فاطمة العلوي.. لم تنتظر الوظيفة.. بل صنعتها استثمرت موهبتها في تأسيس "مختبر علومي المرحة" لتعليم الصغار بالترفيه
إطلاق المشروع بـ 7 أقسام.. وبرنامج يتجدد أسبوعياً ليكتشف الأطفال الحقائق
القطيف: فاطمة المحسن
لم تربط مصيرها بوظيفة قد تأتي ولا قد لا تأتي. ولم يُرضِها أن تحمل بكاليريوس في الأحياء الدقيقة دون أن يُثمر تعليمها عن أثر. ما زالت شابّة، ولديها من الطموحات والأفكار ما يمكن تحويله إلى أنشطة وأعمال. في البداية اقتنعت بخطوات صغيرة، لكنها خطوات مهمة. وعبر خطوة بعد أخرى؛ بنت فكرتها بهدوء ودقة، قبل أن تُعلن عنها عمليّاً؛ وتطرحها في مشروعٍ تعليمي ترفيهي أطلقت عليه اسم “مختبر علومي المرحة”، لتؤسس نشاطاً جديداً كلياً ومنفرداً في تخصصه.
ومساء الثلاثاء الماضي كانت فاطمة العلوي محاطة بأسرتها وصديقاتها ولفيف من المدعوين في افتتاح المختبر.
مختبر علومي المرحة
مساحة طفولية منوّعة، ليجرّب فيها الصغار بأنفسهم ويتعلموا ويستشكفوا. إنها تجارب علمية سهلة تفتح مداركهم للاكتشاف والاطلاع والبحث. هكذا وصفت العلوي مشروعها. إنه مختبر يمزج العلم بالمرح في ترسيخ المعلومات وتوسيع المفاهيم، بوجود طاقم تعليمي يؤمن بأهمية ذلك ومجتمع واعٍ له.
علم ولعب
وجهة ترفيهية تعليمية للأطفال بفكرة جديدة لقضاء وقت ممتع ومفيد، تلك الرؤية التي وضعت قواعدها “العلوي”، ومازجت بين العلوم النظرية بقالب عملي يعزز المعلومة لدى الطفل، ويربط الأقسام الستة (الفيزياء-الكيمياء-الأحياء-الفضاء-علم الأرض والكتب العلمية) في برنامج يستمر للطفل لمدة ساعتين يقضيها مع مجموعته وبرفقة مدربات يحملن التخصصات المناسبة لذلك.
تقول العلوي إن كل تجربة لها قصة حقيقة تسردها المدربة قبل البدء في التطبيق العملي لها، تحكيها بأسلوب قصصي وتشويقي بعرض الفرضيات وإقامة كل ما يخطر في ذهن الطفل عنها، الاندهاش الذي سيراه الطفل هو ما سيجعله يتذكر التجربة ويطبقها على الأمثلة في واقع الحياة، بما يتناسب والامكانيات المتاحة، والأهم هو رسم الاستنتاجات لأنها تُعبر عن مدى الاستيعاب لديه والتفسيرات التي يراها.
بداية جادة
بعد دراسة “العلوي” بكالريوس أحياء دقيقة في جامعة الدمام، بدأت بدارسة علوم تربية الأطفال لتتعلم كيفية التعامل معهم، ولتكون الدرجة الأولى في سُلم الدمج بين التخصص النظري بالعملي. عملت في دورات علمية تقيمها رياض الأطفال، وبعد الإقبال الذي لاقته من الروضات والمراكز الصيفية؛ افتتحت مركزاً خاصاً في المنزل، ثم تطور إلى مركز مستقل.
ومع الدعم المعنوي من والدتها وزوجها وكلمات التشجيع من حضور الدورات، بدأت جدياً في افتتاح “مختبر علومي المرحة” في مجمع تسوق تجاري. إنه المكان الذي حلمت به منذ البداية، احتضان الأطفال في مكان عام، يجمع فيه التعليم بالمرح.
فكرة جريئة
أن يتم افتتاح مركز تعليمي في مركز تسوق تجاري يحتوي على محطات ألعاب، هو تحدٍّ كبير بالنسبة للعلوي. ، إلاّ أن قناعتها بأنها قادرة على جذب الأطفال للمختبر وإجراء تجارب علمية مرحة هو ما دفعها لاختيار أن يكون موقع المركز في “القطيف سيتي مول”.
إدارة المجمع رحبت بالفكرة واعتبرها أسعد آل طويلب بأنها من الأفكار التسويقية للمجمع بالإضافة لكونها فكرة جذابة للأطفال، ويُراهن الطويلب على استمرارية المختبر بإمكانية العلوي في التسويق المناسب للفكرة وإثبات ذلك من خلال العمل المستمر على تطوير الأفكار المطروحة فيه.
ورأى “عبد العظيم آل طويلب” ـ من ادارة المجمع- أن تقديم الدعم واحتضان هذه المشاريع هي المحفز للشباب في افتتاح رؤى جديدة تخدم المجتمع.
رسم ملامح المختبر
لم يكن من السهل الاتفاق على تنفيذ ملامح “مختبر علومي المرحة”، جهات التنفيذ من مصممي الديكور في المنطقة قدموا لها اقتراحات تصاميم جاهزة لـ “كوفي شوبات”، ورفض العديد أن ينفذ أفكارها في الموقع لكونها فكرة جديدة على ـ حد تعبيرهم ـ وتتطلب جهداً مضاعفاً. وكان هذا أحد العراقيل التي واجهتها العلوي، بالإضافة لطول اجراءات الدوائر الحكومية مع تسهيلها من قبلهم.
لم تكن “العلوي” تريد لـمركزها أن يكون ترفيهياً صرفاً، أرادته تعليمياً، وكل ما يحقق المرجو، أقدمت عليه .. بكل جرأة.
الدعم للاستمرار
المرأة ليست كياناً مستقل بذاته، تحكمها العاطفة فيما يخص أبناءها وعائلتها.. ذلك ما يراه والدها نوري العلوي، والضمان العائلي هو أحد مسببات الإقدام على طرح المشروع، وهو ما حاول مع والدتها تقديمه لها، بالإضافة للدعم المعنوي الذي ما إن تفتر همتها حتى يُشعلا الحماس لديها.
يقول زوجها محمد آل مريبط إن الرؤية التي تطمح لها “فاطمة” هي ما جعله يؤمن بقدراتها على إتمام ما تريده وقدرتها على وضع الخطوط العريضة لمشروعها قبل افتتاحه، وكذلك دراسة الجدوى التي اهتمت بأدق تفاصيها، جعلته يتخطى مرحلة الخوف من الإقدام على خطوة أن يكبر المشروع ليصل إلى ما هو عليه الآن.
رأيهم
التنوع في سُبل الترفيه للطفل من أهم مقومات التربية لديه، هذا تؤكده زهراء أحمد التي حرصت على حضور الافتتاح للتعرف على الأقسام، والأسلوب التشويقي الذي يحمله مضمون البرنامج، كما أن هذا النوع من البرامج يُغطي القصور في المدارس لعدم امكانية اقامة التجارب بشكل عملي لهم.
وترى وديعة جاسم تتحقق التجارب بشكل مباشر بأيدي الطفل وهذا تعزيز له في الجانب العملي في حياته ويعطيه الثقة بنفسه ومجال أوسع لطرح الاستفسارات التي تخلقها مخيلته وتتوسع بها مداركه.
وتقول أمل عيسى إن فكرة البرنامج جميلة ومبتكرة وتخرج الأطفال من جو اللعب الالكتروني المكتسح لحياتهم وأن تكون لهم حركة ذهنية وبدنية في بيئة محفزة طبقاً لما نراه ونقرأه عن البرنامج.
اقرأ أيضاً
فكرة رائعة وخطوة ناجحة امتزجت بتحويل النظرية الى تجارب عملية بعامل مشوق ومحبب لدى الاطفال الصغار
نرجوا الفائدة لاطفالنا والموفقية لك يابنت بلدي