“إثراء” يضع رؤية شاملة لدعم روافد التعلّم محليًا وعالميًا
الظهران: صُبرة
وضع مؤتمر “تعّلم بلا حدود” في نسخته الثانية الذي أقامه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) خلال اليومين الماضيين، أجندة حالة التعلم ضمن أولويات التطوير والتنمية.
وتوصّل أكثر من 100 مختص شاركوا في المؤتمر عبر جلسات وورش عمل وحوارات إلى أن استحضار القصة وسردها ومشاركتها مع الآخر قد تنقذ حياة ملايين البشر في ظل ما تواجهه المجتمعات من تنوّع معرفي رقمي.
وأكدوا على أن عُمق القصة ترتبط في الكثير من المتغيرات التربوية واللغوية والاجتماعية، إلى جانب علاقتها بالهوية الوطنية باعتبارها ايقونات تختزل جوهر الإنسانية.
10 ألاف برنامج
واستهلت مديرة قسم البرامج في مركز إثراء نورة الزامل كلمتها خلال افتتاح اعمال المؤتمر بالجهود والإنجازات التي حققها مركز إثراء والذي أولى للتعلم أهمية بالغة استنادًا إلى ركائزه في الأدب والثقافة والمعرفة والمجتمع، معلنةً عن أبرز البرامج الذي طرحها مركز إثراء والذي بلغت أكثر 10 ألاف برامج وأكثر من نصف مليون ساعة تعليمية؛ لتمكين صنّاع الأفلام والمسرح والأدب والمتاحف وغيرهم مشيرةً إلى أبرز المصنفات الأدبية والثقافية التي أصدرها المركز محليًا وعالميًا، وفيما يخص برامج التعلّم أبانت أن العديد من المعامل الفنية والتقنية والتصميمية تحت مظلة أكاديمية إثراء، وصولًا إلى المؤتمرات التخصصية كمؤتمر تنوين وبرنامج أقرأ وغيرها.
أما مؤتمر “تعّلم بلا حدود” بحسب الزامل فهو أول مؤتمر يختص بالتعّلم الإبداعي بالمملكة حيث يصب في جوانب التعّلم الذي يُعد الوسيلة الأفضل في نهضة المجتمعات إذ لا ينحصر في مكان أو زمان، وجاء المؤتمر هذا العام ليسّلط الضوء على السرد القصصي الذي لطالما نصفه بأنه الوسيلة التلقائية للتعلم منذ الأزل.
صناعة جسور
واستكمالًا للتعلم بالسرد القصصي كشفت الرئيس التنفيذي لمؤسسة نواة هلا آل خليفة عن احتياج المجتمعات للعودة إلى سرد القصص لصناعة جسور والتعّرف على مفاهيم وقيم وجوهرية قائلةً: “استحضار أثر القصص في المجتمع بأبسط التفاصيل يعني أن نسمح لحكايتنا بأن تكون مسموعة لتصل للآخرين، وأما ترجمتها بوابة لنتاج ثقافي مُثمر وبالتالي تصبح القصة رائدة في المشهد الثقافي وبوصلة إذا أضعنا الطريق في الذاكرة الإنسانية”.
الحالة الثقافية
وتحت عنوان “حالة التعّلم الثقافي اليوم” انطلقت الجلسة الحوارية التي أدارتها نائب رئيس الجمعية المهنية للمتاحف في السعودية الدكتورة تهاني المحمود، التي بحثت دور المؤسسات الثقافية و المشاريع التي تصب في عملية التعّلم، إذ استعرضت رئيس برامج التعّلم في إثراء نوف الجامع منهجية البرامج التعلمية داخل مرافق إثراء من خلال سلسلة الأنشطة و الفعاليات التي تقام طيلة العام، منوهةً إلى أن جميع المساحات في إثراء مهيأة للتعّلم، وتستهدف كافة الفئات العمرية؛ لتوظيف المهارات الإبداعية وخلق قادة مبدعين يتنافسون محليًا وعالميًا.
استراتيجية حديثة
ومن جانبها أوضحت المدير العام للإدارة العامة للتميز الأكاديمي في المعهد الملكي للفنون التقليدية، الدكتورة نادية الحميد بأن المعهد يتطلع إلى زيادة فروعه بالمملكة لرفع مستوى التعّلم، مؤكدة على أنه سيتم الإعلان في الأسابيع القريبة عن استراتيجية المعهد القائمة على ركائز منها البحث العلمي والتدريب والتطوير والتوثيق، في الوقت الذي شددت على أن أبرز التحديات تتبلور في توثيق المصادر حيث بادر المعهد ببناء القدرات والعمل على شراكات متعددة؛ بما يعزز عملية البحث والتوثيق.
المحتوى الفنّي القصصي
فيما أبانت سارة البنيان (مسؤول تعليمي أول في معهد مسك للفنون)، الدور الذي يقدمه المعهد في ظل الحراك الذي يمر به المشهد الثقافي العام في المملكة، قائلة: “لدينا عدة مسارات كمسار الإقامة الفنية والتدريب والتطوير، علاوةً على مسار البرامج العامة وقسم الأبحاث والنشر، وصولًا إلى تبادل ثقافي عبر استضافة فنانين لتبادل الثقافات.
وتأكيدًا على مبدأ نشر التعّلم عبر العديد من المصادر المعرفية، أوضحت المديرة العامة لمجموعة كلمات مريم العبيدلي، دور الشراكات ونشر القصص الهادفة من منطلق دور المؤسسات الثقافية، وشاطرتها الرأي مدير التعّلم في فّن جميل ماريا عالم، التي أفصحت عن كيفية دعم “فن جميل” للفنانين سواء في الفنون الأدائية، السينمائية، التشكيلية وغيرها، ما يكشف عمق الدور الذي تقدمه الجهات ذات العلاقة لإثراء المحتوى الفّني القصصي والحفاظ على الإرث الثقافي.