طريق الملك عبدالعزيز.. عمره يعادل عمر بلدية القطيف أسّسه خالد الفرج سنة 1928.. ومدّه مجلس التخطيط وسفلته حسن الجشي.. وطوّره القرني
القطيف: صُبرة، خاص
طريق الملك عبدالعزيز.. آليات البلدية بدأت اليوم في إزالة مبانٍ منزوعة الملكية لصالح تطوير أول طريق عرفته مدينة القطيف، منذ سنة 1346هـ.. أول طريق يمكن أن تستخدمه السيارات.
ويمكن القول إن عمر هذا الطريق يُضارع عمر البلدية نفسها التي تأسّست في ذلك العام، بأمر من الملك عبدالعزيز، رحمه الله، وبإشراف أول رئيس لها، الشاعر خالد الفرج. وحسب استقصاءات الشاعر والمؤرخ عدنان العوامي؛ فإن خالد الفرج وضع أول أساسات تطوير ما يُعرَف اليوم بـ “مدينة القطيف”، وقبل ذلك؛ لم تكن هناك مدينة بالمعنى الحرفيّ؛ بل إن مدينة القطيف الحالية؛ إنما هي مجموعة قرى متقاربة، ومنفصل بعضها عن بعض، إما بأسوار أو بمساحات زراعية.
وما حدث منذ 98 سنة حتى الآن؛ هو إزالة أسوار، واختفاء مساحات زراعية، والْتحام قرى، ومن ذلك كلّه تكوّنت مدينة، من القلعة، والشريعة، وباب الشمال، والجراري، والمدارس، والكويكب، والدبابية، والشويكة، إضافة إلى الأجزاء الشرقية والشمالية والغربية الحديثة التي كانت بحراً أو نخيلاً.
خالد الفرج.. أسس البلدية سنة 1346 بأمر من الملك عبدالعزيز
بداية الهندسة المدنية
طريق الملك عبدالعزيز؛ كان نواة العمل الهندسي المدني في القطيف، وهو عمل بدائيٌّ أراد منه خالد الفرج، سنة 1928 (تقريباً) أن يسهّل دخول السيارات إلى القطيف، ويُشير العوامي إلى أن أول عمل في طريق الملك عبدالعزيز؛ بدأ بـ “المنفذ المؤدِّي إلى مدينة سيهات، ومنها إلى الدمام والخبر والظهران قديمًا”.
هذا الطريق بدأ أولاً “من الزاوية الجنوبية الشرقية لسوق الجبلة”. وبتقريب الموقع اليوم هو من نقطة تقاطع طريق الملك عبدالعزيز وشارع بدر”. ولكن امتداده لم يكن لا شمالاً ولا جنوباً كما هو امتداده اليوم.. بل يضيف العوامي: خالد الفرج “عمد إلى نزع ملكيات لشقّ طريق آخر.. فقام بتأهيل الطريق من نقطة التقائه بسكة الحرية (شارع بدر) ونخل الطف، وسور الدبيبية، واضطر لشطر المقبرة شطرين، وقطع الجزء الذي يعترض الطريق من بيت الحاج جواد الشيوخ، وبذلك فتح الطريق الموجود الآن باسم (شارع الملك عبد العزيز)بدءًا من سوق الجبلة، مرورًا بسكة الحرية (شارع بدر)، منعطفًا نحو الدبيبة ثم الشويكة، وعندها ينعطف نحو الجنوب، فيخترق الشويكة باستقامة، مجتازًا نخل البدري ونخيل العياشي إلى عنك وأمِّ دعيلج”.
سور بلدة الدبيبية.. هنا الطريق الأول المعروف حالياً بـ “شارع 6″، قادماً من سوق مياس إلى مقبرة الدبيبية
ويضيف “وقرب سيهات يتفرع الطريق إلى طريقين، أحدهما يتجه غربًا نحو القرين، والنابية ويرتبط بالطريق الذي يربط الظهران برأس تنورة، والآخر يستمر إلى سيهات حتى واحة الخضرية، ثم ينقسم إلى طريقين أحدهما يتجه غربًا فيرتبط بطريق الظهران رأس تنورة سابق الذكر، والآخر ينجه شرقًا نحو الدمام ومنها إلى الخبر والظهران”.
ويقول “اعترض الحاج جواد الشيوخ على هدم ذلك الجزء من بيته، وقدم شكوى ضد خالد الفرج لدى المجلس البلدي، لكن المجلس البلدي ساند خالدًا في تصرفه”.
العوامي يستنتج أن هذه “هي الطرق التي افتتحها الفرج في القطيف، علاوة على الطريق المعروف بطريق الخناق، المؤدي إلى حمام (أبو لوزة) الأثري، ومما ينسب إلى خالد (رحمه الله) تشجير الطرق، وترميم العلامات الإرشادية في المقطع المؤدي إلى جزيرة تاروت”.
طرق القطيف الأولى
وهذا يعني أن طريق الملك عبدالعزيز لم يمتدّ ـ داخل المدينة ـ إلا بطول المسافة عند شارع الرياض جنوباً.. فمتى امتدّ الطريق باتجاه الشمال وصولاً إلى طريق أحد..؟
في عهد خالد الفرج، حسب استقصاء الباحث العوامي، شُقّت في القطيف طرق، أهمّها:
– شارع الشماسية – البستان شرق غرب، من بدايته عند الحد الشرقي لحي الشماسية، وحتى شارع الإمام علي في الغرب (مخبز أبو السعود الآن): نفذ قبل سنة 1379هـ. وهو الطريق المعروف ـ حالياً ـ بـ “شارع المدينة المنورة”.
– شارع السطر (شارع الإمام علي حاليًّا)، من بدايته في الجنوب عند بلدة الدبيبية حتى نخل النزهة (الحسينية الفاطمية حاليًّا)، منعطفًا إلى حي الوسادة، ثم ينعطف إلى بلدة البحاري.
– شارع الحرية (بدر حاليًّا) من سوق الجبلة باتجاه الشرق إلى نهايته في البحر (حاليًّا شارع الجزيرة)، تم في ميزانية البلدية المبتدئة من رجب 1381هـ، والمنتهية في جمادى الثانية 1382هـ، ويتفرع منه الجزء الجنوبي من شارع الفتح، بدءًا من ارتباطهما عند سوق السمك، في الجنوب حتى نقطة اتصاله بشارع الخليفة عمر، وقد تمَّ تنفيذه في عهد يوسف المعيبد، رحمه الله.
– شارع المدارس، من بداية بلدة المدارس باتجاه الغرب وحتى شارع السطر (الإمام علي حاليًّا)، في الفترة نفسها فترة يوسف المعيبد.
امتداد الطريق شمالاً
وفي عهد المعيبد، نفسه، جاء مشروع امتداد طريق الملك عبدالعزيز نحو الشمال، وتحديداً سنة 1380هـ، ومن قبل مجلس التخطيط الأعلى. وكان هذا الامتداد محدوداً، إذ لم يقطع إلا المسافة بين مقبرة الدبيبية وبين شارع أحد فقط.
كما قرّر مجلس التخطيط المضي بالطريق شمالاً في مرحلة لاحقة، وهي المرحلة الأولى أزيلت فيها سوق “السكة” من أجل مدّ الطريق إلى منطقة تقاطعه مع شارع الخليفة عمر، وهي نهاية السكة، عند السوق المشهورة بـ(سوق شمال)”.
أزيلت سوق السكة في عهد حسن الجشي، تنفيذاً لمشروع تمّ إقراره قبل عهده
ثم في مرحلة لاحقة؛ وصل امتداد الطريق حتى نخل “الشماسية” فقط، ودون سفلتة.
وفي عهد حسن الجشي؛ تمّت السفلتة والإنارة، من بلدة الشويكة حتى نهاية الشارع عند نخل الشماسية.
وفي مراحل لاحقة؛ امتدّ الطريق شمالاً أكثر، حتى نقطة التقائه بطريق أحد. كما شهد مراحل تطوير متباعدة، من السفلتة والتشجير وتغيير الأرصفة والجزيرة الوسطية من بعض أجزائه. على أن وضعه لم يتغيّر بشكل عام، فهو مزدوج من نقطة تقاطعه بشارع الرياض إلى نقطة تقاطعه بشارع بدر، ثم يمتدّ بمسارين وجزيرة وسطية حتى تقاطعه مع شارع الخليفة عمر، ثم مزدوجاً حتى الدوار، ثم بمسارين حتى التقائه بطريق أحد.
الطريق في الستينيات مطلّاً على سوق الخميس القديم (أرشيف رجل الأعمال عبدالعزيز المحروس)
صورة جوية للطريق في الستينيات وفي نهايته يظهر نخل الشماسية وغابة القرم في البحر
طريق الملك عبدالعزيز في أواخر الستينيات أو أوائل السبعينيات (أرشيف رجل الأعمال عبدالعزيز المحروس)
الطريق في أواخر الثمانينيات (أرشيف رجل الأعمال عبدالعزيز المحروس)
التطوير الحالي
ويأتي مشروع التطوير الحالي؛ ليمتدّ الطريق إلى مسافة 5 كيلومترات، وعرض 60 متراً، وبمسارين، وجزيرة وسطية بالكامل.
وقد بدأت اليوم المرحلة الأولى من إجراءات إزالة العقارات الواقعة في امتداد الطريق، وتبدأ مراحل الإزالة من شارع الرياض جنوباً من حي الشويكة متجهاً شمالاً وصولاً إلى مستشفى الأمير محمد بن فهد بحي الناصرة. ويتضمن ذلك إزالة 521 عقاراً من كلا الجانبين، حسب تصريحات رئيس البلدية الحالي المهندس صالح القرني.
اقرأ أيضاً
عملياً.. الآليات تزيل المباني المنزوعة من طريق الملك عبدالعزيز