خالد جهاد.. من “طباشير” الكويت إلى محميات “الحياة الفطرية” صحافي اتفق عارفوه على أنه صاحب الـ "صفر مشاكل"

في لقاء أمير الشرقية السابق الأمير محمد بن فهد، والزميل الشمري عن يسار الأمير، وعن يمين الأمير رئيس تحرير “الوطن “وقتها جاسر الجاسر. 2011

القطيف: معصومة المقرقش 

عاش مع محيطه في هدوء، ورحل إلى الدار الآخرة بهدوء. لم يُمهله مرض القلب لأكثر من 51 سنة، ولم ينتبه أكثر عارفيه إلى كتمان ما في صدره من نابض متعب، منذ قال له طبيب سوريّ في الدمام “قلبك مش ناصح”. إلا أن من عرفه، على الأقل منذ العام 2005 حتى الآن لم يختلفوا في أنه من الناس الذين يحملون “صفر مشاكل”، مع من عاشرهم.

خالد جهاد بن حسين الشمري، المولود في الكويت، والقاضي طفولته فيها، المتعلم على طباشيرها. ثم الناشيء في “سليمانية” حفر الباطن. ثمّ الدمّاميّ صحافياً في “الوطن” ثم “اليوم”. ثمّ الرياضيّ، عملاً ووفاةً ومدفناً.

ومنذ صباح اليوم، والمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في صدمةٍ، حين عرف الزملاء برحيل “خالد الشمري”.. زميلهم في قسم الإعلام. ذلك الهاديء الوادع.

نعي مركز الحياة الفطرية إياه صباح اليوم

وسرعان ما انتشر الخبر في وسط صحافيي المنطقة الشرقية الذين عرفوه صحافياً مثقفاً، يحمل لسانه مُلحاً من الأدب، ولديه روح دعابة، وهدأةِ بالٍ ورحابة حوار.

وبعد صلاة عصر اليوم، شيّعه الناس إلى مقابر حي النسيم، بعد الصلاة عليه في جامع الراجحي.

“صُبرة” تعزي ذويه في فقده، كما تعزي الوسط الإعلامي، وتسجّل مواقف العارفين بالزميل الراحل عبر شهادات من عملوا معه، أو عمل مهم.

د. محمد قربان*:

فقدنا أخاً خلوقاً نبيلاً وزميلاً ناجحاً

زميل وأخ ومثقف، أعرفه عن كثب في المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية. يعمل بنشاط وحماسة، وذو براعة في الكتابة والتحرير، وحسٍّ عالٍ في مراجعة المحتوى.

استقطبه المركز؛ فكان أحد الكوادر الإعلامية المهمة في قسم الإعلام، وهو ما عزّز وجوده في استمراره في وظيفة لها علاقة بميوله ومهاراته. شخصياً أعتبره كاتباً جيداً، وقد صدمني خبر وفاته منذ الصباح، ولمستُ تأثر الزملاء في المركز بالخبر الحزين.

واقع الأمر إننا لم نفقد زميلاً ممتازاً فحسب، بل فقدنا أخاً خلوقاً نبيلاً. وقد لمستُ فيه ذلك شخصياً، وآخر حديثٍ مباشر لي معه كان في منتدى “حمى”. وعلى المستوى اليومي ألمس جهده ونشاطه مع زملائه. وبالتأكيد؛ ترك فراغاً برحيله.

في ألم رحيله نعزّي أنفسنا جميعاً في المركز، ونعزّي ذويه وأقاربه وأصدقاءه وزملاءه. وندعو له بالمغفرة والرحمة، ولثاكليه بالصبر والسلوان.

* الرئيس التنفيذي ـ المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية ـ الرياض

في مسرح مركز الحياة الفطرية، يوم إعلان انضمام محمية بني معارض إلى اليونسكو 2023

عمر الشدي:*

رزين هادئ مبتكر

لعل عينيْ لم تنم منذ باشر أذني نبأ وفاته، لكنها الحياة ومشيئة أقدار الرحمن التي وضعت نقطة في آخر سطر في حياة من نحب، أتذكر الصديق الغالي جداً خالد جهاد الشمري -رحمه الله- لنحو ٢٠ عاماً، لم يبدر منه سلوك أو خلق أو منطوق سيئٌ. كان رزيناً هادئاً صحفياً مبتكراً محباً للجميع، وكان الوحيد بلا مشاكل، يحب المزاح الجميل والخفيف، متابع للرياضة والكرة القدم بحكم “نصراويته” ومتابع جيد أيضاً للتقنية.

أبو جهاد كان يعيش بشقي الأمل الأول لمن حوله والثاني لأبنائه، منذ ان اجتمعنا زملاء في صحيفة الوطن إلى أن تقابلنا مرة أخرى في صحيفة اليوم، وحتى ترؤسي للصحيفة لم تختلف العلاقة والمحبة بيننا، رغم صعاب الحياة التي مرت به وعصرته؛ لم نجد منه كلمة آه واحدة أو غياب الابتسامة عنه.

بحكم قربي منه كنت مطلعاً على بعضها وأعرف حجم عظمها، ولكنه بقي كالجبل قوياً وهادئاً وعلى نفس القدر من الخلق.

خبر وفاته ليس سهلاً عليّ ولا على أصدقائنا، كان كالصاعقة أو أشد. كدت مراراً ارجع لمحادثاتي معه أو أنظر إلى رقمه لعلي إذا اتصلت يرد علي، ويكون الخبر حلماً مر وأنتهى.

لكن ـ ويا للأسف ـ هي الحقيقة والألم، قبل الخبر بنصف ساعة غفوت قليلاً ولكني صحوت من نومي وكنت أحاول النوم ولا أستطيع وكأني أنتظر النبأ، أمسكت بجوالي وكانت الساعة بعد الواحدة فجراً، وإذا برسالة من الصديق يوسف الحربي يعتذر كثيراً لإزعاجي في هذا الوقت ولكن صدمت الحدث أجبرته للتواصل معي وإخباري به.

قبل أسبوعين تهاتفتُ معه وكان يخبرني بمجيئه للدمام للمشاركة في معرض توعوي هنا، وتواعدنا أن نلتقي، وهاتفته في يوم وصوله وأننا على الوعد ولكن ربما لانشغاله لم تسنح الفرصة لذلك ولعل هذا الاتصال كان الأخير بيننا!

أخيراً سأخبركم عن مجموعة أصدقاء تزاملنا في مكتب الدمام في صحيفة الوطن وكنا كالأخوة أو أكثر وفرقتنا السنين بسبب انتقالاتنا وانشغالنا بالعمل، لم يغير المحبة بيننا. فقدنا قبل سنوات أحد أصدقائنا “سفر العزمان” وكان مؤلماً واليوم نفقد آخر، أسأل الله أن يطيل في عمر البقية ويديم المحبة والتواصل بيننا.
 
ورحم الله أبا جهاد ، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون.

* رئيس تحرير صحيفة اليوم سابقاً

في صالة التحرير بجريدة اليوم ـ شتاء 2020

قصي البدران:

شغف لا يهدأ

فقد الوسط الصحفي اليوم زميلنا العزيز خالد جهاد الشمري، الذي غادرنا إلى جوار ربه، تاركاً وراءه فراغاً في قلوب محبيه.

انضم خالد إلى أسرة صحيفة الوطن قبل ثمانية عشر عاماً، حين كنت مديراً إقليمياً لمكتبها في المنطقة الشرقية. وأتذكر جيداً تلك اللحظة التي التقيت فيها بخالد لأول مرة؛ كانت مقابلة سريعة، لكنها كانت كافية لأن أدرك مدى شغفه وحبه للمهنة.

كان يمتلك مهارات صحفية متميزة، وروحاً لا تعرف الكلل، مما جعلني أرشحه للعمل مراسلاً رياضياً، ومن ثم محرراً في قسم المحليات، لقد كان خالد مثالاً للجدية والتفاني، وقد أثبت بجدارة أنه كان اختياراً صائباً.

بعدها انتقل خالد إلى صحيفة اليوم، حيث استمر في تألقه وإبداعه، حتى ختم مسيرته المهنية في مركز الحياة الفطرية.

لقد ترك خالد فينا أثراً لا يُمحى، وأثبت أن المحبة والإخلاص هما أساس النجاح في أي مهنة.

لقد وهب خالد من صحته ووقته، ملتزماً بحضور وتفانٍ نادرين، ساهم كثيراً في توثيق علاقة صحيفة الوطن بالأندية الرياضية في المنطقة الشرقية والعديد من الجهات الحكومية. كان خالد شعلة من النشاط، لا يعرف الكلل، وكان دوماً يسعى لتحقيق الأفضل.

رحل خالد تاركاً في قلوبنا حزناً عميقاً. نسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يجبر مصابهم ومصابنا جميعاً.

رحمك الله يا خالد.

* مدير مكتب الوطن الإقليمي سابقاً، رئيس تحرير مجلة الاقتصاد سابقاً.

الثالث من الصف الخلفي يساراً. وفي الصورة رئيس تحرير “الوطن” د. عثمان الصيني، ومدير مركز الدمام قصي البدران. 2005

محمد الضبعي:

السبورة خالية من بياضه

أبو جهاد، لم تكن مجرد كنية الفقيد خالد، فقد كان رحمه الله تجسيدًا للمفهوم الحقيقي للجهاد في هذه الحياة من خلال مسيرته في مهنة المتاعب، ومن خلال محافظته الدائمة على لطفه وسمو أخلاقه وابتسامته أيًا كانت الصعوبات والظروف.

كان خالد شمريًا “وسيع بطان”.. يحرص على استقبال أي أمر بحلم وأناة ليسهل علينا مهما عظم.

وعلى مدى عامين، يسبقنا خالد كل صباح ليستقبلنا بابتسامته، وهدوئه المعتاد، وبالجملة اليومية التي يكتبها على سبورة صغيرة على مكتبه فائق الترتيب، ليصنع بذلك أيامنا.

اليوم أنظر لسبورة سوداء لم يزينها بياض خالد، ومكتب خالي، ويوم لا يريد أن يبدأ.

* رئيس قسم الإعلام والهوية، المركز الوطنية لتنمية الحياة الفطرية.

علي دعرم*:

إمامنا في مكتب الدمام

رحم الله أخانا الغالي خالد جهاد الشمري رحمة واسعة، الحقيقة خبر وفاة الأخ والزميل ورفيق الدرب خالد جهاد كان مؤلماً لي، ولجميع من يعرفه لما لـه من حب في قلوب من يعرفه.

أبو جهاد بالنسبة ليس صديقاً فحسب بل هو أخي الذي لم تلده أمي، وهو القريب من القلب والعقل علاقتي به تمتد لأكثر من 20 عاماً تقريباً.

تعود بي الذاكرة .. عندما حضر المرحوم إلى مكتب صحيفة الوطن بالدمام لأول مرة بصحبة الزميل حميدان الشمري وحينها طلبني مدير مكتب الدمام وقتها الأستاذ قصي البدران، وقال بالنص:” هذا أخوك خالد بيكون معك بالقسم الرياضي وخلك معه وقريب منه”.

رحبت به وخرجنا إلى صالة التحرير، ومن أول حديث بيننا تفاجأت بكمية معلومات هائلة في الرياضة والدين والثقافة العامة.

رجل مطلع قارئ، مخافة الله عنده هي المقام الأول.. بعد أسبوعين فقط جلست مع الأستاذ قصي البدران وقلت له: هذا مكسب كبير لـ “الوطن” وللإعلام بصفةٍ عامة. وبعد بفترة بسيطة وقع عقده مع صحيفة الوطن.

ومن بعدها تدرج خالد في كثير من المناصب في مكتب الوطن بالدمام حتى صار مديراً للمكتب.

أكثر ما كان يميزه وقت عملنا في “الوطن” منذ سماعه الأذان يمد سجاد الصلاة في المكتب ويذهب لكل شخص يناديه في مكتبه يحثه على القيام للصلاة.

طوال عقد من الزمن. وهو إمامنا في المكتب حتى صار بعض الزملاء يناديه بالإمام.

من المواقف التي لن تبرح ذاكرتي عندما قُدم له عرض من صحيفة “اليوم”، وكان يتصل عليّ في الصباح والمساء يطلعني على كل تفاصيل التفاوض ومقدار الراتب حتى اقتنع بقبول العرض والخروج من صحيفة “الوطن” التي كانت تمثل له الشيء الكثير..

ومن المواقف الطريفة ومن باب الأخوة التي بيننا؛ كان درج مكتبه متاحاً لنا لنبحث عن أي شيء نسد به جوعنا، فلا نجد سوى مصحفه وكتب عديدة في السيرة النبوية و الفلسفة والثقافة وتطوير الذات..

وللأمانة طوال عملي معه ومصاحبتي له لم أسمع منه إلا الكلمة الطيبة، كان رجلا هادئًا بسيطًا في تعامله ،نبيل الأخلاق قليل الكلام حسن الخلق حريصاً على عمل الخير وكسب قلوب كل من حوله.. وكان أشد حرصاً على صلاته وطاعة والدته.

رحم الله طيّب القلب صاحب الابتسامة الدائمة نبيل الأخلاق..

رحم الله أبا جهاد.

* إعلامي رياضي، مدير الإعلام والاتصال في نادي القادسية سابقاً. رئيس القسم الرياضي لـ “سعودي بيديا”

الثالث من اليمين حاسراً.. في اجتماع لمكتب الوطن ترأسه رئيس التحرير الأسبق جمال خاشقجي

حامد الشهري*:

صابر رغم الألم 

في عام 2005 بدأ خالد الشمري العمل في صحيفة الوطن، وكان سعيداً جداً. بدأ العمل معنا بكل جد واجتهاد في قسم الرياضة، وكان علي دعرم من أكبر الداعمين له وأعطاه متابعة نادي الاتفاق وبرع في متابعة الأخبار الرياضية أولاً بأول.

بدأ خالد فعلياً محرراً رياضياً، وفي أقل من سنتين تطور ليكون محرر صياغة، وبدأ في صياغة أخبار الزملاء في الصحيفة، حتى انتقل بكل انسيابية ليكون محرر للأخبار المحلية..

أذكر من القصص الصعبة التي واجهت خالد أثناء حياته المهنية الأولى وكان رجلاً صابراً متحملاً وذلك في عام 2007 بداية انطلاقة سوق الأسهم دخل خالد فيها بعد أن أخذ قرضاً للزواج ليجني أموالاً كثيرة، وسبحان الله كان الله معه أن باع جزءاً من الأسهم قبل انهيارها بيومين فقط، وعلى الرغم من خسارته لمبلغ ليس سهلاً حمد الله كثيراً أن نجاه من هذا الانهيار الكبير.

وشاءت الأقدار أن يرزق صديقنا بزوجة صالحة من أقاربه والدته في دولة قطر، لازمته في جميع ظروفه، وكانت نِعم الزوجة.

في ظل تراجع الصحافة حاول جاهداً تغيير هذا المسار الوظيفي والبحث عن وظيفة أخرى بعيداً عن بلاط الصحافة ليساعد أسرته.

وعلى الرغم من كل هذه الظروف لم يستسلم لها، ولم يشكُ لأحدٍ ضائقته المالية، كان صبوراً وحليماً يستمد قوته من شريكة حياته التي لم تتخل عنه في أصعب الظروف، وظلت وفية. وقد قابلها هو بالثناء عليها كلما جاء ذكر سيرتها.

* صحافي، عضو مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين.

الأول من اليمين.. حاضراً مؤتمراً صحافياً رياضياً ممثلاً لصحيفة “الوطن”

م. زياد الحازمي*:

الصحافي الخلوق

لطالما كانت الدنيا لدناءتها تلفظ عنها أطيب مافيها، ولذلك كان الراحلون أسعد حظًّا بالرحيل، وأطيب ذكرًا بما تركوه من طيّب السيرة والأثر..

لم يُذكر خالد إلّا فاح عطر أخلاقه، فما رأيناه إلا باسمًا مصليًا خلوقًا ودودًا..

تغمدّه الله بواسع رحمته.

يا خالدٌ كُنتَ بَدراً يُستَضاءُ به

فقدْ ثوى يومَ متَّ النُبلُ وَالجودُ

* مهندس مشاريع، المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية.

صور من سيرة الزميل الشمري

إفطار رمضاني لمكتب الوطن في 2011. وفي الصورة عمر الشدّي، رئيس تحرير “اليوم” لاحقاً، والمصور عبدالله الطمع

في مكتبه في “الوطن” ـ الدمام 2006

بطاقته الصحافية في “الوطن”

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×