صفوى.. الابتدائية الخامسة.. ملاحظات تمسّ سلامة بناتنا مكيّفات حارّة.. وتقطر ماءً.. وأسلاك غير آمنة
“عوداً حميداً”
أول رسالة تخاطب عينيك وقلبك ما إن تفتح الصفحة الرئيسية للمنصة المدرسية، وهي عينها ما ترحب به مداخل أغلب مدارسنا إن لم يكن جميعها.
شكرا لك يا رب على أن أعدت أبناءنا إلى أحضان مدارسهم، ثم لولاة الأمر الذين بذلوا الكثير في سبيل استمرار العملية التعليمية حتى أثناء الجائحة.
عوداً حميداً لكل جميل، عوداً حميداً وتعني خليقاً بالتقدير والثناء، فعلا إننا نريد أن يكون العود تماما كما تبثه لنا رسائل وزارة التعليم من اهتمام بالغ بكل ما يخص التعلم، فمن الكتاب والدرج والكرسي والفصل وغرفة المصادر وكذا المختبر والمدرسة وحتى حافلة النقل المدرسية كلها بأجمعها نريدها كما وعدتنا الوزارة غاية الجاهزية لبدء العام الدراسي الجديد، ولكن هذا ما خالف كل ما تصبوا إليه نفوسنا نحن أولياء الأمور.
لقد عادت ابنتي في اليوم الأول من مدرستها منهكة ويبدو عليها الإعياء وذيل مريولها المدرسي مبلل بالماء كأنها للتو قد خاضت في بركة، ولم يكن اليوم الثاني بأفضل من سابقه فقد عادت أيضاً كما اليوم الأول مع رعاف نتيجة الجو الحار الخانق في الفصل. للأسف لقد اجتمع في فصل ابنتي ثلاث عوامل اذكر اثنين منها: المكيف الحار.
والماء الذي يتقاطر من جهاز التكييف داخل الفصل.
وهنا كان علينا أن نخاطب المدرسة لإيجاد حل سريع، وكان الاقتراح بأن تنقل الطالبات لفصل آخر أو أي غرفة شاغرة أخرى، إلا أن الجواب كان لا يوجد نظراً لتكدس طالبات مدرستي الابتدائية الأولى بصفوى (بعد نقل طالباتها) والمدرسة الخامسة التي يخصها المبنى، وعند مراجعة الإدارة في اليوم الثالث أجابوا بأن الفصل اليوم أفضل من اليومين السابقين حيث أن التكييف أفضل وليس هناك أي ماء يصدر عنه، وقد تم الرفع للصيانة بشأن عدم كفاءة التكييف في المدرسة بشكل عام، غير أن ابنتي استبقتني لرؤية فصلها فكانت الصدمة وهي ثالثا..
لم يكن المكيف الحار ولا المياه التي قد تؤدي إلى اتساخ المريول المدرسي أو على الأكثر إلى الانزلاق إلا جزءاً من الحلقة التي يدور فيها الطالبات وأولياء أمورهن لسنوات. مشاكل عديدة ليس أهونها حرائق هذه المدرسة المتكررة..
لقد كانت الأسلاك الكهربائية ملقاة على الأرض، وأسلاك البروجكتر الغير موصولة أيضا متدلية لحين إيصال البروجكتر بها..!!!
ماء وكهرباء..؟!، وبشكل تلقائي تزاحمت في ذهني النتائج المحتملة لمثل هذا الوضع، فتحدثت مباشرة إلى مراقبة الدور فاقترحنا وضع السطل حتى يجنب بناتنا خطرين أهونهما الانزلاق وأشدهما حدوث صعق كهربائي أو التماس وحريق، وعاودت الحديث لمشرفة الصيانة في المدرسة بأن الماء لازال موجوداً وليس كما أخبرت سابقاً فقالت نعم لقد رأيته.!!!
إذاً فالإدارة ومشرفة الصيانة لا علم لهم حقا ولكن تمت اجابتي بأن الوضع مطمئن و”كل شي تمام”.
في ذات اليوم زارت المدرسة أمهات أخريات ووثقن مثلي الحدث.
وعند عودة بناتنا للبيت كان الاتفاق من جهة الأمهات على أن تتجدد المطالبة بإيجاد حل حقيقي، وخلال اليوم نفسه تم رفع شكاوى لوزارة التعليم عبر برنامج (تواصل) بما يخص هذا الموضوع وأخبرونا بأن الرد سيستغرق يومين إلى ثلاثة أيام عمل، وهنا تم إبلاغ المدرسة عبر القروب الرسمي لفصل خامس ( د) بأمر رفع الشكوى، وأن الطالبات مع الإلحاح على إيجاد حل مناسب.
في يوم الأربعاء الموافق ٢/٤ غابت الأغلبية وحضرت المدرسة ٧ طالبات من الفصل، وبعدها تم نقل فصل بناتنا إلى غرفة أخرى في المبنى، والحمد لله فصل بتكييف بارد، لا ماء في الأرض، ولا أسلاك تتدلى، والشكر موصول لإدارة المدرسة على توفير فصل حقيقي لبناتنا، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى يستمر مسلسل الإهمال هذا؟
المدرسة لا تقتصر على فصل ابنتي، وإن كنت طالبتُ ومعي بعض الأمهات بتغيير وضع خطر، فإن الفصول الأخرى لا تختلف كثيراً، سوى أن الأمهات هناك كنّ أكثر تحفظاً، والخطر موجود إن لم يكن في فصل ابنتي ففي الفصل المجاور.
المدرسة مكتظة وحارة بل خانقة والنظافة حدث ولا حرج فبناتنا يذهبن للفصول وهي كما تركوها لم تنظف فما هو مرمي من الأمس لازال موجوداً على الأرض اليوم وذلك حتى يأذن الله!
إن المطالبة تجلجل في المدرسة الخامسة بصفوى حتى تكاد تقطع حبالنا الصوتية، ونتمنى أن تجد لها أذناً واعية.
المواطنة: تكتم سعيد