[1] مأذونو أنكحة في القطيف يحذّرون: أسباب “تافهة” وراء الطلاق قبل الزفاف ادفع غرامة كورونا من أجلي.. أكره الورد وأنتِ طالق.. بعثتي أولى منك.. لا تلبسي عباءة كتف

القطيف: أمل سعيد، ليلى العوامي، شروق الحواج ومرفت العوى

هل يمكن أن تسبب الصراصير أو الورود أو الشموع، أو نوع السيراميك، أو شكل دهان البيت، في حالات طلاق بين خطيبين أو زوجين؟ نعم ممكن.

روى مأذونو أنكحة وناشطون في قضايا أسرية في محافظة القطيف، قصصاً تبدو «غريبة جداً» لأسباب الطلاق بين زوجين، أو الانفصال بين خطيبين، في مجتمع يشهد زيادة مضطردة في حالات الانفصال قبل ليلة الزفاف.

إذ كشفت دائرة الأوقاف والمواريث في محافظة القطيف لـ«صُبرة»، أن عدد حالات الطلاق الموقعة منذ مطلع العام الهجري وحتى اليوم بلغت 493 حالة، بمعدل حالتين كل اليوم. 25% من حالات الطلاق وقعت قبل موعد الزفاف.

عشرات القصص التي لم تكتمل، التي رأى أحد أبطالها أو كلاهما، أن الحياة الزوجية لا يمكن لها أن تستمر أو حتى تبدأ مع هذا الشريك، فقرروا إنهاءها.

الأسباب كثيرة، وبين محقة، وأخرى قد يُنظر إليها على أنها «سخيفة» أو «غاية في السخف»، تسرد «صُبرة» قصص طلاق أزواج، أو الذين تعثروا قبل أن يخطوا خطوتهم الأولى نحو حياة زوجية آمنة وهادئة.

سيراميك وصبغ

روى الشيخ عبدالغني صليل، عناوين قصص طلاق وانفصال عايشها مباشرة أو بشكل غير مباشر، لأسباب «تافهة»، فقال «بعد إجراء عقد الزواج، وتحمل مصاريف كبيرة، ودعوة الناس، خاصة قبل الجائحة؛ طلبت الزوجة الطلاق، لأن خطيبها لم يذهب بها إلى العشاء في مطعم فخم. أو لأن أمها تحرضها، على الرغم من أنها مقتنعة في خطيبها، ولكن أمها متسلطة».

عدد الشيخ صليل، الأسباب التي تدفع فتيات للانفصال «تطلب الطلاق لأنها تعشق الذهاب للمجمعات، وهو لا يحب ذلك. أو تطلب الطلاق، لعدم موافقة أهل خطيبها على تغيير السراميك والصبغ. وربما تطلب الطلاق مضحية بأولادها وزوجها، لأجل إكمال الدراسة خارج الوطن. وقد تطلب الطلاق، لأنها لا تريد الشقة المجهزة في بيت أبيه، وترغب السكن بعيداً عن أهله. وأيضاً تطلب ويطلب الطلاق لمجرد الشك بوجود أسماء في الجوال من دون التحقق».

وفي المقابل؛ استعرض الشيخ صليل دوافع الشبان في الانفصال «يطلب الطلاق لأن شكلها ما عجبني. أو يطلب الطلاق لأنه اكتشف انها تستغله مالياً، وتحمله الكثير، لأنه غني. وأيضاً يطلب الطلاق، لأنه اختلف معها في رأي معين لا يمت لحياتهما بصلة. وكذلك يطلب الطلاق، لعدم قيامها بتجهيز الغداء في الوقت المحدد».

المضحك المبكي

وسرد الشيخ سعيد العوى، بعض القصص التي كانت سبباً لانفصال الطرفين، ويصفها بـ«المضحكة المبكية»، ومنها «انفصال يقع ليلة الزفاف، والسبب تتفاجأ أم الزوج بأن المغنية التي طلبتها أم الزوجة مختلفة عن رغبتها. أو انفصال بين زوجين لأن أخت الزوجة مخطوبة، وزوجها يهديها ماركة مرموقة تتلاءم ووضعه المادي. في مقابل هدايا متواضعة يقدمها الزوج لزوجته، تتناسب مع وضعه المادي، علماً بأن الزوجة من عائلة متوسطة الحال».

وأشار العوى، إلى حالت انفصال وقعت لأن المخطوبة تتصل بخطيبها فلا يرد، فبسبب السهر نتيجة ظرف عمل مفاجئ في الشركة؛ نام في غرفة زملائه في العمل. واللافت أن والد الزوجة يتصل بالزوج ويوبّخه، «لأنه لو كان تربية بيوت لما نام خارج بيته»، وفقاً لمنطقه…!

ومن الأسباب التي عددها للانفصال «اكتشاف البنت أن زوجها يخاف من بعض الأمور، مثل الصراصير».

ولكن الشيخ العوى لم يحمل الزوجة كل الأسباب، فهو أشار إلى انفصال يقع ليلة الدخلة والسبب «أنه خلال فترة تصوير العروس مع عريسها؛ يقع نظره على بنت أخرى لم تستتر جيداً، فيراها فيعجب بها، فيخبر أمه بأنه يريد تلك الفتاة، ولا يريد هذه».

عباءة الكتف أم الرأس

من قصص الانفصال بسبب «توافه الأمور»، روى الشيخ علي المشهد القصة التالية «تم الاتفاق على عقد، وتم تحديد الوقت، وقبله بوقت يسير، وبعد الاستعداد والتجهيز، تطلب الفتاة مدة شهر للتواصل مع الزوج كي تتعرف عليه أكثر. لعل البعض يقول: من حقها أن تطلب ذلك. إلا انه هذه المسألة لا ينبغي أن تبرز في لحظة العقد. وكان بالإمكان طلب ذلك في المفاهمة مسبقاً»، مضيفاً أنه «بعد الجلسة وطلب حضور الزوج والتفاهم على جميع الأمور، ليس صحيحاً إنهاء الأمر بطلب هكذا، أليس لهؤلاء مشاعر، وكما ان الفتاة لها مشاعر كذلك الزوج له مشاعر ينبغي النظر إليها».

أما أسباب الطلاق بعد العقد؛ فقدم الشيخ المشهد قصة «فتاة تم العقد عليها، وبعد أيام قليلة طلبت الطلاق وإنهاء الأمر. ولما تم السؤال عن السبب؟

أجابت الفتاة: أن الزوج بخيل.

وكيف عرفت بخله؟

قالت: طلبت منه توفير سكن في المكان الفلاني، وهو مصر على أن يكون السكن في بيت أهله، لأنه لا يملك الآن المال للاستئجار، ومسكنه مناسب وأنفق عليه الكثير من أمواله»، متسائلاً «لماذا لا تكون مسألة السكن والمكان خاضعة لإمكانية الزوج وظروفه».

استدرك الشيخ المشهد «لا ينبغي للزوج قطع هذا الحبل المقدس لذوقه وميوله النفسية»، مستشهداً في هذا الصدد بقصة فتاة تم إجراء عقدها، وبعد أول جلسه تم الانقطاع عن الزوجة، وعدم التواصل معها. وحينما تم السؤال عن السبب؟

قال الزوج: لا استطيع المواصلة.

لماذا؟

قال: شكلها الظاهري لم يدخل مزاجي»،

معتبراً هذا «دليلاً على أن مسألة الزواج أصبحت لديه ليست خاضعة للخلق والدين، بل المظهر».

ومن الأمور «المخجلة» أيضاً، «تم عقد قران فتاة، ولكنه لم يستمر، لسبب لا أعرف ماذا أطلق عليه، حيث طلب الزوج من الزوجة لبس عباءة رأس، وهي أجابت: أنا لا أريد الا عباءة كتف»، متسائلاً «هل هذا الأمر يُسوّغ الطلاق؟».

الانفصال بسبب الأهل

وأشار المشهد إلى مسبب آخر للانفصال خارج إطار الزوجين، هو الأهل، رواياً في هذا الصدد «حصل عقد شابين ذات يوم، وفي نفس الليلة تم إرجاع كل ما تم تقديمه إلى الزوج، وطلب منه إنهاء الأمر، والسبب حصل خلاف بين والدة الزوجة وأهل الزوج، وارتفع الضجيج، وضاع الزوجان بينهم. وفعلاً تم إنهاء الأمر»، معلقاً بأن «هذه النقطة مهمة جداً، حيث حصل الطلاق بين زوجين متحابين، بسبب خلاف الأهل».

ومن الحالات التي وصلت إلى الطلاق أيضاً، بسبب تعنت بعض الآباء، التي رواها «تم الترتيب للعقد، وبسبب خلاف بين الأب وأسرته؛ اختفى ليلة العقد، وحرم ابنته من السعادة، لاسيما إذا كانت والدة البنت مطلّقة، فتصبح هي الضحية».

قصة الزوجة الثالثة

الشيخ جاسم آل كاظم، لديه حديث عن دور الأهل، قائلاً «هناك عصبية من جهة العائلتين، أو من جهة عائلة واحدة، وهناك عدم فهم قدرة أحد الطرفين، وتحميله فوق قدرته، فبعض النساء يرين في الزواج الحرية، وبعض الرجال يرون في الزواج الهيمنة والسلطة».

وروى شيخ تحفظ على ذكر اسمه قصة عقد زواج لم يتم لفتاة تقدم لخطبتها شاب، وكعادة العوائل في المنطقة يسألون عن كلي الطرفين، وما إن يتفقا حتى تبدأ مراسم ما قبل العقد، ألا وهو الفحص الطبي، وبعدها تجهيزات ليلة العقد من: حلويات ومكسرات، وجلسة ناعمة للتصوير في لتلك الليلة وما يتبعها من مصاريف تتكفل بها الزوجة في معظم الأحيان، والزوج أيضاً».

أكمل «انتظرت الفتاة الليلة الموعودة: ليلة العقد. ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، فقبل ليلة العقد خاطب الشاب أهل الفتاة قائلاً إنه لا يريد إتمام الخطبة. لتحدث المفاجأة.. حاول بعضهم أن يبحث عن السبب، فالبنت لا غبار عليها من جميع النواحي: الخلقية والأخلاقية، وهو أيضاً لم يظهر أثناء السؤال عنه ما يريب. وانتهى كل شيء قبل أن يبدأ. وبعد أيام عُرف سبب وبطل العجب، فلقد كانت المسألة بُخلاً منه، وعدم الرغبة في تحمل مصاريف ما بعد العقد».

القصة الثانية التي رواها لخطوبة لم تتعد الأشهر، «شاب تقدم لخطبة فتاة من إحدى بلدات القطيف. كان ملتزماً ومتديناً، وبدأت علاقته بخطيبته على أن كل شيء مقبول ولا مانع منه، وكأن تدينه معتدلاً، ولم تعلم أنه كان يجاريها في بداية الخطوبة. حتى أخذ هذا التدين بعداً عميقاً، بتحريض من أسرته وأصدقائه المتدينين، الذين كانوا يتدخلون حتى في قراراته، فأصبح متذبذباً في علاقته مع من حوله، إلى أن كشف عن وجه آخر، فظهر شاب متصلب ومتحجر، بدأ يرفض كل شيء: تصوير لا، خروج لا. كل شيء مرفوض. والبنت لم تتحمل، فَطَلبَت منه فسخ العقد، وبدأ بالرفض والمماطلة».

أما القصة الثالثة فلمرحلة ما بعد الزواج، روى الشيخ قصة فتاة في منتصف العمر، ارتبطت برجل متزوج من اثنتين، وهي الثالثة، مبيناً أنه «بعد سنوات من زواجهما طلب منها ترك الشقة التي دفعت فيها كل شيء، بحجة أن صاحب العمارة يريدها. فطلب منها أخذ ملابسها حتى يقوم هو بدوره بنقل الأثاث، ولكنها فوجئت بإسكان زوجته الثانية في الشقة نفسها، ولكن الأصعب من هذا أنها الآن محيرة، فلا هي مطلقة، ولا متزوجة».

 

«متين.. ما يناسبني»

وروى مأذون الأنكحة السابق الشيخ سعيد المرهون، حالة مرت عليّه وانتهت بالطلاق، «زوجة كانت تريد من زوجها أن ينقص وزنه، وكانت تقول: أنا جميلة ورشيقة، ولست مستعدة أن أستمر في العلاقة معه، إن لم ينقص وزنه»، مضيفاً «حاولنا أن نجعلها تنظر إلى علاقتهما من زوايا أخرى أكثر أهمية، ولكن من دون فائدة».

أكمل «طلبت إحداهن الطلاق، لأن زوجها رفع صوته عليها، واعتبرت هذا مؤشراً، بل دلالة، على عدم الاحترام، وسوء التقدير في من يفترض أن يكون زوجها».

حظر التجول

من أغرب الأسباب التي مرت على المرهون، وقال عنها «ربما أكثرها سخفاً؛ كانت في وقت الحجر ومنع التجول، حيث أصرت الزوجة على الانفصال، وعند الاستيضاح منها عن السبب قالت: لأنه لا يأتي إليّ، وهذا يدل على أنه لا يحبني، وأنا لا أريد من لا يحبني، وحين ناقشناها في غرامة 10 آلاف ريال، قالت: لو كان يحبني لجاءني ودفعها»…!!!

وبحسب المرهون؛ «فإن العديد من الزواجات تنتهي قبل أن يتمكن الزوجان من معرفة بعضهما، ولأسباب كثيرة بعضها معقول، وأكثرها يمكن التغاضي عنه أو معالجته»، مستشهداً في إحدى الحالات التي حدث فيها الانفصال مبكراً، «فتاة طلبت الطلاق بعد شهر من إجراء العقد، والسبب كما تروي أنها وافقت على الزواج لأنها لا تريد أن تغضب أباها وأمها وتعصيهما، والآن هي تريد إنهاء علاقتها في زوجها».

أكمل «هذه قصة أخرى لم يكمل عمرها أسبوعاً، وهذه المرة كان الزوج هو الراغب في إجراء الطلاق، لأنه كان كثيراً ما يقارن بين زوجته والفتيات اللاتي يراهن في «السوشال ميديا»، وغدت الزوجة التي اختارها لا تناسبه، لأنها لم تملأ عينه»، معلقاً «حقيقة؛ مثل هذه المقارنات تكون ظالمة».

الصالة وعزة النفس

سرد المرهون، قصة زوجين تتكرر كثيراً هذه الأيام، مع اختلاف بسيط في الأسماء والأماكن، يقول «هناك العديد من الزواجات التي تنتهي ويقرر فيها الزوجان الانفصال قبل موعد الدخلة بشهر وأحياناً بأسابيع، ومنها قصة زوجين اختلفا على مكان إقامة الفرح، فهي تريد صالة بعينها، وحين رفض الزوج وتعذر بضيق ذات اليد، أصرت على الانفصال، فهي ليست أقل من صديقتها، وأصبحت الصالة قضية كرامة، وعزة نفس، ويجب أن تحافظ عليهما حتى وإن كان الطلاق وإنهاء الزواج قبل أن يبدأ هو الثمن».

أكمل «نحاول الإصلاح ما استطعنا بين الطرفين، فإن استجابوا فنعمَ وبها، وإن كانت النفوس شحيحة بالصفح والمحبة على بعضها البعض؛ فليس لنا إلا تنفيذ رغبتهما».

اقرأ الحلقة الثانية

[2] مأذونو أنكحة في القطيف يحذّرون: بعض الزيجات تنهار خلال يوم واحد من العقد