رائحة وفاء
فريال علي الشيخ صالح
أخبرتها أنني الملامح الباهتة
التي تعج بترهات الحياة
أخبرتني أنها قوية بما يكفي لتعوضني
متاهات الحزن
تعبرني من خلال ضحكة وعيون براقة
كما لو أنها خطفت قلبي منذ ذلك الزمن المهترئ
تغير لي ملامحي بلحظة عابرة
وكأنها واثقة بتقلب مزاجي فور مداعبتها لمشاعري
ومن تمثال ملامحي الصامتة أزالت كل بقايا التجاعيد الشائبة التي جسّدت آثارها بسنواتي الماضية
لتنقلني لزمن مزهر تتفتح به حدائق الياسمين وتنتشر به رائحة الوفاء.
أحاديثها سلوان قلبي و ضمادة حزني، وجودها بجانبي يريح كل ما تبقى بي من شتات.
كلماتها تعيدني للحياة والواقع والمنطق، ترتبني حيث انتهيت وتبعثرت.
وتعالجني من وجد الصمت وترمم ما كان فيني من بقايا شجن وحزن.
كم تمنيت تكرار شخصها عشرات المرات فقط لأني أريد انتشار رائحة وفائها في أرجاء العالم.
أريد تكرارها بحياة كل الناس، كل من يرى العالم بعين صديقة ويعشق روائح الوفاء .
لم تكن يوماً نائية، لم تتوان عن دعمي، قوية بما يكفي لتسندني، هي ظهري وكل صلابتي هي نعمتي وحاجتي.
تعالجني بكل الوسائل وتأتيني بكل الطرق.