النصب والاحتيال على أصوله.. 7900 ريال في ذمة “أبو ركان”.. الواسعة..! معقّب وهمي استدرج مواطناً من القطيف إلى فخّ "الكود" السري
القطيف: ليلى العوامي
ربما لا يكون المبلغ كبيراً جداً، مثل الحالات السابقة التي نشرت “صُبرة” قصصها، ووصلت بعض مبالغها إلى نصف مليون ريال. لكن النصب هو النصب، والاحتيال هو الاحتيال، والجريمة هي الجريمة..!
كلّما احتاجه المواطن (ن، غ) الذي يعيش في القطيف؛ هو إلغاء سجلات تجارية لأنشطة لم تعد تعمل. وهذه الحاجة أوقعته بين يدي نصّاب إلكتروني، “نهب” مبلغاً، وحاول نهب الباقي تباعاً.. ولكن المواطن نجا مما كان النصّاب يُريد إكماله من خططه.
“مُخَلِص” مزعوم
بداية قصة اليوم، رسالة أرسلها (ن-غ) وهو صاحب مكتب للخدمات العامة، باحثاً عن مساعدته في الغاء بعض السجلات التجارية، خاصة بعدما تواصل مع أحد المحامين الذي طلب مبلغاً كبيراً لا يتحمله، وكانت المفاجأة أن اتصل به شخص يدعى “أبو راكان” أوهمه أنه “مخلص” ويمكنه المساعدة مقابل مبلغ أقل، فوافق المواطن على الفور، دون أن يدري أنه مقابل هذا المبلغ الزهيد، سيتعرض لعملية احتيال كبرى تفقده كل ما في حسابه من أموال!
يشرح (ن. غ) لـ”صُبرة” ما حدث بالقول إن المخلص المزعوم، طلب منه إرسال سجل المؤسسة المراد إلغاؤها، وبعد مساومة على المقابل المادي ـ طلب 3000 ريال في البداية ـ عرض عليه المواطن تحويل 1200 ريال فقط قيمة أتعابه، لأن المؤسسة متوقفة عن العمل أصلاً، وعليها ايجار متخلف منذ سنتين، وعليها إيقاف خدمات من المحكمة العمالية بسبب قضية، فتظاهر “المخلص” بالموافقة، وطلب تحويل المبلغ مسبقاً، لكنه رفض، واتفقا في النهاية على إنهاء الإجراءات بداية من إلغاء السعودة ومن ثم الذهاب إليه ودفع المستحق.
“نصب” على نار هادئة
يضيف (ن-غ) أن المخلص أخبره بوجود رسوم بقيمة 100 ريال لا بد من تسديدها؛ لذا سيقوم بإرسال موقع سداد قائلاً له “تطمن إنه موقع رسمي”، وشرح كيفية استخدامه والتسديد وأرسل صورة من فاتورة السداد يخبره فيها كيفية الدفع مشيراً إلى خانة مدفوعات حكومية حتى يختارها ويدفع، وقال له “سدد، وأرسل الفاتورة.. أنا أنتظرك.”
ويصف (ن،غ) الأمور بأنها “كانت طيبة مع هذ المحتال”، مشيراً إلى أنه فتح الرابط و”المخلص” بدوره يخبره ماذا يفعل، وماذا يختار.
يصمت (ن. غ) قليلاً ثم يواصل سرد قصته بقوله ” لم يصلني الكود الخاص بالسداد فأخبرته فأجابني “أنتظر شويات طال عمرك”.. ثم سألني: هل بياناتك المدخلة صحيحة؟ وحينما تأخر السداد عرضتُ عليه أن أدفع من البنك فأصر أن يكون من موقع سداد فقط.
وحينما عجزت عن استلام الكود، أخبرني بأنه سيرسل لي رابط سداد آخر، ربما لأن “الموقع معلق”، وفعلاً أرسل الرابط ومعه رقم المفوتر الذي يمكنني إرسال المبلغ عليه، وعندما استفسرت عن هذا الرقم، أجابني بأن هذا موقع سداد، الذي طلب مني إدخال رقم المفوتر والتسديد وبعدها جاءتني رسالة نصية بإضافة مستفيد عن طريق حسابي البنكي، ووصلتني كلمة مرور لمرة واحدة لدخول حسابي عن طريق التطبيق المباشر، رغم أني لم اسجل في “مباشر”، ليظهر لي اسمه (ع. ع. ي. س) ولينتهي كل شيء خلال 4 دقائق تم تحويل مبلغ 7900 ريال من حسابي البنكي! حينها طلبت من البنك إيقاف الحساب، وحاول المحتال أن يسحب مبلغا آخر بقيمة 1580 ريال لكنه لم يستطع بسبب إيقاف الحساب.
أسئلة مشروعة
المشكلة تتلخص في كيفية إضافة مستفيد تحول إليه الأموال دون علم صاحب الحساب الأصلي، ودون الرجوع اليَّ ولم تصلني رسالة من البنك تطلب اضافة مستفيد او التحويل . علمآ ان حسابي وحساب المحتال في نفس البنك، ولايمكن استرداد اموالي!
ألا يعني هذا وجود ثغرة بنكية تمكن المحتالين من سرقة أموال الناس دون الرجوع لصاحب الحساب؟ وما مسؤولية البنك ـ كوسيط مؤتمن ـ في هذه الحالة، خاصة وقد تكررت قصص مأساوية مشابهة؟