جعجعة تنموية 4] هل تمارس المجالس العمومية دورها الحقيقي؟ ما مدى رضا أعضاء العمومية عن الأداء الإداري في جمعيتهم، بمجمله وتفصيله؟
الدكتور نايف الدبيس
الاستقامة وما أدراك ما الاستقامة. بالنظر للدور المناط بأعضاء المجلس العمومي حسب اللائحة التنفيذية للجمعيات يمكن نظرياً التعويل على مئات الأعضاء في هذه المجالس لكي تكون بالفعل السلطة الأعلى والضامن لتنفيذ منظومة الجمعية ككل لدورها وتحقيق رسالتها.
إن الاستقامة في سياقنا هذا هي ما يأتي في ترجمة alignment كمفهوم إداري يستوجب- إن كان متحققاً-:
- استقامة القول مع الفعل
- استقامة السياسات المكتوبة على ورق، وأدلة الحوكمة المنشورة مع قرارات مجالس الإدارات
- استقامة قرارات مجالس الإدارة مع تنفيذ الأعمال
- استقامة الإجراءات التنفيذية مع أدلة السياسات
- استقامة أنشطة الجمعية مع الأهداف المعلنة للجمعية
- استقامة الخطة التشغيلية مع الخطة الاستراتيجية
- استقامة الخطط كلها والأنشطة كلها مع أهداف التنمية الوطنية- إن كنا جمعيات تنموية –
المجلس العمومي لكل جمعية هو الجهة التي يمكن أن تبطل أي قرار يصدر عن مجلس الإدارة، -ولذلك آلية – وهذا مختلف عن التصويت على مقترح قرار متداول في اجتماعات الجمعية العمومية.
بالأساس أعضاء المجلس العمومي هم من ينتخب أعضاء مجلس الإدارة وهم من يرسم حدود التفويض بالصلاحيات لأي مجلس إدارة. الحدود كما تتسع ويمكن-نظاماً- أن تضيق.
أعضاء المجلس العمومي لأي جمعية هم في طائلة المساءلة القانونية كما ورد في النظام. وجوهر الأمر هو أن الجمعيات بالنهاية وبعد عقود من العمر أصبحت كيانات من المال والممتلكات العينية والأصول العقارية والمشاريع التجارية. ملكية ك لذلك ليس لأحد بعينه. هي ملكية عامة. الاستخدام الأمثل والأعدل لما تحت يد الجمعيات من ملكية عامة هو مسؤولية المجالس العمومية بالأصالة والمجالس الإدارية بالتفويض. ملاءمة استخدام الموارد للأنظمة ومقتضيات الحوكمة وفعالية ذلك الاستخدام دون هدر للوقت والجهد (من المتطوعين والموظفين على حد سواء) ودون هدر للمال العام (من بعد تحصيله من المتبرعين أو جراء الأنشطة التجارية)، يجب أن تكون موضع نظر كل أعضاء المجالس العمومية بكل جمعية.
- هل أعضاء المجالس العمومية مواكبون للتحول التنموي ومتطلباته ومقتضياته؟
- هل يهم المجالس العمومية أن تقفز جمعياتنا الأهلية لمصاف الجمعيات المساهمة في التنمية الوطنية؟
- هل يفكر أعضاء المجالس العمومية في لزوم مراجعة ما تم تفويض مجالس الإدارة فيه؟
- ألا ينبغي أن تتغير العلاقة بين مجالس الإدارة والمجالس العمومية لضمان تحقيق الأهداف التنموية؟
- لماذا لا تتشكل لجان ذات اختصاص من بين مئات الأعضاء في المجالس العمومية؟ كم نسبة من يشارك او يدعى للمشاركة في لجان مرتبطة بمجالس الادارة او الادارات التنفيذية؟
- هل المجالس العمومية مسلوبة الإرادة بفعل عوامل معينة أم في غيبوبة ذاتية؟
- هل المسألة كسل ولا مبالاة، إذن ما جدوى عضوية العضو؟
- كيف يستمرئ عضو مجلس عمومي لجمعية ما، أن يتصفح موقعها الالكتروني فيجد:
- أن آخر تحديث لمعظم الخطط التشغيلية -إن تم نشرها- فهو قبل سنتين؟
- أن تنشر خطة تشغيلية تحت عنوان خطة استراتيجية أو العكس؟ هل القارئ محترم؟
- أن تنشر أدلة حوكمة أو أنظمة داخلية لا يتم تطبيقها؟ مثلاً لجنة المراجعة كم تقرير تصدر خلال السنة؟ وكيف يتم التعامل مع تلك التقارير – إن صدرت-؟
- هل ثمة نمو (زيادة) تتوقعه المجالس العمومية؟ إذا كان نعم، ففي أي موضع؟
- نمو عدد المشتركين في المجلس العمومي؟
- نمو عدد المتبرعين للجمعية بشكل عام أو لنشاط أو برنامج ما؟
- نمو إجمالي مبالغ تبرع المتبرعين؟
- نمو رضا المستفيدين من خدمات الجمعية؟
- نمو سرعة تلبية طلبات المستفيدين؟
- نمو عدد المتطوعين بشكل عام أو لنشاط أو برنامج ما؟
- نمو عدد التجار المانحين للجمعية؟
- نمو عدد العقارات المملوكة للجمعية؟
- نمو عدد المستفيدين من الجمعية؟
- نمو حيوية وفعالية ونطاق عمل مشاريع الجمعية الاستثمارية القائمة؟
- نمو عدد المشاريع الاستثمارية الجديدة؟
- نمو أرباح استثمارات الجمعية؟
- نمو عدد الموظفين بالجمعية ومشاريعها التجارية؟
- نمو عدد المنح وعمليات التمويل لبرامج الجمعية من الجهات المانحة؟
- نمو سمعة الجمعية لدى الرأي العام؟
- وإذا لقيت نمواً هنا أو هناك فهل يرضيك مقداره؟ هل مقداره متناسب مع ما ينبغي؟ إذا كان لا-يا عزيزي عضو المجلس العمومي- فهل تتساءل عن المعوقات؟ وإذا تساءلت فهل تلقى جواباً مقنعاً؟
- ما هي المؤشرات التي تدلل للمجالس العمومية على سلامة أداء مجالس الإدارة؟
- هل هي العروض التي تقدم خلال ساعة مرة واحدة بالسنة في اجتماع الجمعية العمومية العادية؟ ولا أدري كيف يمكن أن تكفي لعمل تقييم حقيقي!
- هل هي المصادقة على الموازنات السنوية التي تتم بعد مرور معظم السنة!
- هل هي مطالعة محاضر اجتماعات مجالس الإدارة- إن كانت تنشر بالموقع الالكتروني-؟
- هل هي الأخبار المقتضبة التي تصلك عبر واتساب الجمعية؟
- هل تتلقى كعضو مجلس عمومي تقريراً عن الأداء كل شهر أو كل ٣ أشهر فيطمئن قلبك؟
سلامة الدور الوظيفي للمجالس العمومية للجمعيات عنصر جوهري في تطور أداء الجمعيات. البحث في معوقات هذا الدور ضروري لكي تتم عملية تفكيك عُقَد التعثر في سبيل التحول للتنموية.
الآن سوف أضع أمثلة لمواضع أسميها ” نقاط القابلية التنموية” على خارطة الجمعيات، وسوف أتساءل- واصبروا عليّ فلقد اقتربت أسئلتي من النفاد.
- قاعة الملك عبدالله للمناسبات – جمعية مضر
- مركز زهور المستقبل – جمعية تاروت
- مجمع مضر الطبي – جمعية مضر
- المجمع الصحي الاجتماعي- جمعية سيهات
- مجمع الصفا الطبي – جمعية الصفا
- مركز تواصل – جمعية القطيف التعاونية
- رياض القطيف الرائدة – جمعية القطيف
- المركز النسائي – جمعية سيهات
ما هي وجهة نظر أعضاء المجالس العمومية في هذه المواضع التي مثلت -وربما لا زالت تمثل- أمثلة تنموية كبيرة وفي وقت تأسيسها كانت رائدة بمعنى الكلمة. فهل تاريخها ومسارها منذ الانطلاقة حتى اليوم باعث على الاطمئنان لديكم أن الفاعلية الإدارية في جمعياتنا تحافظ على القابلية التنموية في مشاريعها الحيوية؟ تحافظ وتنمي أم لا؟
تخيلوا معي لو أن جميع مواضع ونقاط القابلية التنموية (وليس ٨ أمثلة أعلاه فحسب) على خارطة كل الجمعيات، كلها دون استثناء، حظيت بدعم ما يصل مجموعة لأكثر من ٣٠٠٠ عضو في مجالس عمومية لكل الجمعيات بالقطيف مجتمعةً، فكيف سيكون حال تلك النقاط، ألن تتوهج وتتسع؟ لماذا؟ لأن المفترض أن هؤلاء الـ ٣٠٠٠ انسان لابد وأن يكونوا ذوي فكر وخبرة ودراية لو تم ضخها في مسارها الصحيح لأنتج دعماً إصلاحياً ضخماً لهذه الجمعيات.
المجلس العمومي هو أعلى سلطة في الجمعية، لو كانوا يفعلون.
اقرأ أيضاً
الدكتور نايف قامة من قامات سيهات واحد البارزين الذين عملوا بجمعية سيهات الموقره
ويشكر على كل حرف كتبه لمصلحة وطنه و مدينتة والقطيف بشكل عام.
سؤالي: هل تحدث مع جمعية سيهات وتطرق لهم بجميع ما رآه مناسب وحسب ما كتبه هنا بالجعجعات؟
على مدار بقاءه بالجمعية كيف كان يرى النمو هل هو مقبول او لا؟
بعد خروجه من الجمعية بالتاكيد ظل عضو جمعية عمومية فهل طرح هذه الاطروحات وأستفسر عنها أثناء اجتماع الجمعية؟
شكرا جزيلا