يوم القطيف “شمّاسي”.. بتوقيع ابتسامة “المهندس عباس” وسائل التواصل ترثي "الرائد الاجتماعي" وتستذكر سيرة "مساند الفقراء"
القطيف: ليلى العوامي
يوم القطيف “شمّاسي”، ولكن بمسحة حزن ممتدّة منذ مساء البارحة، رثاءً للمهندس عباس بن رضي الشماسي الذي انتقل إلى جوار ربه، إثر نوبة قلبية، عن عمر 64 عاماً. وهي الطريقة نفسها التي تُوفّي فيها شقيقه الشاعر محمد رضي الشماسي في 6 نوفمبر 2014.
الحاج عباس.. الذي خلف شقيقه الحاج عبدالله في رئاسة مجلس إدارة جمعية القطيف الخيرية، أمضى ـ مثله ـ سنوات طويلة على رأس هرم الجمعية.
رئيس المجلس البلدي السابق.. رئيس لجنة التنمية الاجتماعية السابق.. عضو المجلس البلدي الحالي..
المهندس الاستشاري المشارك في تأسيس جمعية المهندسين السعوديين..
الرجل الاجتماعي الذي تتوقّع وجوده في كل نشاط له صلة بخدمة المجتمع في القطيف.
رجل العلاقات العامة المتسع باتساع خارطة الوطن..
الوجه الذي لم يفقد الناس ابتسامته؛ إلا ليلة وفاته..
هذا الوجه تودعه القطيف عصر اليوم؛ حيث يُكرم في مقابر “الخباقة”.
الحدث كبير
ليس عليك إلا أن تتصفح “فيسبوك”، أو “تويتر”، أو تفتح تطبيق “واتساب”؛ لتعرف أن ما حدث ليس رحيل واحد من أفراد المجتمع فحسب، بل من المشاركين في صناعة العمل الاجتماعي المؤثر.
المهندس عباس رضي الشماسي رحل؛ هكذا انفجرت الصدمة في القطيف مساء البارحة، وهكذا تموّجت مشاعر الناس تأثّراً برحيل مباغت.
وهكذا أيضاً؛ برز عباس الشماسي ليلة وفاته على نحو جارف؛ وبرزت أسرته، في منشورات المدونين وتغريدات “تويتر” ورسال “واتساب”، وفي موجة تأبين واسعة النطاق؛ تزاحمت صوره مع الناس، بما يكفي لكتابة سيرة ذاتية.
بمقاييس التواصل الاجتماعي؛ الحدث كبير، ومن واقع ما يعرفه مجتمع القطيف عن “عباس الشماسي”؛ الحدث كبيرٌ جداً. وإذا كانت المواساة واجباً تجاه أسرته وثاكليه؛ فإنها لا تقل وجوباً تجاه المجتمع نفسه الذي أعطاه الراحل عقوداً طويلة من عمره.
مؤسسات أهلية وخيرية تسابقت في نعيه ورثائه، وفي المقدمة جمعية القطيف التي ترأسها لسنواتٍ طويلة، لجنة التنمية الاجتماعية، والمجلس البلدي الذي ترأسه وما زال عضواً فيه، بلدية المحافظة، شخصياتٌ، افراد،
نعزي أنفسنا
رئيس بلدية المحافظة المهندس محمد الحسيني قال “فقدنا شخصية من شخصيات المجتمع العامة، لم نرَ منه إلا عمل الخير والعمل الاجتماعي، شخصية وهبها الله قبول عند الناس. عملتُ معه لمدة عامين لم نرَ منه إلا كل خير وخدمة مجتمعه بشكل متواصل، يحل المعوقات، واليوم نعزي أنفسنا وعائلته الكريمة وأبناء محافظة القطيف كاملة في وفاته”.
خسارة للوطن
رئيس جمعية القطيف الحالي المهندس منير القطري؛ قال “فقدنا قامة كبيرة ورجل خير وعطاء، الخسارة ليس للقطيف فقط بل للوطن. عملنا معا في أروقة الجمعية لسنوات؛ فكان مثالاً لحب الخير والعطاء لمجتمعه، عمل بهدوء وتفانٍ، وأعطى من وقته وجهده”.
أما نائبه عبدالمحسن صالح الخضر فوصف ما قام به الراحل “من أعمال ريادية في المجتمع ينحني لها الجبين شكراً وتبجيلاً”. وأضاف “كان لي الشرف أن ألتحق بالعمل التطوعي بتوجيهه، فهو الملهم والموجه والداعم”.
وقال “كان حريصاً على مأسسة العمل الإنساني، وتحويل عمل الخير إلى منظومة مؤسسية متكاملة، ترك بصمات واضحة في ريادة العمل التطوعي”.
أما رئيس مجلس إدارة لجنة التنمية الأهلية بالقطيف الحالي المهندس السيد صلاح الدعلوج، فقد وصف الشماسي بأنه “أيقونة بارزة في مجال العمل التطوعي والخيري والتنموي، إنجازاته كبيرة ومؤثرة ومواقفه نبيلة مع الجميع، وهو قامة من قامات عمل الخير والعطاء البدل والسخاء”.
خدمة الحجاج
الدكتور بدر علي المصطفى أشار إلى جانب غير مرئي من شخصية الراحل، هي العمل في خدمة الحجاج، عبر حملة معروفة في القطيف.. وقال “به وبأمثاله يقاس من سواه. كانت خدمة حجاج بيت الله الحرام من محطاته المهمة في العمل الاجتماعي والتطوعي، كما وصفها نفسه. دُعيُ إليها الحاج عباس في عام 1414؛ فلبّى الدعوة مسارعاً، وكان لسانه يعلو بـ “هل سيقبلني الرحمن خادماً في بيته لضيوفه!”.
أضاف “شارك في عدة مهام خدمية وإدارية، كما انتخب لرئاسة مجلس إدارتها في عدة دورات، واستمر عطاؤه فيها حتى موسم 1427، إذ شغلته كثرة ارتباطاته عن الحضور المكاني، لكنه ظل خادما للحجاج وداعماً من خلف الستار، قلباً وقالباً”.
تألق
زميله السابق في المجلس البلدي المهندس جعفر الشايب، قال “عملت شخصياً معه فترة رئاسته للمجلس البلدي في محافظة القطيف، حيث لم يكن يألو جهداً في بذل كل ما لديه من خبرة وتجربة ويوظفها لتطوير العمل البلدي. كانت أخلاقه الرائعة تستوعب الجميع برحابة صدر وحسن تعامل، وبالتعاون مع الجميع، وهكذا تألق رحمه الله في عدة مواقع اجتماعية شغلها”.
مخلص متواضع
عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فهد الدكتور فؤاد السني، قال عنه “من الرجال المتواضعين والمخلصين والمحبين للمجتمع، له حضور متواصل في المجال التطوعي، من خلال العمل في جمعية القطيف، ولجنة تنمية القطيف، والمجلس البلدي.. وحضوره عضواً في لجان اجتماعية أخرى استشارية لبعض المشاريع”.
أضاف “لدى ترؤسه لجنة التنمية كان له الكثير من الاسهامات للرقي في عملها وتوسع اهتماماتها وبلطافته دائماً يكون قبلة للجميع، لتجاوز ما يواجهونه من مشاكل وعقبات.. لديه مجلس عامر، كان يستضيف فيه لقاءات أدبية واجتماعية وفكرية وعلمية، استمر على مدى سنوات طوال، وأسهم فيه الكثير من أصحاب الفكر والقلم والعلم في مختلف المجالات. وفي المجلس البلدي، له الكثير من المواقف الهادئة والهادفة والمنتجة بما يتمتع به من خلق رفيع وهدوء في التعامل وخبرة في العمل، وله الكثير من البصمات في عمله خلال عضويته في المجلس في الدورتين الحالية والسابقة.. ودوماً هو ملجأ في المهمات الصعبة في المجلس.. المهندس عباس، من الشخصيات التي تترك في النفس راحة كلما التقيته، وسيترك رحيله فراغاً كبيراً وحزناً عميقاً طويلاً”.
هادئ متواضع
وائل الجشي وصفه بأنه “انموذج للحكيم العارف ببواطن الأمور، هادئ ومتواضع وذو رؤية. عملت معه في فعالية البراحة بنسختيها، وتعلمت منه معنى القيادة”.
بشير التاروتي “حين بدأت العمل الاجتماعي قبل 17 عاماً كان هو السند الدائم لنا كشباب، تشاركنا في تأسيس وإدارة الكثير من الفعاليات الاجتماعية الخيرية، ولا أنسى عطفه على الفقراء والمساكين فلم يرد أحد قط في فترته، وكان سبباً في توظيف الكثير أعرفهم شخصياً. ولم يبخل علينا بالمشورات الوظيفية حين كان مديراً للإدارة الهندسية في الهيئة الملكية بالجبيل”.
مصدر الصور: حسابات في التواصل الاجتماعي.
لروحه الرحمة ولفاقديه الصبر والسلوان
انا لله وانا اليه راجعون
و بشر الصابرين :
عظم الله أجوركم واحسن الله
عزاكم وتغمد الفقيد المؤمن بواسع رحمته وحشره الله مع محمد واله الطيبين الطاهرين.