انتظار 3 سنوات وتأخر سنة.. مقاول “إسكان القطيف” يسلّم الأسر منازلها “بلاء ماء” المقاول يعترف بالتأخير ويربطه بـ "جهات متداخلة" ووضع "خارج الإرادة"
القطيف: شذى المرزوق
بعد انتظار استمر 3 سنوات على طرح مشروع اسكان القطيف البدراني، وكمال الشويهين ـ كغيره من المواطنين ـ يُمنّي النفس باللحظة التي يستلم فيها منزل العمر، ليتحرّر من ضغط السكن المستأجر، كما هو حال كثيرين وجدوا فرصتهم في امتلاك بيوت بعدما أوجدت لهم وزارة الاسكان حلولاً للحصول على وحدات سكنية متنوعة.
ما لم يتوقعه الشويهين وغالب المستفيدين من المشروع الذي يقع على مساحة تتجاوز 64 ألف م2 من الجهة الغربية لمحافظة القطيف؛ هو أن تكون الوحدات على خلاف المتفق عليه، وأن يستلمها بلا امدادات للمياه وعليه أن يتكفل بتوفير المياه أولاً، أو يبقى تحت ضغط الايجار، والفواتير.. فضلاً عن تكاليف دفع الأقساط الأولية للمنزل الجديد الذي يجهل موعد استلامه فيما لو انتظر أكثر.
شكاوى المواطنين
وسط شكاوى ومطالب متعددة، حاولت “صُبرة” رصد أبرز العراقيل التي واجهت المستفيدين المتضررين، وتوجهت لإدارة المشروع بحثاً عن نقاش مفتوح يفضي لحلول جذرية ـ أو حتى مؤقتة تنهي هذه المعاناة ـ وقد بينت الإدارة تفاصيل التطورات التي مرت أثناء العمل وأبرز المشاكل التي واجهتها مع إحصاء للمشاريع الجاهزة للتسليم وتلك المتعثرة، فيما وعدت وزارة الاسكان بالرد الذي ما زلنا في انتظاره منذ الاربعاء الماضي، وللأسف لم يصل حتى الان.
بين مخاطرتين!
عن مشاكل تسليم الوحدات السكنية التي واجهت المواطنين قال كمال الشويهين: عدا تأخر التسليم المفترض أن يكون في بداية السنة الماضية، وصعوبة الانتظار مع ضغط الايجارات التي نسكن فيها حالياً والفواتير، ودفع أقساط الدفعة المقدمة للوحدات السكنية ما يعني تراكم المصروفات وبالتالي مزيد من الضغوط، لا نزال نجهل موعد التسليم الفعلي لوحداتنا، وأكمل: المطور غير واضح معنا للأسف ومواعيده تكاد تكون وهمية ، هنالك اشعارات بالتأخير لم تسلم لنا، والممولون بين الانتظار وبين ايقاف الاقساط التي فيها مخاطرة، في حين يكون الانسحاب هو الخيار الاخر المستحيل! متسائلاً: هل يعقل بعد كل هذا الانتظار وفي المرحلة الاخيرة انسحب؟! هذه مقامرةلا نتحملها.
عمل بطيء ومواعيد مجهولة
وعن أبرز المطالب التي يحتاجها أوضح الشويهين أن من حقه ـ كمستفيد ـ الحصول على اشعارات التسليم بتاريخ واضح وصريح، مشيراً إلى أن كل التواريخ شفهية رغم أن العقد يلزمهم بذلك، حيث من الواضح أن البلوكات ما زالت قيد التنفيذ والعمل بطيء جدا. واستشهد بعدم دقة المواعيد بما حدث مع شخصين متجاورين اعتمد التسليم لأحدهما في شهر 3 بينما كان الآخر في شهر 6 ، معتبراً ذلك تخبطاً غير منصف في المواعيد، وأكمل: لدينا الآن على الاقل ٩ بلوكات يصعب تسليمها حتى بعد 6 أشهر إلا إذا حدثت معجزة، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بجودة التنفيذ حيث توجد ملاحظات كثيرة في بعض البيوت لأنها على البلاط والأبواب.. ولفت لأهمية فتح الزياره للمستفيدين وهذا حق ومكتوب في العقود جميعها ـ على حد قوله ـ فيما اعتذر المطور بحجة ان المشروع فيه حفر ورافعات وأمور أخرى.
مشكلة دفع المستحقات
و أكد الشويهين وجود مشاكل مع المطور فيما يتعلق بدفع مستحقات المقاولين، ورسوم الماء والكهرباء التي كانت العائق الأكبر أمام تسليم الوحدات ـ وكشف أن الذين تسلموا وحداتهم السكنية بعد عناء طويل تم رفع خطاب لهم بالتسليم دون الماء مع تعهد المطور بتوفيرها لاحقاً ولكن متى؟ اللهم أعلم!.
وأوضح أن العدد المتقدم 100 وحدة ، أي لا يتجاوز 12% فقط من نسبة المشروع المفترض تسليمها كاملة خلال هذا الشهر، متسائلاً: اذا كان 2 من الزونات جاهزة، ومع ذلك تأخر تسليمهم ل 10 اشهر فكيف بقية المشروع الذي يبلغ 600 وحدة؟
لا حياة لمن تنادي
أما محمد الدهان، فله مشكلة أخرى ممثلة في اختلاف الوحدة عما كان متفقاً عليه، وضرب مثالاً بالخزان الأرضي الذي تصل سعته إلى 9000 بينما الموجود هو خزان لا تزيد سعته عن 5000، كما أن التهوية في الخلف ينقصها تصريف للمياه، والحجة هي أن التصريف على وزارة البيئة والمياه والزراعة، بالإضافة إلى تسليم الوحدات دون سخانات، ولا شاورات، ولمبات إنارة فقط تعد على اليد الواحدة.. واذا استلمت عليك استكمال التركيب أنت.. وأوضح الدهان أنه اجتمع مع المدير التنفيذي ورفع شكوى ولكن لاحياة لمن تنادي.
مشاكل الاستلام
بذات السياق حصر حسين اللاجامي المشاكل في عدة نقاط أبرزها: التأخير ، اختلاف سعة الخزا ، عدم وجود سخانات، عدم تركيب لمبات كاملة، عدم تركيب شاورات، التهوية خلف المنزل تحتاج لتصريف مياه الامطار، مساواة أرضية دورة المياه بأرضية غرف النوم دون وضع عتبة فاصلة تعزل المياه عن الخروج، إضافة إلى أن “أسلاك” الكهرباء خلاف المتعارف.
من جهته، يعود الشويهين لينقل عن أحد المستفيدين تجربته بالقول إنه تم توقيع إقرار بحضور المحكمة للافراغ، كذلك إقرار بنقل عداد الكهرباء باسم المستفيد ودفع الفواتير و إقرار باستلام الوحده دون عداد ماء ودفع الفواتير الماء وليس رسوم التأسيس وهذا موضح في الإقرار.
وعن آلية التسليم بعد استلام مفتاح الوحدة قال: تستطيع ملء الخزان بـ”وايت”، لاستخدامها فقط عندما تسكن فعلياً، لأن المجال يكون مفتوحاً في أي وقت في النهار بعد فتح البوابة بمعرفة رجل الأمن، الذي يطلع على ورقه الاستلام.. وهكذا مع نقل الأثاث أو تركيب المكيفات.. ويضيف أنه مع الإقرار بتعديل الملاحظات الى تم تسجيلها في الاستلام المبدئي بعد الاطلاع على الوحدة، وأيضاً ورقة الضمانات موضح فيها كل شيء منها 10 سنوات للهيكل وسنة للتمديدات، وبالطبع بعد ختم الأوراق من قبل الممول. يتم تسليم المفتاح للوحدة في حفل مبسط غالباً.
رأي “المطوّر”
من جهته، اعترف المطور في رسالة نصية موجهة لأحد المستفيدين ـ اطلعت عليها “صُبرة” بوجود “عراقيل في عملية تسليم الوحات وفق الجدولة المعتمدة” ، وذكر في نص الرسالة أنه “اشارة الى العقد المبرم معكم بتاريخ ( 26 / 03 / 2020م) و تنفيذاً لإلتزامنا بتسليم الوحدة السكنية محل العقد بالوقت المحدد، ونظرا لكون عمليات التسليم تتطلب سلسلة من الاجراءات وفقاً لظروف المشروع مما يتعذر معها تسليم عدد (942) وحدة سكنية دفعة واحدة، عليه نفيدكم بشروعنا ببدء عمليات اجراءات التسليم للمشروع والتي تم جدولة تاريخ التسليم للوحدة الخاصة بكم رقم ( ) في الفترة من تاريخ ( 07/ 05/ 2022م) وحتى تاريخ ( 31/ 05/ 2022م) .
كما تجدر الاشارة بأن المشروع يمر حاليا بظروف قد تعرقل عمليات التسليم وفق الجدولة المذكورة أعلاه لأسباب خارجه عن إرادتنا حيث انه تتم تغذية الوحدات السكنية بخط كهرباء مؤقت يكفي فقط لتغذية عدد (414) وحدة سكنية ، علما بأننا نسعى حثيثا وبشكل يومي في الضغط على الجهات ذات العلاقة لاستكمال تغذية المشروع بخطوط الكهرباء اللازمة حرصا منا على استلامكم للوحدة السكنية الخاصة بكم في الوقت المحدد”.
جهات متداخلة
وفي شرح مفصل أكد مدير مشروع إسكان القطيف المهندس محمد عبد المولى، الحرص على تسليم زون 5 المقررة في حدود الشهر، مشيراً إلى العمل على تسليم مايقارب 8-9 وحدات للمستفيدين بشكل يومي، لاستكمال تسليم 185 فيللا المرصودة في الزون وبعدها نستكمل تسليم زون 4. مبيناً أن هنالك 235 فيللا في المشروع تم ايصال خدمة الكهرباء لها.
وبخصوص مشكلة تأخير التسليم أوضح أن فكرة التسليم لا تعني أن ينهي المطور عمله ومن ثم يكون الأمر متاحاً للتسليم، بل هنالك جهات أخرى خدمية لابد من انجاز المشروع بمعيتها، فبعد أن ينهي المطور التشطيبات يتوجه لأعمال الخدمات من ايصال الكهرباء، الماء، والبنية التحتية الأساسية التي لها مقاول آخر لإتمامها مثل السفلتة، الأرصفة، والصرف الصحي، وصرف الأمطار، حيث يتم تسليمها للجهات المعنية بعد ذلك،لضمان متابعة تلك الجهات مع المستفيد بعد استلامه المنتج من ناحية النظافة، ضبط الشوارع، التصريف، كل ذلك ليصل المنتج إلى المستفيد بشكل نهائي صالح للسكن.
نسبة الانجاز
وبحسب ما ذكر المهندس عبد المولى، فإن نسبة انجاز المشروع بلغت 94 % مبيناً جاهزية 600 فيللا بنسبة كبيرة جداً من التشطيبات، والأسوار، ولكنها خاضعة لمرحلة التقييم من الاستشاري ليتم تسليمها بعدها للمستفيد.
وكشف أنه يوم السبت الماضي فقط تم تسليم 28 وحدة سكنية موضحاً أن هناك 235 فيللا وصلتها الكهرباء، و 82 فيللا أخرى دفعت فواتيرها الكهرباء بانتظار ايصال التيار ليتم تسليمها لأصحابها، ليكون مجموع ما أصبح كاملاً وجاهزاً ببتسليم 317 وحدة، عدا رفع طلب لامداد الكهرباء لـ42 فيللا، و 40 فيللا أخرى، و 19 في زونات المشروع لنصل إلى 500 فيللا نستهدف تسليمها خلال شهري يناير وفبراير.
أسباب التأخير
وأرجع أسباب التأخير إلى تعدد المراحل التي يتم العمل فيها من تأسيس وتشطيب المطور، حتى توفير الخدمات الأخرى، وصولاً إلى التقييم الاستشاري، وكلها قد تكون سبباً في مزيد التأخير، دون أن ننسى أزمة كورونا وفترات الحجر التي تسببت في ايقاف الطيران لمدة تجاوزت ال 10 أشهر ما يعني شح العمالة القائمة، قبل حلها مؤخراً بعمالة محدودة.
كيابل الكهرباء مؤقتة
وعن مشكلة “كيابل الكهرباء” اعترف أنها مؤقتة ولا تغطي المشروع كاملاً، وأن إدارته في طور التنسيق مع الجهات المعنية بحثاً عن امكانية مد كيابل أخرى، أو تزويد المشروع بمغذيات للكهرباء، حتى يتم رفع مستوى الطاقة الكهربائية في المشروع أو أن تصل الكيابل النهائية.
وأوضح عبد المولى أنه طبقاً لآخر خطاب وصلنا من البنية التحتية فإن الكهرباء الموجودة تكفي لـ414 وحدة ويحتمل وصولها إلى 500 وحدة سكنية، وهو المستهدف لإتمام تسليمها، مع العلم أنها موزعة على زون 4 وزون 5 وزون 1. وأشار إلى أن بقية الزونات تحت العمل الآن، في محاولة لتسريع وتيرة العمل، لافتاً إلى أن التشطيبات في البلوكات متأخرة رغم أنها منتهية من مرحلة التأسيس (عظم) من ناحية التجهيز بالمعجون، الاسمنت، امدادات الكهرباء، والسباكة، بينما المتبقي منها هو المراحل النهائية في التشطيبات وتعاني من نقص السيراميك و عدم اكتمال العمل على الالمنيوم، وحتى الأسوار .
300 فيللا متأخرة
وكشف عن وجود 300 فيللا متأخرة مقابل 600 فيللا نسبة التقدم في إنجازها كبيرة جداً، وهي في مرحلة التسليم أو على وشك التسليم.
واستدرك لانستطيع القول أن المشروع متأخر بشكل حاسم، نظراً لتمديد الوزارة بسبب الجائحة إلى 6 أشهر، وهنالك 6 أشهر اضافية صلاحية للمستفيدين. ولأن المدة المفترضة للانتهاء من المشروع هي سنتين نعتبر أن هذا الوقت هو التاريخ الفعلي للتسليم، معتبراً أن جائحة كورونا قوة قاهرة يستحيل معها الالتزام بالمواعيد، مؤكدا محاولة الالتزام قدر الامكان.
“المياه” خارج الإرادة
وحول تسليم الوحدات السكنية بدون مياه، كشف أن وحدة المياه موجودة والعدادات جاهزة بالوحدات لكنها خارج نطاق العمل ولا يمكن استخدامها بسبب عدم سداد رسوم العداد، ولإيضاح المشكلة بالتفصيل قال : “عند استلامنا المشروع كانت رسوم المياه تصل إلى 2850 ريالاً فقط للفيللا الواحدة، بعد استلام شركة المياه الوطنية للمياه رفعت السعر إلى 9500 ريال كحد أدنى، وهذا يعني زيادة غير قليلة، تصل إلى 10 ملايين ريال غير محسوبة وهو سعر يختلف عما اتفقنا عليه منذ بداية المشروع” وأضاف أنه في هذه الحالة اذا تم الدفع من المطور على وزارة الاسكان تعويضه، لذا كان الحل الأمثل هو التواصل مع وزارة الاسكان التي تسعى مشكورة لمتابعة الأمر وتخفيض السعر مع شركة المياه. وكشف أن هذه المشكلة كانت موجودة حتى في الكهرباء التي ارتفع سعرها إلى 13500 لعداد الفيللا الواحدة بعد أن كان 4850 ومع تواصل ومتابعة وزارة الاسكان تم التخفيض والعمل بنفس السعر المتفق عليه منذ البدايات مع المطور.
وأردف: مشكلة المياه خارجة عن ارادتنا “ولانستطيع تحمل هذا الرقم لأنه ليس موجود في حساباتنا الأولية، لذلك رفعنا الموضوع للوزارة التي تتابع حلها، في الوقت الذي وضعنا فيه المستفيد أمام خيارين إما انتظار حل المشكلة من الوزارة أو استلام الوحدة على أن يوفر لها المياه حتى حل المشكلة “.
ازاحة السور قريبة
وعن مشكلة الصرف الصحي، أكد أنه تم حلها بعد اتفاق وزارة الاسكان مع شركة نزح صحي مشيراً أنه قد طلب من المستفيدين وضع الاثاث بقدر معين وفي أوقات النهار لضمان أمان الفلل الأخرى لحين استلام بقية المستفيدين وحداتهم خلال الأسبوعين القادمين ومن ثم سيتم ازاحة السور الفاصل بين المشروع والشارع الرئيس وبهذا يكون هذا المشروع تم الانتهاء منه واصبح خارج نطاق المشاريع القائمة وتم تسليمه للمستفيدين كاملاً.
شاهد الفيديو
اقرأ أيضاً
مشروع ليس فقط ماء
وايضا لا يوجد اضاءة (هل المنزل تسليم مفتاح؟؟؟!! )
وزارة الاسكان هي صوت وعين المستفيد
الرجاء من وزارة الاسكان متابعة المطور