عين على الوطن
على مدى واحد وتسعين عاماً وسفينة الوطن تبحر في هذا العالم المتلاطم الأمواج في أحايين كثيرة وأخرى معتدلة أحياناً.
على مدى واحد وتسعين عاماً وثورة بناء الوطن لم تهدأ عواصفها ولم تخبو شعلتها.
على مدى واحد وتسعين عاماً وهمة وعزيمة القيادة لم تفتر ولا كلل ولا ملل.
على مدى واحد وتسعين عاماً تعاقب خلالها على الحكم سبعة ملوك بدءًا بالمؤسس مروراً بالمثبت أركان الدولة فمرسخ العدالة فمشعل نهضة العمران والبناء فباني المواطن السعودي ثقافة وتعليماً فمعلن مملكة الإنسانية حتى تسلم الراية قائد العزم والحزم.
على مدى واحد وتسعين عاماً ظل هذا الوطن يسطر أروع وأسمى المواقف للإنسانية وللعالم أجمع حتى غدى حجر الزاوية وقطب رحى الإقتصاد العالمي.
على مدى واحد وتسعين عاماً وهذا الوطن يتفيأ ظلاله القاصي والداني، ظلال لا تليق إلا بوطن شرفه الله على سائر بقاع الأرض ببيته العتيق ومدينة رسوله الكريم .
على مدى واحد وتسعين عاماً والمنجزات تتوالى ولم تنقطع فالصحراء قد عمرت ، والمدن قد أنشأت . وجنباً إلى جنب كانت مسيرة بناء الإنسان والعمارة.
ويوماً بعد يوم كانت صروح العلم التي تبنى دونما توقف شاهداً على عظمة قيادة ورفعة وطن وأهلية شعب.
على مدى واحد وتسعين عاماً ولا زال هذا الوطن يسطر أروع الملاحم في مواجهة التحديات والصعاب التي عجزت عنها دول عظمى وأمم كبرى. نعم ولعل الجائحة التي عصفت بالعالم أخيراً وعطلت معالم الحياة وغيرت ملامح هذا العالم وطبيعة البشر والتي أيضاً وقفت كل هذه الدول عاجزة أمام كورونا كان لهذا الوطن كلمة أخرى وقرار آخر.
فبفضل الله أولاً ثم بحكمة وحنكة ووعي القيادة وعزيمتها كنا من أوائل الدول إن لم نكن الدولة الأولى التي هزمت هذا الوباء وأنقذت العباد منه والبلاد.
وها نحن اليوم وبعد كل هذه المنجزات نشهد ثورة عصرية جديدة. ثورة قائد آمن بشعبه وبمقدرات الوطن. ثورة شهد لها الصديق وغير الصديق حتى بتنا يضرب بقيادتنا المثل.
ففي ظل قائد المسيرة سلمان الحزم والعزم ينبري ولي العهد الأمين الشاب المحبوب صاحب الرؤية الذي ليس لكلمة مستحيل وجود في قاموسه لينقل الوطن إلى العالمية بخطىً واثقة وواعدة واضعاً نصب عينيه أن النجاح لا يصنعه إلا أبناء الوطن فكان المواطن رهانه الأول وحجر الزاوية في تحويل الوطن والإرتقاء به.
هذا الإيمان وهذا الرهان شاهد وتابع العالم مخرجاته سريعاً فتم مكافحة التطرف والفساد بالضرب بيد من حديد على كل من يثبت تطرفه وفساده، ولنكون دولة عصرية تؤمن بالاعتدال الذي كان وعاد ليبقى سمة هذا الوطن المعطاء.
ونحن بالعيد الحادي والتسعين من عمر توحيد وطننا الغالي فإننا ندعو إلى المزيد من الوحدة بين أبناء الوطن ومناطقه ورص الصفوف والوقوف صفاً واحداً خلف قيادتنا الرشيدة والتكاتف والتعاضد والانفتاح لنصون هذا الوطن الغالي ونكون الدرع الواقي والحصين له.
وبهذه المناسبة نرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الوالد والقائد الملك سلمان حزمنا وسلمان عزمنا ولسمو ولي عهده الأمين الشاب المحبوب الأمير محمد بن سلمان وللحكومة الرشيدة ولسمو أميرنا الغالي الأمير سعود بن نايف وسمو نائبه الأمير الشاب أحمد بن فهد بن سلمان بأحر وأعطر آيات التهاني والتبريكات بعيد الوطن المجيد ونسأل الله أن يديم على وطننا نعمة الأمن والأمان والمزيد من الإزدهار. وعلى القيادة الغالية والمواطنين الأعزاء دوام وموفور السعادة.
كل عام والوطن والقيادة والشعب العزيز بألف خير
جمال عبد الكريم آل حمود