[سيهات] مدرستان للبنات تؤخران “تكافل” طالبتين.. وتعليم القطيف يعد بإصلاح الخلل
سيهات: شذى المرزوق
40 يوماً مرت على إيداع مؤسسة «تكافل الخيرية» الدفعة الأولى من إعانات العام الدراسي الجاري، في حسابات المدارس التي بدورها وزعت الدعم على الطلاب والطالبات المستحقين.
ومع ذلك؛ هاني (تحتفظ «صُبرة» باسم عائلته) يتواصل مع مكتب تعليم محافظة القطيف، لمعرفة مصير الإعانة المخصصة لابنتيه اللتين يشملهما هذا الدعم، ولكن من دون تلقيه رداً.
إحدى ابنتيه طالبة في الصف الرابع الابتدائي، والأخرى في السنة الثانية من المرحلة ذاتها، والاثنتان في مدرستين مختلفتين.
وقال هاني لـ«صُبرة» «لم يكن هذا التأخير وعدم التجاوب، مقتصراً على هذا العام فقط. على العكس من مدارس الأبناء أبداً، فالتواصل من جهتهم سلس ومنظم، حيث يتم إبلاغنا بموعد استلام إعانة تكافل، ويتم تسليمها من دون أية تعقيدات».
أما عن إعانة مدارس البنات؛ فأضاف «لا يصلنا رد منهم، رغم أن الإرشاد الطلابي في المدرستين يُحدث البيانات، ونقوم بتعبئة الاستمارة كل عام»، متابعاً بالقول «تسلمت الصغيرتان الإعانة فقط في العام الدراسي الأول في المرحلة الابتدائية، وبعدها لا حس ولا خبر، ونحن نتواصل معهم بلا إجابة».
عن آخر إعانة تم توزيعها قبل أكثر من شهر؛ قال «تواصلت مع إدارة المدرستين، ولم أجد إجابة، بل اعطتني المرشدة الطلابية رقم المشرف على «تكافل»، الذي تواصلت معه من دون إجابة أيضاً، فقط وجهني بدوره إلى قسم التوجيه والإرشاد في مكتب تعليم القطيف».
تواصل هاني هاتفياً مع قسم التوجيه، واصفاً التعامل مع القسم بـ«المتعب»، وقال «اتصال وتحويلة وانتظار، وكل تحويلة توصلك إلى أخرى، وبعدها لا رد».
دفع هذا الحال هاني إلى طرح تساؤلات عدة «هل الإعانة تشمل مدارس معينة للطالبات؟ وإن كانت لا تشمل مدرسة؛ فهل يُعقل أن المدرسة الأخرى كذلك؟ علماً أن ابنتاي في مدرستين مختلفتين. وكيف يمكن التواصل مع الجهات المعنية للحصول على إجابة، إذا ما كان المستفيد يُحول من جهة إلى أخرى بلا رد؟ ما مصير إعانة السنوات الماضية من المراحل الدراسية التي فاتت من دون استلامها؟ على فرض أن ابنتي لا يشملهما الدعم؛ كيف نتبين الأمر؟».
الأحمري: أبوابنا مفتوحة للجميع
«صبرة» بدورها؛ نقلت أسئلة المواطن هاني إلى قسم التوجيه والإرشاد في مكتب تعليم القطيف، الذي تعامل مع الأمر بمسؤولية، وذلك عبر اتصال هاتفي مع المشرف العام لقسم التوجيه والإرشاد للبنات عائشة الاحمري، التي أبدت في حديثها مع الصحيفة اهتمام القسم بمتابعة الموضوع، وقالت «سيتم التعامل مع موضوع المواطن بشكل مباشر، للوقوف على الخلل، إن وجد. وسيخضع هذا الأمر للإجراءات والمتابعة اللازمة».
وأشارت إلى خصوصية هذه الاجراءات التي «تحفظ الحقوق»، مضيفة أن «التعامل معها يبقى في إطار إداري وتعاون بين الأهل والجهة المسؤولة فقط»، مؤكدة تعاون القسم في خدمة الطلبة، وكل ما يخصهم في الشأن التعليمي.
وأكدت الاحمري، أن مكتب التوجيه «يفتح أبوابه للجميع، وبما أن الموضوع خاص بالطالبات؛ فالتوجه لقسم التوجيه سيكون من قبل والدة الطالبة، أو من تنوب عنها من العائلة».
ولفتت إلى من يتعذر عليها من الأمهات ومن أولياء الأمور التواصل هاتفياً؛ «فعليها مراجعة المكتب، وهي محل ترحاب، وأن أي عراقيل، أو سوء فهم في المسيرة التعليمية للطالبة؛ تؤخذ بعين الاعتبار، وسيتم التعامل معها وفق الأنظمة المنصوص عليها».
134 مليون ريال لـ270 ألف طالب وطالبة
يُذكر أن إعانات الدفعة الأولى لهذا العام شملت حوالى 270 ألف طالب وطالبة، يدرسون في أكثر من 17 ألف مدرسة حكومية، بمبلغ إجمالي يتجاوز 134 مليون ريال.
يمثل هذا الدعم الدفعة الأولى من الإعانات المالية للعام الدراسي الجاري، والتي تقدمها مؤسسة «تكافل الخيرية» لطلاب وطالبات التعليم العام المحتاجين في المملكة، لمواصلة تعليمهم واستمرار تحصيلهم العلمي، بدعم مستمر من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وتشمل هذه الإعانات الطلبة الذين سبق تسجيلهم في «تكافل الخيرية» نهاية العام الدراسي الماضي، وتنطبق عليهم شروط الاستحقاق المعتمدة في المؤسسة، والذين تم تحديدهم من خلال معالجة بيانات الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم، حسب بياناتهم الرسمية المُسجلة في وزارات: التعليم، الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، الداخلية والتجارة، وكذلك المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية.
وتقدم «تكافل» للطلبة المستفيدين من خدماتها، عدداً من برامج الدعم الأخرى: المادي، المعنوي والتعليمي.