الأحساء.. هبوط أرضي يهدد “حلم العمر”.. و”بلدي” تدرجه في المشاريع المستقبلية
من الصعب جداً أن يكون حلم عمرك مهدد بالانهيار وتلجأ إلى من بيده الحل فيكون رده: يُدرج ضمن المشاريع المستقبلية، أو أن تحاول بقدر استطاعتك أن توجد حلا؛ فتجد نفسك ككرة تتقاذفها الأقدام، ومسؤول يحيلك إلى مسؤول، أو أن تقف أمام موظف لا يعلم عن صلاحيات دائرته شيئاً فينهي مقابلتك بجملة: ليس من ضمن صلاحياتنا، فتبهته بسؤال: فهي صلاحيات من؟، ليرد بعد زرد ريقه: لا أعلم ولكنها ليست عدنا.
وبين ما يجبُ وما يكونُ في الواقع مساحة مليئة بموظفين ومسؤولين بعضهم جدير بمكانه وأهل له وبعضهم يعطيك انطباعاً بأنه تُرك في هذا المكان سهواً، أو عن طريق الصدفة.
وفي الأسطر التالية يحكي المواطن حسين آل اسعيد مشكلته التي ابتدأت قبل سنة، وما زالت تتطور بسرعة مهددة بيت العمر، الذي سكنه العام الماضي، بخسائر فادحة ليس بمقدوره إيقافها أو حتى تداركها.
القصة من البداية:
ابتدأت المشكلة، قبل سنه تقريباً، بعد تمديد الصرف الصحي للمنزل بهبوط بسيط في الأسفلت والرصيف الملاصق لبيتي عن المستوى الطبيعي، وتزامن هذا النزول مع توجه البلدية لتوحيد أرصفة حي العليّا المجاورة للمنزل بالطوب الأحمر.
ومن فوري قمت بإخبار المقاول المسؤول الموجود في الموقع عن المشكلة، وطلبت منه عمل صيانة للرصيف، لكنه، وللأسف، لم يتجاوب مع طلبي، في حين أن الصيانة تمت في أغلب البيوت المجاورة.
بعدها بفترة وجيزة زادت درجة الهبوط بشكل ملحوظ، لذا رفعت بلاغاً في منصة بلدي، يشرح المشكلة، وجاءني الرد من المنصة برسالة كتب فيها: تم الحل، وتم إغلاق البلاغ.
عندها تواصلت مع المسؤولين عبر أرقام التواصل للمنصة، فكان الرد أن الرصيف من مسؤولية صاحب المنزل، وهنا كان لابد أن أنتقل إلى جهة أخرى في سبيل الوصول إلى حل المشكلة، وتواصلت مع المطور العقاري، فوقف على المشكلة، وأخبرني أن الخلل من الشارع وليس من المنزل، فالهبوط في الإسفلت والرصيف نتيجة الصيانة التي تمت بطريقة غير صحيحة للصرف الصحي.
ومرة أخرى قمت برفع بلاغ في منصة بلدي، وأيضاً تم إغلاق البلاغ كما في المرة السابقة بجملة “تم الحل”، من غير أن يُحل شيء ويحرك ساكن، أو يوقف متحرك.
ثم تواصلت معهم عن طريق الهاتف، وأخبروني بأنه تم تحويل المعاملة إلى خدمات المياه والصرف الصحي، والسبب أن البلدية ليست المسؤولة عن الهبوطات الأرضية، وعلى جناح السرعة تواصلت مع المياه والصرف، قسم الشكاوى، ومن هناك تم تحويلي للبلدية، والسبب أن الإسفلت والأرصفة ليست من ضمن مسؤولياتهم.
وبعد كثير من التفاصيل التي يدوخ فيها مواطن مثلي لا يعرف أين يتجه، وكلما اتجه لباب أغلق في وجهه، رفعت بلاغات أخرى في منصة بلدي، وكلما ازداد الهبوط زادت مخاوفي، وزاد الأمر تعقيدا، ثم طلبت من الجيران رفع بلاغات في المنصة، فإن كان المنزل المتضرر لي، فالشارع الذي هبط ليس لي وحدي، وبالفعل تجاوب كل الجيران معي ورفعوا بلاغات في المنصة، وجميعهم أُغلقت بلاغاتهم دون الوصول إلى حل، ودون التواصل معهم.
جاء موسم الأمطار وتفاقمت المشكلة، استمر الهبوط بوتيرة متسارعة، ودخلنا في مرحلة أقرب للخطورة، فقد انكشفت أساسات سور البيت، و شُرخ الجدار، ووصل الهبوط إلى الممشى الداخلي في منزلي، وفي الخارج زاد هبوط الرصيف والإسفلت بدرجة تشكل خطورة للسيارات والمشاة، كما بدا الشرخ في الإسفلت واضحاً باتساع دائرة الهبوط، منذراً بتجويف أرضي قابل للانهيار في أي لحظة، وبعد ذلك رفعت بلاغاً شرحت وأوضحت وبينت فيه كل الإشارات التي تدل على أن الأسوأ قادم لا محالة إن استمر الوضع على ما هو عليه، إلا أنهم أدهشوني بسرعة استجابتهم وبرسالة تقول: يُدرج ضمن المشاريع المستقبلية، كان ذلك بتاريخ 6 مارس 2023م، وما زلت في حيرة من أمري والسؤال يتردد صداه في رأسي: أين يتوجه المواطن إذا وجد نفسه في مشكلة كبيرة، ولم يجد موظفاً مسؤولاً بحجم المشكلة؟.
المواطن: حسين علي آل اسعيد
الأحساء / الهفوف
شوارع الاحساء كلها خارج التغطية
لك الله يا حسين.. الله يفرج عنك؛ احتمال يجونك ويقولون ايل للسقوط وتطلع من بيتك، وشقا العمر يروح وتعيش متاهة الإيجارات.