في يوم العشاق.. مجزرة بيئية عالمية…! رومانسية المرفّهين تعبر الحدود والأجواء من أجل حرمان الأرض من غاز ضروري
وسائل اعلام: صُبرة
هذا سؤال غير رومانسي عن عيد الحب “هل يمكننا العيش دون أزهار؟”. نعم، إنها المناسبة التي يقطع فيها أكبر عدد من الأزهار حول العالم، وهذا لا عجب فيه فالأزهار مذهلة. لكن السباق العالمي اليومي بلا توقف للحصول على زهور مقطوعة من الحقول إلى باب بيتك يجعلهم يعاقبونك على إيذاء البيئة؛ ما يعني أنه حان الوقت للتفكير بشكل مختلف.
ويذكر تقرير لـ”واشنطن بوست” أنّ 80% من الأزهار التي تُباع في الولايات المتحدة يتم استيرادها، ومعظمها من كولومبيا والإكوادور.
الوردة تستغرق ما يصل إلى 15 أسبوعاً لتنمو، وحالما تُقطع، يبدأ سباق منسق. تبرد الأزهار في حالة خاملة، ثم تنتقل إلى مطارات في شاحنات مبردة. في المطار، يتم تحميلها على طائرة متجهة إلى ميامي، بحيث تقوم أكثر من 30 رحلة يوميا بنقل أزهار من كولومبيا إلى ميامي كل يوم.
هذه اللعبة السريعة الحركة للتجارة الرومانسية لا تتوقف أبداً، فالسباق المطلوب لتزويد الأسواق بجزء من الطبيعة المنتجة على نطاق واسع، في أي ساعة وفي أي مكان وبأقل من 10 دولارات لكل 12 وردة، يسهم إسهاما كبيرا في تدمير الطبيعة ذاتها.
34 ملياراً
الأزهار الطبيعية صناعة عالمية تبلغ قيمتها 34 مليار دولار، ولها بصمة هائلة في حماية البيئة من الانبعاثات الكربونية. وبالمقارنة مع الأزهار الأخرى القابلة للتلف، ربما يكون قطع الازهار أهم أسباب الإضرار بالمناخ. وتبين من تحليل قام به خبير المناخ “مايك بيرنرز لي” عام 2020 للمنتجات المبيعة في محلات البقالة البريطانية، أن باقة الزهور المستوردة لها أثر أكبر من شريحة لحم بثمانية أونصات، زرعت على أراضٍ برازيلية واستُهلكت في لندن.
وهناك الكثير مما يمكن أن تفعله التجارة للحد من تأثيرها المناخي، حيث ينبغي أن تستبدل الغازات الدفيئة بالطاقة المتجددة، التي ينبغي أن تصبح أيسر مع تنويع البلدان لمصادر الطاقة لديها. ويكتسي ذلك أهمية خاصة في هولندا، أكبر مصدر للزهور المقطوعة في العالم، ذلك البلد الذي يتسم بمناخ غائم وشمالي، ويستمد الطاقة من أنواع الوقود الأحفوري. وفي الآونة الأخيرة، اتفقت الحكومة الهولندية وقطاع البستنة على خفض الانبعاثات من هذه الغازات الدفيئة.
الشحن الجوي
وينبغي لتجارة الزهور أن تبتعد عن الشحن الجوي، وأن تأخذ في الاعتبار شحن الأزهار عن طريق البحر، التي تقلل من انبعاثاتها وتسمح بخفضها. ولم تطلب الحكومات الغربية بعد من التجار أن تقلل من اعتمادها على الشحن الجوي، ولكن إذا بدأ المشرعون في إصدار الأوامر، ينبغي أن تكون صناعة قطع أزهار من بين الصناعات الأولى التي تخضع للتنظيم.
يمكن للمستهلكين أن يساعدوا بتفادي الأزهار المستوردة كالورود والأزهار والأقحوان، التي لها حياة طويلة ومثالية للإنتاج الرخيص والتوصيل السريع، وبدلاً من ذلك، يزرع المزارعون في الولايات المتحدة في المقام الأول أزهاراً متخصصة مثل أزهار عباد الشمس، والداليا، والزنزانات، والسكاندراغونات، التي هي أكثر حساسية ولا تتحمل السفر لمسافات طويلة.
ويمكن للمستهلكين أيضاً البحث عن بطاقة “الزراعة الأمريكية المعتمدة” عند شراء الزهور من السوبر ماركت أو عند طلب باقات مستدامة من بائع الزهور المحلي أو سوق المزارعين. ويتطلب التصدي للأضرار البيئية الناجمة عن صناعة الأزهار إعادة تحديد الأولويات، مثل زراعة التوليب أو الزعانف اليومية في الموسم، ودفع المزيد عن الأزهار المزروعة محلياً.