رسائل بلا عنوان
ثمة مَشاعر لا يجوز أن تذهب إلى أحدهم، ثمة أحاديث ليْتها ما قِيلت، تضحيات ليتنا لم نقُم بِها، أعذَاراً..
في بعض الأحيان يتعرض الإنسان إلى صدمات موجعة، فيعجز بها عن البوح وأحياناً يجعل وصف الظروف أحكاماً تحكمنا بقدر المستطاع، بعد أن يعيش صراعات سلبية ويعد كل شيء بحد ذاته صعوبة! لم يفهم ماذا تغير وماذا حصل وهل ذلك الأمر شاقّ أم سهل..!
هناك الكثير ممن حولنا نعدهم كنوزاً راقية، نقدرهم بمعنى الوفاء، وكأن حياتنا لم تصنع يوماً الأشواك في عثرات طرقاتنا.. الكثير في واقعنا يثبت لنا أثر التضحية بالأفعال والمواقف.
كم عزيزاً على القلوب لا يقف معنا في أشد حاجتنا إيله في أوقاتنا الصعبة، فهو فقط يلجأ إليك في أوقات الفرح والسرور التي ـ رغم سعادتك بها ـ تنسى أن تعد المحاولة للبحث..
حين تحتاج إليهم في أصعب لحظات الحزن، لا تجدهم برفقتك، رغم معرفتك بهم سنواتٍ، وتعد وجودهم جزءاً منك، تظن أن من المستحيل أن يغيرهم الزمان، حيث تصنع روحك المستحيل ليبق مثمراً في أعينهم، وتقف بلا عوائق وكأنك سندٌ وكتف لا يميل أبداً
بعضهم يعد البرود شيئاً أساسياً بتجاهل العلاقات، لتصدمك نتائج أفعالهم، لكننا ليس مجبرين على أن نركض وراء من تجاهلنا.
بعضهم يخلق المبررات والأعذار بحجة الانشغال، فيخطر ويجول في بالك ألف سبب لتعلم وقتها ماذا كانت تعني تلك الأعذار!
بعضهم يعود عندما يشعر بأنه في أمسِ الحاجة إليك، ليعود وكأنه لم يبعد مسبقاً ليصلح ما مضى وفات.
بعضهم يُعدّ تمثيل الدارما أسطورة تعني بها لحظات المعاناة في واقعهم، لكن أرواحنا لم تخلق عبثاً لتضعف أمام من خذلنا، وأكمل مسير حياته بعيداً، برغم أننا لم نتعلم قسوة مشاعرنا.
مهما أخذنا الوجع بشدة واستغرق منا الوقت الطويل للرد على أسئلتنا بعد أن نستجوبها بأنفسنا.
لسنا بملائكة لا نخطيء، نحن نُخلق مرة واحدة لا يعودنا الزمن مرتين فكلما كبرنا تعلمنا من تجاربنا في الحياة، فأحدهم أيديهم تصنع الانكسار، نتعلم من حياتنا أاشياء لنجعل الآخرين لا يستطيعون كسب أوراحنا مرتين.
عمر الانكسار لا يعود كما كان في السابق، وليس بيد الآخرين قرارتنا.
نحن من نقدر المواقف من أثر طعناتهم القاسية التي تعرضنا لها.
بعد كل ذلك نمضي بنسيان لنعيش حياتنا دون تفكير..
لعل كل شيء نفعله يكون أفضل الحلول..
تهاني أبو فور