أنوثة مميزة قد تتكرر
فريال علي الشيخ صالح
أراحت ضميرها عندما تسلل دفء أشعة الشمس إلى نافذتها الطويلة، وأصبحت تسري تحت قدميها وتُليّن أصابعها المجمدة فقد كان فجراً بارداً لولا وضوح الشمس لما كانت هانئة دافئة بأفكارها وأكوابها.
هذه المرأة الناعمة تفوح منها ذاكرة الأنوثة وترتقي بها علامات الصمت والطمأنينة، أخذت تدير بعينيها عند تلك النافذة وإلى تلك المشاهد التي تطل عليها، هُنا يتضح الصباح المليء بالنشاط والحيوية مع حركة السيارات وتنوع المواقف والمارة، أصبحت تراقب بصمت وكأنها ستكتشف شيئاً مغايراً للعادة، لكن سرعان ما تحولت عقارب الساعة إلى موعد خروجها، تنهدت بصوت منخفض فهي الآن أخذت حصتها من الحيوية والراحة والبهجة ومستعدة لبدء محطات اليوم بكل اندفاعاتها الجريئة.
هي هكذا دائماً، الحياة تأخذها بكل شطر من الحماس والثقة العالية.
مرتبة إلى حد انها تشبه الآلة الصناعية، لا يتطلب منها مجهود فهذه طبيعتها، صوت خطواتها بممرات العمل صوت يشبه الثبات، بل الثقة وصوت الذات.
تبدأ بإشراقة أفكارها التي خبأتها نهاية يوم أمس.
حادة بتصرفاتها ونحو ما تريد إنجازه، تجوب بهدوء طرقها المعتادة حاملة معها إدمان بمسمى كوب، تحتضنه كما الطفل تراعي سخونته، وتهتم بحمله وتداري الرشفات.
صوتها الهادئ الشاب يزحزح كل الكسل ويزيل علامات الفشل، لديها مهارة عالية بالإصغاء والاستماع، لا تقاطع أو تتدخل بالأحاديث إلا بمواضع تجيد اختيارها بدقة في مكان الحديث الذي يعنيها أو يتطلب رأيها.
شخصيتها عملية جدية لا تحب تأجيل المهام، تبدع بالإنجاز ونشاطها ينمو في نفوس من حولها قبل انتشاره في شخصها. حديثها مرتكز وإلى حد ما يشبه الوتد يصعب تغيير رأيها أو إقناعها.
رغم مرونة أنوثتها بالوصف إلا أنها عنيدة مع متطلبات الحياة، وما ترغبه تحارب لأجله و تكرر المحاولات حتى وإن فشلت تكرر وتعيد إلى أن تصل للقمة.
جميل جدا ما كتب
موفقه والى الامام دوما