بعد أحمد وسهر.. أنيسة أيضاً أهدت كليتها لأختها نجاح قصص تضحيات الأخوة من تاروت إلى العوامية.. محمد قدم حياته لإنقاذ اخته
العوامية: معصومة الزاهر
هل هي مجرد صدفة؟ ان يشهد مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام خلال 24 ساعة عمليتي تبرع بالكلى، أبطالها الأربعة أخوة، فمن أحمد عبدالحميد آل شلي، الذي أهدى شقيقته سهر كليته، إلى أنيسة التي قدمت كليتها هدية أيضاً إلى اختها نجاح.
لكن المؤكد أن أحمد، الذي يقطن جزيرة تاروت، وأنيسة المنحدرة من بلدة العوامية، قدما درساً في «الاخوة».
«صُبرة» قدمت صباحاً قصة أحمد وسهر، عصراً تقدم قصة أنيسة ونجاح، التي تحول أسباب شخصية دون ذكر اسم عائلتهما. هذه العائلة التي قدمت نموذجاً في الأخوة، لم يقتصر على أنيسة، بل تعداه إلى باقي الأخوة، الذين تسابقوا جميعاً للتبرع بالكلى. فيما قدم أخوهم الأكبر محمد حياته، ثمناً لإنقاذ شقيقته من المرض.
أسرة «الجسد الواحد»
«جسد واحد» هذا هو حال أسرة الشقيقتين أنيسة ونجاح، فمن أكبرهم حتى أصغرهم استنفر الجميع لإيجاد حل لحال الأخت العزيزة على هذه العائلة كلها، يضحون لبعضهم لا بالمال فقط؛ بل بالأرواح. فعندما تتألم أختهم كانوا يتألمون جميعاً لأجلها، وكل بما يستطيع.
«كلية» كانت المطلب. ترشحت الاختان أنيسة وصباح للتبرع، محمد ونبيل، أخان كافحا لأجلها، حتى فقد أحدهما الحياة أثناء ذلك. بل حتى ابنة الأخت سعاد، اقترحت على أخوالها أن تكون هي المتبرعة بكليتها لخالتها. حتى وقع الاختيار على أنيسة.
أصيبت نجاح نهاية تسعينيات القرن الميلادي الماضي، بفشل كلوي، سافر بها أخيها محمد إلى العراق، في ظروف نقل متعبة ومجهدة، في رحلة برية استغرقت 12 ساعة، للوصول إلى بغداد، حيث أجرت عملية زرع الكلى عام 1998.
بقيت في المستشفى هناك 12 يوماً، ورجعت بعدها إلى المملكة. ومن مطار الملك فهد الدولي في الدمام، إلى مستشفى القطيف المركزي، الذي نسق العملية. قضت في المستشفى أسبوعان، واتمت المتابعة فيه لاحقاً.
«هوس صحي»
اتبعت نجاح نمط حياة صحي. أصبحت تهتم أكثر بصحتها، وتغذيتها، لم تكن تقترب من أي شيء غير صحي. كانت محترزة جداً، فهي لا ترغب بعودة معاناة الفشل الكلوي. حرصها كان مضاعفاً بعد تفشي «كورونا». لم تكن تتشارك أي شيء مع أحد، حتى قبل الجائحة.
قالت لـ«صُبرة» «كنت أخاف على نفسي كثيراً، حتى كان من حولي يصفونني بـ«الهوسية». لم أكن أشرب من كوب شرب فيه أحد قبلي، أو أستخدم ملعقة استخدمها شخص آخر، فلن يضرني الاستقلال بالأغراض الشخصية، فيما ستضرني المشاركة».
تضيف «كنت اتابع مع الطبيب كل 3 أشهر. إلا أن وظائف الكلى بدأت تضعف لاحقاً. أخبرني الأطباء بحاجتي إلى التنويم، لمعرفة السبب. بعدها أخبروني بانتهاء العمر الافتراضي للكلية المزروعة، وهو 15 عاماً، والعضو المزروع قد يبقى 20 عاماً، في حال الحفاظ عليه».
أخبرها الأطباء أيضاً أنهم لن يبدءوا الغسل الكلوي، حتى تتضح لهم الأمور كاملة، أوصوها بحمية غذائية بأن تبتعد عن بعض الأغذية والأشربة، وأحيلت إلى اختصاصية تغذية، وتعرفت على الكميات التي يجب أن تأكلها، ونوعيتها.
شعرت نجاح بتعب نفسي، إضافة إلى التعب الناجم عن مرضها، خوفاً من تكرار معاناة الفشل الكلوي.
محمد توفي أثناء البحث عن علاج
قبل حوالى عامين، بدأ أخوها الأكبر محمد، بحث إمكانية إجراء عملية زراعة ثانية، في دول عربية، بعدما تكفل بعمليتها الأولى، وأصر على الوقوف إلى جانبها. رغم أنها لم ترغب في إتعابه معها.
تقول «لم أرغب في طلب شيء من أخوتي، حالتي ليست سهلة، لم لكنهم من أنفسهم بادروا، بداية من أختي صباح، التي عرضت علي التبرع بكليتها. أخبرتها: أنتِ صاحبة مسؤوليات، ومتزوجة. فقالت لي: بالعكس؛ زوجي هو من يدعم الفكرة. ورفعت الأوراق والتقارير إلى مستشفى الملك فهد التخصصي. حتى جاءت جائحة كورونا، وألغت كل شيء».
على خط مواز؛ تتذكر نجاح جانباً آخر من القصة، سبق ذلك «قال لي أخي: لا ينشغل لك بال في هذه الأمور؛ أنا سأجد لك حلاً»، مضيفة «سافر إلى خارج المملكة، وتحديداً العراق، ليبحث عن متبرع هناك. أخبرته أن يعود، وأن أخواتي سيتبرعون لي. فقال: لنعمل على أكثر من اتجاه؛ أنتم هناك، وأنا من هنا. ربما يحدث الله أمراً».
تضيف «طلبنا منه بإصرار العودة. ولكنه رفض، ليحاول إيجاد متبرع حتى آخر لحظة، ولنتأكد من تطابقي مع أخواتي».
في تلك الأثناء، وخلال وجوده في العراق، أصيب محمد بـ«كورونا»، وتوفى. رغم أنه صدرت الموافقة على إرسال طائرة إخلاء طبي من المملكة إلى العراق، لنقله، ولكن القدر كان أسرع، فانتقل إلى رحمة الله هناك».
تأخير إجراء العملية
توفى محمد في ذي القعدة من عام 1441هـ. أوقفت أزمة «كورونا» كل شيء. تقول نجاح «بدأنا الفحوصات في شهر محرم من العام الماضي، بدأوا بأختي، وعندما انتهوا منها؛ بدأت أنا في صفر، وكلمونا لكوننا متطابقات في الأنسجة. أنهت أختي الإجراءات خلال شهرين، ولكن فحوصاتي استغرقت 8 أشهر، من صفر حتى شعبان الماضي، خصوصاً أنني تعبت وتنومت في مستشفى القطيف المركزي. ومع تأجيل المواعيد وطولها؛ احتجت إلى 16 فحصاً وأشعة كذلك».
في شهر شعبان الماضي، كانت آخر فحوصاتها، وجد الأطباء أن الحديد متجمع على الكبد. حاولوا أخذ عينة، ولكنهم لم يستطيعوا. وقرروا تأجيل نقل الكلية 6 أشهر. رفضت نجاح، أخبرت الطبيب بأن «المدة طويلة»، فقلصوها إلى 3 أشهر.
كان الموعد في ذي الحجة الماضي. أنهت جميع الفحوصات، كانت تتابع في مستشفى القطيف المركزي. أخبرت طبيبها بأن «موعد العملية حان؛ فلماذا لم يكلموني إلى الآن؟ تواصل الطبيب مع المستشفى التخصصي. وجرى التنسيق وتحديد موعد العملية في السابع من سبتمبر الجاري».
يوم الثلاثاء الماضي، أجريت العملية، التي استغرقت 7 ساعات، خضعت أنيسة لها أولاً، لاستئصال كليتها، على مدار 3 ساعات، ثم جاء دور نجاح، التي استغرقت عمليتها 4 ساعات، والإفاقة ساعتين.
في اليوم الثاني؛ نزل ضغط نجاح، أنزلوها من العناية لمعالجة هذه المشكلة، وبعدها تحسنت صحتها. تقول نجاح «نحن بصحة جيدة، وستخرج أنيسة اليوم. وأنا الآن أتحرك ولله الحمد، وأصبحت بصحة جيدة».
تفتقد أخيها محمد.. نبيل موجود
اليوم؛ وبعدما نجحت عملية زرع الكلى لنجاح، تتمنى وجود أخوها محمد معها، تقول «عندما أفقت، ورأيت أخوتي وأخواتي حولي؛ قلت لهم: أين أبو جمال الذي كان يحارب لأجلي؟ هو الآن غير موجود. شعرت بغصة قوية في حلقي، خاصة عندما رأيت بناته وزوجته».
فقدت نجاح أخوها محمد، لكن أخوها نبيل أكمل مسيرته معها، كان الراعي لها بعده، بل حتى أثناء حياته، تقول «وجوده كان دعماً نفسياً كبيراً لي. هو أخي يقلق لأجلي. وكان سنداً لي، وبقي معي يوم العملية، رافضاً مغادرة المستشفى».
تضيف «رأيته يوم العملية واقفاً في الخارج. شعرت بالأمان لوجوده، لم يتركنا أنيسة وأنا، حتى افقنا، وجاء بقية اخوتي، ولم يقصروا معي كذلك».
القصة على لسان المتبرعة أنيسة
الفارق العمري بين نجاح وانيسة هو 3 سنوات. هما صديقتان «نشيل بعضنا، فنحن نعيش في المنزل سوياً، بعد وفاة والدينا، بجوار أخوتي في عمارتنا. نحن لا نستغني عن بعضنا، ننام في غرفة واحد» هكذا تقول أنيسة.
تضيف «كنت أرى أختي تتعب خلال غسل كليتيها، ثلاث مرات في الأسبوع، من الـ11 مساءً حتى الـ5 صباحاً، فقلت في نفسي: حتى متى أترك أختي هكذا. رأيت بعيني عذابها، لم أحب رؤيتها هكذا».
تقدمت أنيسة وشقيقتها الكبرى صباح للفحص، تطابقت فحوصهما، وظهر التطابق في الأنسجة. ولكن رُشحت أنيسة «لمناسبة ظروفي وعمري وكذلك».
تضيف «بعد 14 محرم؛ بدأنا في الإجراءات والفحوصات، أخرت أزمة كورونا العملية. ومرت أختي نجاح في أزمة تجمع الحديد على الكبد. وأخبرونا بتأجيل العملية لمدة 6 أشهر إضافية».
اقرأ أيضاًُ:
أشكركم خواتي على مشاعركم الطيبه الصادقه من قلب طاهر وكل هذا كلامكم اخفف التعب الي احنا فيه كم سعدتنا فرحة الناس بسلامتنا الله يحفظ اليكم كل غالي على قوبكم يارب
الف الحمد لله على سلامتكم صديقات العمر الغاليات وقرت أعيننا بسلامتكم
فعلا تجسدت فيكم روح الأخوة الحقيقية.. ونعم الأخوة
الله يحفظكم ويلبسكم لباس العافية بحق محمد وآل محمد.
الف الحمد لله على سلامتكم صديقات العمر الغاليات وقرت أعيننا بسلامتكم
فعلا تجسدت فيكم روح الاخوة الحقيقية.. ونعم الاخوة
الله يحفظكم ويلبسكم لباس العافية بحق محمد وآل محمد
الف الحمد لله على السلامة صديقاتي الغاليات والبسكم الله لباس الصحة والعافية وآخر الألام ان شاء الله ونعم الاخت أنيسة كما عهدناها تبادر دائما لتسعد الجميع
الف الحمد لله على السلامة صديقاتي الغاليات والبسكم الله لباس الصحة والعافية وآخر الألام ان شاء الله ونعم الاخت أنيسة كما عهدناها تبادر لتسعد الجميع
الف الحمد لله على السلامة لك الحمد يارب حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا.. الله يتم عليك الصحة والعافية ويحفظ لكم كل سند ولا يحرمنك منهم ولا من حنيتهم
ونعم الاخوة 👋اللهم اجعل من رحل الى مغفرتك ورضوانك في جنات النيعم واحفظ منهم سند
ماقدرت اكمل الباقي والله انكسر قلبي وما قفت دمعتي . يارحمة الله الواسعة انت ارحم واشفق من قلوبنا مهما كانت . شافي كل مريض لايعلم بوجعه إلا أنت سبحانك
الف الف الحمد لله على السلامة اخواتي وبنات عمي وصديقات الطفولة والشباب أحبكم وسعيدة جدا جدا لسلامتكم
ألف الحمد لله على السلامة صديقة العمر نجاح
ألف الحمد لله على السلامة للغالية أنيسة
رحم الله أبو جمال رحمة الأبرار وحشره مع محمد وأهل بيته
وأدام لكما نبيل أخ وسند وبقية العائلة الكريمة
نعم الأخوة
الحمد الله على سلامتك والله يعطيك الصحة والسلامة واخر الالام ان شاء الله يا صديقتي العزيزة
والله يديم لك العزة والاخوة
عطاها الله العافية انيسة ونعم الاخت وما تقصر ودائما في للخدمة ورحم الله ابو جمال رحمة الابرار