منظومة القيم
صادق المحسن
إذا نظرنا إلى منظومة القيم نجد أن بعضها مستقر في الجزء الواعي من الدماغ بينما الجزء الآخر من القيم يتمركز في منطقة اللاوعي.
عقبات التطور تتمركز في منطقة اللاوعي، وتبدأ غالباً منذ الطفولة حيث تتحول جميع القيم التي يستجيب لها العقل إلى ردات فعل تجاه أحاسيس عميقة في منطقة اللاوعي، فإذا كان لدى الشخص خوف من مواجهة الآخرين فالجرح الناجم عن ذلك هو الإحساس بأنه مرفوض وغير مقبول، وبالتالي تظهر مشكلة الخضوع للآخرين ومحاولته نيل رضاهم أو استحسانهم.
وحين تبدأ رحلة استكشاف الذات يتكون وقتها ألم في منطقة اللاوعي حيث يتغلغل في طبقة العقل الناجمة عن ردات الفعل اللا إرادية، وخلال ذلك تسير الحياة مع كل تلك الآلام، وفي النتيجة ينجم من كل ذلك شخص لديه مخاوف ومشاعر سلبية سواء أكانت تلك المخاوف من مواجهة الآخرين أو غيرها من الجروح المختلفة
كمحاولة الحصول على استحسان الآخرين وربط هويته بهم، ويعيش ضمن دائرة القبول أو الرفض.
وبين محاولته الخروج من هذه الدوامة، ورفض الواقع المعاش، ومحاولة التغيير يعيش الألم.
والصدمة تكون في عدم قدرته على الخروج من هذه الدائرة التي وقع في خضمها، لأن العقل ببساطة يكون وقتها متمسك بكل تلك القيم والأفكار، فهي التي تعطيه الأمان وتغذي عنده الأنا المزيفة؛ هنا يجد نفسه محصوراً ضمن دائرة ردات الفعل (الخضوع)، وفي المقابل تضعف لديه آلية الدفاع عن النفس مثال ذلك/ اللجوء إلى شراء الماركات والتمسك بردات الفعل لإعطاء ذاته قيمة من خلال ذلك
كل ذلك من أجل شحذ الثقة بالنفس والرغبة القوية في الشعور بالأمان.