات، تُبدل الحروف بحروف أخرى، تُبدل تشكيل الكلمات، فتصبح الضمة فتحة، والفتحة كسرة.. وقد تُبدل المعنى برمته..!
ربما بسبب ارتباك الاسم؛ وضع مجلس إدارة النادي الجديد، خطة لاستبدال الاسم المُربك. وأعلن المجلس للجمهور عن رغبته في التغيير؛ واضعاً 3 خيارات في استفتاء إلكتروني.
وخيّرت إدارة النادي جماهير الهدى ومحبيه بين 3 أسماء مقترحة للنادي، نشرتها في استبيان لاستطلاع الرأي حولها، وهي:
تاروت
وهو اسم الجزيرة الأم الواقعة قُبالة الجهة اليابسة من محافظة القطيف. وهو، أيضاً، اسم المدينة الأكبر في الجزيرة المكونة من بلدات أخرى، هي: دارين، سنابس، الزور، الربيعية. إضافة إلى الأحياء الجديدة الواقعة في حدود الجزيرة جغرافياً وإدارياً: المناخ، الدخل المحدود، التركية، المنيرة، المشاري، المزروع أ، الشاطي.
كل ذلك تاروت، وهو اسمٌ تاريخيٌّ عريق ضاربٌ في قرون جغرافية شرقي الجزيرة العربية، ومن المتوقَّع أن يحظى هذا الخيار بتفضيلٍ جمهور سكان تاروت المدينة.
عشتار
ربما يكون هذا الاسم أقدم من اسم الجزيرة التاريخي، ومؤرخو المنطقة الخليجية، يكررون هذا الاسم كثيمة تاريخية حضارية ذات صلة بحضارة بلاد ما بين النهرين. إلا أنه ـ على عراقته ـ اسمٌ نخبويٌّ، وقد لا يحظى بشعبيةٍ ذات تأثير قوي، مثل اسم “تاروت”.
“عشار” آلهة فينيقية آلهة ترمز إلى الحب والحرب والجمال والتضحية في الحروب. وهذا المفهوم متصل بالحضارة السومرية.
لكن بعض الإشارات التاريخية تذهب إلى كلمة “عشتروت” أو “عشتاروت”، وهي آلهة الخصب والجمال عند الكنعانيين وأبنائهم الفينيقيين. وباحثو الحضارات يربطون “عشتروت” بعقيدة “إيزيس لدى” قدماء المصريين، ويطلق عليها البابليون “أشتار”، و “تانيت” لدى “القرطاجيين” و “أفروديت” و “هيرا” و “سيبل” لدى الإغريق.
ويعتقد أنه من عشتار آلهة الحب والحرب الأكادية، اشتقت عشتروت (عشتارة أو عشتاره) آلهة الحب والجمال، وعشيرة (أشيرا، أثيرة، إيلات) الإلهة الأم، سيدة الأموريين والكنعانيين، والتي منها اشتق عشتر أو عشتار إله الري، ومن عشتروت كذلك اشتق عتر إلهة الآراميين وزوجة حدد، التي وجد لها آثار في البتراء في الأردن.
وبقدر ما تُثير هذه المعلومات الإحساس بالحضارة والعمق التاريخي لدى سكان مدينة تاروت؛ يبقى اسم “عشتار” بعيداً عن فهم عامة الناس.
الهَدى..؟ أم الهُدى..؟
الخيار الذي وضعه مجلس الإدارة هو الإبقاء على الاسم الحالي كما هو. وقد ينجح معارضو التغيير في ترسيخ ثبات الاسم الذي يقف على بُعد 4 سنوات فقط من سنّ اليوبيل الذهبي. إلا أن كلّ شيء ممكن عند استفتاء الناس وانتظار ما يرون.. الكرة ـ الآن ـ في ملعب جمهور النادي التاروتي، وهم من يقرر مصير الاسم.
إدارة النادي أكدت حرصها على المشاركة المجتمعية في الاستفتاء الإلكتروني، لاختيار الاسم الجديد. وقالت لـ”صُبرة” “يحتل الهدي مكاناً يتوسط قلب محافظة القطيف، وتحديداً في مدينة تاروت الأثرية، ما دفعنا لإدراج الاسم التاريخي “عشتار” ضمن الأسماء المقترحة بديلاً للهدى.
وأضافت “لمسنا رغبة البعض في اختيار اسم “تاروت” في دلالة على الاعتزاز بالنادي الذي يمثل المدينة ذاتها، فيما حرص آخرون على الإبقاء على الإسم القديم (الهدى) الذي نشأت الأجيال عليه ولم تعف غيره منذ عام 1396 وحتى الآن”.
وأكملت “اختلاف الآراء والتوجهات، دفعنا اليوم إلى إدراج الأسماء المقترحة في استبيان إلكتروني، يشارك فيه الجميع، لاختيار الاسم المناسب، واعتماده ضمن مخطط تطوير النادي”.
وطرحت إدارة النادي الاستبيان في حسابين لها على “توتير” و”فيسبوك”، ودعت الجماهير إلى التفاعل معه:
– تويتر
https://mobile.twitter.com/alhada_club
– فيس بوك
https://www.facebook.com/alhadaclub
يجدر ذكره أن وصفي أحمد البصارة تسلم رئاسة النادي 2 سبتمبر الماضي، ووعد بتنفيذ حزمة من التغييرات الفنية والإدارية، أبرزها متابعة تحقيق الحلم التاروتي بإنشاء صالة رياضية للنادي.