20 ريالاً تتحوّل إلى “كابوس” بحجم 100 ألف في حياة علي الخرداوي قبل 3 أيام.. مجهول قاله له "ستأتيك مخالفة في الجوال الليلة"
سيهات: شذى المرزوق
هل سُجّلت بحقه غرامة فعلاً؟ أم أن الموضوع مزحة ثقيلة؟ أم ومضايقة عابرة؟ كلّ ما يعرفه هو أن سيارة توقّفت عند بسطة الخضار الخاصة به في مدينة سيهات، ونزل منها أشخاص، وقالوا له إن غرامة سُجلت عليه، وسوف يصله إشعار عبر جواله، الليلة..!
حدث ذلك قبل 3 أيام؛ حين استعان بائع الخضار علي عبدالله الزاهر (المعروف في سيهات بـ “الخرداوي”)؛ بعامل عابر ليساعده في إنزال بضاعته مقابل 20 ريالاً لا غير. ولكنّ هذه “الاستعانة” التي يضطرّ إليها غالباً لشبه عجزه عن التحميل والتنزيل؛ وُصفت بأنها “مخالفة تشغيل عمالة سائبة”، على حدّ قول نقلاً عن الشخص الذي لا يعرف شيئاً عن هويته..!
مصيبة
بعد انتشار مقطع فيديو عنه، زارته “صُبرة” في مبسطه في سيهات، فوجدته ـ حرفياً ـ مكسور الخاطر، تكاد تدمع عيناه أمام “المصيبة” التي حلّت به. بضاعته كلها بالكاد يصل ثمنها إلى 3 آلاف ريال.
يصحو في الرابعة فجراً مهرولاً نحو حراج سوق الخضار في الدمام، ويشتري البضاعة بالجملة، ويأتي بها إلى مسقط رأسه، ليبسط بها ويبيعها بسعر المفرّق، ويبقى مكانه حتى الـ 11 ليلاً، غداؤه وعشاؤه في بسطته.
الأربعيني الذي أخذ منه السكر والضغط كلّ مأخذ؛ إلى حدّ نزيف العينين، كما يقول، حين يحمل أشياء ثقيلة؛ واحدٌ من الكادحين الذين كشف ملامحهم عن عزة نفس عالية. يقول “ليس لديّ عمّال أصلاً”. يضيف “قد أستعين بعامل في التنزيل والتحميل فقط”. ويقول “صحتى لا تسمح لي بالعمل الشاق أكثر”.
مضايقات مجهولين
لكنه أفاض في الشكوى من “مضايقات” مجهولين تلاحقه. كان يضع بضاعته عند روضة الأطفال في سيهات، ضمن مجموعة باعة. وكانت المضايقات تطالبه بنقل بضاعته من مكان إلى مكان. وحين جاء إلى المكان الحالي لم تتركه الشكاوى. يقول “أحدهم شكاني عند البلدية، وحين راجعتُ البلدية قالوا لي: أنت سعودي، لا مشكلة في ذلك”. واستمر في عرض بسطته طالب رزقه بعرق جبينه.
قبل 3 أيام؛ بدأ الكابوس، أفزعه الذين قالوا له إن عليك مخالفة بقيمة 100 ألف ريال، وسوف تأتيك المخالفة عبر الجوال. مرّت 3 أيام ولم تاتِ رسالة الجوال، لكن الكابوس ما زال ضاغطاً عليه، خوفاً من رسالة جوال يمكن أن “تخرب بيته”، وتزيد همّه همّاً.
يقول عنه نفسه “أنا رجل أمي، لا أقرأ ولا أكتب”، ويعول أسرتين، أسرته وأسرة والده المتوفى، ومصدر رزقه الوحيد هو بسطة الخضار التي تحفظ ماء وجهه وتُغنيه عن الحاجة إلى الناس.
فهل كان ما حدث ـ قبل 3 أيام ـ مخالفة مخيفة فعلاً؟ أم مضايقة أراد منها مجهول تخويف البائع المسكين..؟
شاهد الفيديو
بضاعته دائم نظيفة و صادق