القطيف تنتج العسل «اللذيذ» في البحر.. من المنغروف أول مشروع من نوعه في المحافظة والمملكة والخليج
القطيف: نداء آل سعيد
تخوض القطيف تجربة جديدة في الإفادة من غابات المنغروف المتبقية في شواطئها، فإلى جانب عشرات الفوائد البيئية والصحية والاقتصادية لهذه الغابات، تم اكتشاف فائدة جديدة، تتمثل في استثمارها في إنتاج عسل نحل، يفوق في كمياته 5 أضعاف ما تنتجه المراعي الأخرى.
حدث هذا في محافظة القطيف، إذ أعلن مكتب وزراة البيئة والمياه والزراعة فيها عن إنشاء مشروع منحل عسل، يُقام على شواطئ غابات المنغروف.
وتنتج القطيف 1% من إنتاج المملكة من عسل النجل البالع 5 آلاف طن سنوياً. ويوجد في المحافظة 34 ترخيصاً لنحالين من الرجال، وترخيص واحد لسيدة.
ويُعد مشروع منحل العسل على شواطئ المنغروف الأول من نوعه، ليس على مستوى القطيف، أو المملكة، وإنما على مستوى منطقة الخليج العربي، وذلك بالتنسيق بين فرع الوزارة في المنطقة الشرقية، ممثلاً في مكتب القطيف، وإدارة حرس الحدود في المحافظة.
وأبدى مسؤولو الجانبين تفهمهم ومساندتهم لفكرة المشروع.
إنتاج العسل
وأثبتت تجربة المشروع أنه عندما تزهر أشجار المنغروف، فإن الرحيق الموجود في أزهارها يستخدم لإنتاج العسل، ويكون ذا نوعية ممتازة، ونكهة قوية، ولذيذ الطعم للغاية، وتلقى أنواع العسل الناتج عن زهور المنغروف إقبالاً لتميزه بالجودة وخصائصه الصحية الكبيرة، وارتفاع أسعاره مقارنة في الأنواع الأخرى من العسل.
موسم التزهير
وقال مدير مكتب الوزارة في المحافظةالمهندس محمد الدامغ إن “المكتب وجه الدعوة إلى النحالين المرخص لهم من الوزارة، للاستفادة من موسم تزهير أشجار المنغروف في هذا الوقت، الذي تكاد تنعدم فيه المحاصيل الزراعية في المنطقة، بسبب الطبيعة المناخية في هذا التوقيت من كل عام”.
وأضاف “تعد أشجار المنغروف أحد أهم المراعي المتميزة لتغذية طوائف العسل، وبالتالي إنتاج أحد أجود أنواع العسل عالي القيمة الغذائية”.
الجودة والتميز
من جهته، قال مسؤول الجودة والتميز في المكتب والمشرف على التجربة المهندس منصور المغاسلة “بإمكاننا الحصول على عسل عالي الجودة وخالٍ من المبيدات والملوثات، وأيضاً الحصول على حبوب لقاح والغذاء الملكي”.
وأضاف المغاسلة “قوة إنتاج الخلية الواحدة يصل الى 5 أضعاف ما تنتجه الخلايا في المراعي الأخرى”.
رفع الوعي
وعلَّق رئيس قسم البيئة في المكتب المهندس عميد أبو المكارم، بأن “المنحل سيكون أنموذجاً بيئياً واقتصادياً رائعاً لرفع الوعي المجتمعي بأهمية هذه الغابات، والتأكيد على أهميتها البيئية والاقتصادية”.
ودعا رئيس قسم الاتصال المؤسسي في مكتب القطيف المهندس عدنان جعفر المرهون، النحالين إلى الاستفادة من هذه التجربة، وأيضاً من الدعم الذي تقدمه الوزارة لهم عبر برنامج “ريف”.
فوائد المنغروف
وواجهت غابات المنغروف في القطيف عمليات تعدٍ سافرة، بإلقاء القمامة بجانبها، واقتلاعها، وردمها في ظل التوسع العمراني، رغم فوائدها التي لا حصر لها.
ومن أبرز فوائد اللشجرة أنها تلعب دوراً مهماً في دعم إنتاجية الشعاب المرجانية القريبة، وتعد أكثر المناطق جذباً للسياح، وتدعم هذه الأشجار الحياة البحرية المتنوعة، ومنها الطيور، والشعاب المرجانية والحشائش البحرية والأسماك الملونة وأسماك القرش وعروس البحر والدرافيل وغيرها من الكائنات البحرية النادرة. وتعمل أشجار المنغروف ـ أيضاً ـ على الحد من تلوث البحار، بتنقية المياه من المعادن الثقيلة.
ولنبات المنغروف فائدة أخرى في ارتفاع كميات الأسماك التي تعيش على أشجارها، فضلاً عن الفوائد الاقتصادية، عبر توفير فرص العمل، وإنعاش القطاع السياحي، وتشكيل مجتمع عمراني كبير يساهم في تقليل حجم البطالة في المجتمعات التي تكثر فيها تلك الأشجار.
حماية السواحل
وتساهم الأشجار أيضاً في حماية السواحل، بالحد من تآكلها بفعل الأمواج والأعاصير وحركة المد والجزر القوية، وتعد الأشجار بمثابة خط الدفاع الثاني بعد الشعاب المرجانية، فهي تلعب دوراً حيوياً في حماية الشواطئ من الموجات المتكررة، وتأثير العواصف أو تأثير موجات التسونامي على هذه المناطق، بجانب الفوائد الصحية باستخدام هذه الأشجار في تركيب بعد الأدوية العلاجية.
اقرأ أيضاً:
تاروت.. غابات المنغروف تعود لدائرة الاهتمام بعد سنوات من الإهمال والتعديات
القطيف تدخل زمن “العسَل” بهدوء.. 35 نحّالاً يُنتجون 5 أطنان سنوياً