أميمة الزاير.. ذاكرة لوحة لباب الكعبة الشريفة
نرجس الماجد
أميمة مبدعة في كل شيء، من أسلوب حياتها إلى إبداعها الفني.
لن أنسى حفاوة استقبالها وترحيبها بي وكرمها وسخائها وتعاونها معي لم تشعرني بأنها أفضل مني بل بذلت كل ما تستطيع لمساعدتي عندما استلمت مادة التربية الفنية لتدريسها معها، وحتى أغراضها وأدواتها شاركتني إياها.
عشرون سنة كنا رفيقتين في كل شي، كنا أنا وهي كيان واحد لم يحدث بيننا أي سوء فهم حتى حين تقاعدها تركت كل شيء لي لم تأخذ معها أي شي، حتى لوحتها التي نفذتها قبل تقاعدها بأناملها الذهبية ولم تكملها تركتها لتجسد فيها يوم رحيلها وهي لا تعلم أنها ستظهر يوماً ما وكأنها خططت واختارت أن تكون هكذا نهاية رحلتها في هذه الحياة نهاية جميلة بيضاء صافية نقية مضيئة كجمال روحها ولباقة حديثها المليئ بالذوق والأناقة والحب والجمال تدعمه بابتسامة جميلة خجولة لا تفارق محياها.
لوحة كانفس نفذتها عام ٢٠١٣ وضعت بها بعض الوسائط والخامات المختلفة لتكون متنوعة ومرتبة في تكوين فني جميل إبداعي بحيث تنتقل العين من جزء إلى آخر دون ملل وضعت به قطعة معدنية على شكل باب الكعبة في مركز اللوحة ليحتل مركز السيادة وقطع أخرى من نفس الخامة بحجم أصغر محفور عليها سورتين من القرآن الكريم، وأخرى محفور عليها صورة مسجد ونثرت حول هذه القطع المعدنية حلقات متدرجة في أحجامها لتربط بين تلك العناصر وشريط من القماش مزخرف بزخارف نباتية جميلة وتركت خلفية اللوحة بيضاء لم تضف عليها أي لون، لوحة طابعها إسلامي دليل على ارتباطها وايمانها القوي بالله ولكن عندما رحلت عن هذه الدنيا اتضحت معاني كل جزء من أجزاء لوحتها الجميلة.
قبل أن ترحل بشهرين قامت بتأدية مناسك الحج، وقبل رحيلها بدقائق قرأت القرآن، والحلقات المتناثر هم الأحبة من حولها وشريط الدانتيل الجميل هو جمالها وأنوثتها وأناقتها وذوقها الرائع وأسلوبها الراقي.
حبيبتنا أميمة أنت كالجنة، رحلت لتخبرينا أن الطيبون لا يدومون طويلاً، سنتذكرك بالدعاء يا روحاً فارقت الحياة ولكن لم تفارق مخيلاتنا، ولن تفارق قلوبنا المتألمة لفراقها، لقد نقشت بريشتك في قلب كل منا لوحة الحياة لتمضي أنت إلى لوحة السماء.
يا ملاكنا الطاهر النقي رحمك الله وأسكنك فسيح جناته وحشرك مع محمد وآل محمد.