دمعة في الأحساء.. الرقيب فهد الكليب.. أنقذ أماً وطفلها.. ولقيَ ربّه "القلب الطيب".. شيعه زملاؤه.. ورثاه مجتمعه
القطيف: شذى المرزوق
بدموع حارقة، وعبارات تفيض بالحزن والآسى، رثى مغردون رجل الأمن الرقيب أول فهد بن سالم يوسف محمد الكليب، الذي أبى أن يفارق الدنيا، إلا بعد أن يصنع الخير، عبر موقف إنساني، دفع ثمنه حياته.
وتعرض الكليب، البالغ من العمر 33 عاماً لحادثة دهس من سيارة مسرعة، بعد لحظات من مساعدته أماً وطفلها في عبور طريق الملك عبدالله الدائري، بجوار منتزه الملك عبدالله في الأحساء.
وبحسب ما نُشر في “تويتر”، اصطدم الكليب بالسيارة أثناء عودته إلى دوريته الأمنية، بعدما ساعد الأم وابنها في عبور الطريق إلى الجهة الأخرى من الشارع، خوفاً عليهما من الدهس.
وكان الكليب يشارك في تأمين احتفالات الأحساء باليوم الوطني، وتوفي متأثراً بجراحه، وقد تم تشييع جثمانه ودفنه عصر أمس (السبت) بحضور عدد من القيادات الأمنية في المنطقة الشرقية، يتقدمهم قائد الدوريات الأمنية في المنطقة.
الأخ الأصغر
وقد أثار خبر وفاة الكليب موجة حزن كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي. وشدد مغردون على دور رجال الأمن في تأمين الفعاليات والمناسبات الكبرى. وقالوا إنهم عرضة للخطر مقابل استتباب الأمن وخدمة المواطنين.
وذكرت جمعية إكرام الموتى في الأحساء “تم تشييع الكليب والصلاة عليه في جامع أبي عبيدة، ودفنه في مقبرة الشقيق”. وفهد هو الأخ الأصغر لمدير إدارة المساجد والدعوة والارشاد في الأحساء عبد العزيز الكليب.
القلب الطيب
وكان أول من أرثى الكليب، زميله عبد الله الدوسري، الذي غرد عبر حسابه في “توتير” قائلاً “يمال الجنة يابو وسمي، صاحب القلب الطيب المحب للخير، البطل فهد الكليب إلى رحمة الله، الله يغفر لك ويرحمك، وتبقى ذكراك في قلبي يا أخوي، وفي قلوب أهل الأحساء، انشهد أنه فارق الصف رجال”.
سائق متهور
وكتب خالد الحربي “رحم الله فهد الكليب الذي ضحى بنفسه لإنقاذ طفل وأمه من أمام سائق متهور، مما تسبب في إصابته، ثم وفاته”. وأضاف “قدر العسكريين أن يكونوا فداءً للوطن وقيادته وشعبه، تزف القطاعات العسكرية شهداء الواجب ثمناً لاستقرار هذه البلاد، اللهم ارحم شهداءنا، وأنزلهم الفردوس الأعلى واحفظ بلادنا”.
شهيد الواجب
من جهتها، كتبت هيلة العساف “في يوم الوطن، لم ير القول في حبه كافياً، فأثبته فعلاً، تقبله الله وأعلى منزلته وأجزل مثوبته وأبدله بشبابه وإخلاصه جنات لا مدى لها.. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
بينما دوّن محمد الخربوش تغريدة، قال فيها “رحم الله البطل الشجاع فهد الكليب، وغفر له برحمته ورضوانه، وقدم نفسه شهيداً بإذن الله في موقف بطولي، هو من سمات الشجعان، خالص العزاء لأسرته وذويه”.
وعلق عبد الله صالح “الله يرحمه ويغفر له، نعم الرجل بشهادة الجميع من أصدقاء وأقارب وجيران”.
وفي السياق نفسه، غردت مريم الحكمي قائلة “رجل والرجال قليل، الله يعوض شبابه الجنة، ويربط على قلب والديه وزوجته اللهم آمين”.