القطيف تدخل زمن “العسَل” بهدوء.. 35 نحّالاً يُنتجون 5 أطنان سنوياً 2500 خلية تقدّم 0.1% من إجمالي الإنتاج السعودي

القطيف: نداء آل سعيد

34 ترخيصاً لنحالين رجال، إلى جانب ترخيص واحد لنحالة امرأة واحدة، يعملون جميعاً في القطيف، وحتى الآن أسسوا بداية إنتاجية تصل إلى نحو 5 آلاف كيلو غرام من العسل سنوياً.

.ورغم ضآلة هذا الإنتاج البالغ 0.1% من حجم إنتاج المملكة الذي يصل إلى  5 آلاف طن سنوياً، إلا أن من  السهل تمييز أنواع العسل القطيفي عن غيرها من الأنواع الأخرى، عن طريق الطعم واللون، فضلاً عن الكثافة العالية.

وتلوح فرصة التوسع في إنتاج العسل في القطيف والمنطقة الشرقية عند تدشين أول جمعية للنحالين في المنطقة قريباً، في ظل جهود عالمية لجعل العسل جزءاً من النظام الغذائي، بتقليل سعر شرائه، وزيادة كمية الإنتاج، لدعم الصحة والمناعة لجسم الإنسان في مواجهة الأوبئة والفيروسات المحيطة به.

وتذكر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن “النحل يُلقح ثلث ما نأكله، ويلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على النظم البيئية على كوكب الأرض”، مضيفة أن “نحو 84٪ من المحاصيل المزروعة للاستهلاك البشري في حاجة للنحل أو الحشرات الأخرى لتلقيحها لزيادة الغلة وجودتها، ونحلة التلقيح لا يقتصر عملها على إنتاج كميات أكبر من الفواكه والتوت والبذور، ولكن أيضاً تعطي جودة أفضل للمنتجات.

مناحل القطيف

وعن واقع تربية النحل في القطيف، يتحدث المهندس عميد أبو المكارم اختصاصي زراعة في مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة في المحافظة قائلاً “مربي النحل يقوم بالكشف ومتابعه خلايا النحل للوقاية من الأمراض، وتأمين واحتياجات النحل ومتابعته، واختيار المراعي الجيدة للنحل حسب المواسم، فضلاً عن تنظيف الصناديق”.

وعن تاريخ المناحل في القطيف، يقول أبو المكارم “تربية النحل مهنة قديمة جداً في المحافظة، حيث كانت تتم داخل جذوع النخيل”.

وعن قدامى النحالين في المحافظة، يقول “هناك حسين علي رمضان، سلمان الأصيل، صادق فلاح خليف، عبد المنعم أحمد الخميس، نسيم عويشير، علي العلي، وعبدالواحد ضاحي”.

الماضي والحاضر

وتطرق أبو المكارم إلى تربية النحل بين الماضي والحاضر، وأوجه الاختلاف وملامح التطور، وقال “هناك تطور في الخلايا، وتطور مماثل في طرق التربية وأدواتها، فضلاً عن جود اختصاصيين من قبل وزارة البيئة والمياه والزراعة يرشدون مربي النحل ويمدونهم بالتعليمات والارشادات التي ينبغي اتباعها في تربية النحل الحديثة”.

ولم ينس أبو المكارم أن يتحدث عن أنواع العسل في القطيف، وقال “هناك عسل سدر بلدي، عسل مانجروف، عسل القرعيات، عسل البرسيم، وعسل مخلوط”. وقال “يتميز العسل القطيفي بشكل عام بلونه وطعمه وكثافثه، وبالإمكان التفريق بين نوع وآخر من خلال ألوانه ورائحته والطعم أيضاً”، مضيفاً أن “العسل القطيفي في تركيبته مختلف، فيوجد العسل العادي والعسل سريع التبلور مثل السدر”. وقال “يمكن معرفة العسل المغشوش بالكشف عنه في المختبر”.

35 ترخيصاً

ولم يكن عمل النحالين سهلاً، إذ تقابلهم العديد من الصعوبات ـ بحسب أبي المكارم ـ وقال “هذه الصعوبات تواجه مربي النحل من الهواة والمحترفين على حد سواء، في مقدمتها “تأثير المبيدات الحشرية المستخدمة من قبل المزارعين، وعدم توفر الغطاء النباتي الكافي لقلة الأمطار، وجاءت جانحه كورونا وسببت المزيد من الأضرار للنحالين”. ويُكمل “يمتلك نحالو القطيف 35 ترخيصاً، ومن ضمنها ترخيص لامرأة نحالة خاضت التجربة”.

مرتبة عالية

وأوضح أبو المكارم أن العسل المحلي يحتل مرتبة عالية عند مقارنته بالعسل المستورد. وقال “العسل المحلي قليل في الإنتاج، فضلاً عن جودته الفريدة، ما يجعله مطلوباً في الأسواق”.

وأكمل “يقدر الإنتاج المحلي للعسل في القطيف بنحو ٥ آلاف كيلو غرام، يأتي من 2500 خلية نحل، هذا الإنتاج يعتبر جزءاً من إنتاج المملكة الإجمالي الذي يزيد على 5 آلاف طن سنوياً، يأتي من نحو مليون خلية نحل”.

اليوم العالمي

وتحرص وزارة البيئة والمياه والزراعة على مشاركة العالم في اليوم العالمي للنحالين، الذي يقام في ٢٠ مايو من كل عام، كما وضعت الوزارة خططاً تأهيلية لتعزيز دور المواطنين والمواطنات في مجال تربية النحل وتسويق منتجاته، عن طريق إقامه محاضرات تدريبية وتعليمية لتوطين مهنة النحالين.

كما تدعم الوزاة أيضاً إقامه الجمعيات الزراعية لمربي النحل، وتحتضن المنطقة الشرقية أول جمعية للنحالين قريباً. ودعت الوزارة النحالين إلى الاستفادة من الدعم الذي يقدمه برنامج التنمية الريفية المستدامة (ريف)”.

وأوضحت الوزارة من خلال موقعها الإلكتروني، أن برنامج “ريف” يهدف إلى تحسين القطاع الزراعي الريفي، ورفع مستوى معيشة صغار المزارعين، وزيادة الكفاءة والإنتاجية، وتحسين نمط الحياة. وتستقبل البوابة طلبات المستفيدين من القطاعات المختلفة التي يستهدفها البرنامج، من اختصاصيي تربية النحل، ومنتجي البن العربي، والورد، والمحاصيل البعلية والفاكهة المستهدفة بالدعم، ليتم بعد ذلك تقديم الدعم المادي المباشر إلى جانب برامج تطويرية للمزارعين المسجلين بعد مراجعة طلباتهم. 

8 برامج

وتعمل الوزارة أيضاً على تطوير برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة في المملكة، وذلك باستغلال واستثمار الفرص والموارد المتاحة، إضافة إلى الاستفادة من الميزات النسبية في المناطق المختلفة حسب الموارد الطبيعية والإمكانات الزراعية وعدد السكان.

 ويستهدف البرنامج عدداً من القطاعات الواعدة للمنتجين الزراعيين، وذلك من خلال إطلاق 8 برنامج فرعية لكل قطاع تشمل: تطوير وإنتاج وتصنيع وتسويق “البن العربي”، وتطوير تربية النحل وإنتاج العسل، وتنمية قطاع زراعة وتجارة الورد، وتطوير وإنتاج وتصنيع وتسويق الفاكهة (الرمان، التين، والعنب)، وتعزيز قدرات صغار الصيادين ومستزرعي الأسماك، وتطوير قطاع صغار مربي الماشية، وتطوير زراعة المحاصيل البعلية (الذرة الرفيعة، السمسم، والدخن)، بالإضافة إلى تطوير القيمة المضافة من الحيازات الصغيرة والأنشطة الريفية الزراعية التقليدية.

تعليق واحد

  1. الحقيقة بلا مجاملات مواضيعكم بعض الأحيان ما الها أي قيمة بالحياة الناس في ايش و أنتو بعالم آخر ما فيه نوصل صوت المواطن البائس و المعتر و همومه يبحث عن بصيص أملاً في الحياة بس ” صدك چذب ماكو أمل بالحياة “

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×