سيرة طالب 83] سجدة الشكر وقرض 200 ألف

الشيخ علي الفرج

من العنايات الإلهية التي تجنح من عالم الملك إلى بحيرة الملكوت، التي حصلت عليها من نسمات لا تنسى أبدا، هي:

في أيام الضغوطات المالية احتجت أن ألملم مبلغا ليس قليلا، بالتحديد ٢٠٠ ألف ريال، وتراكمت عليّ العتمات، وظل عقلي الباهت لا يهدأ.

في يوم ما، أصبحت أهيئ نفسي للخروج إلى صلاة الصبح، والمسافة ست دقائق من بيتنا إلى المسجد، وأنا أضرب أخماساً بأسداس، وذهني يشرد ويبعد، وعواء رأسي يضج . وصلت إلى المسجد، وكان في المسجد المصلون الذين أراهم كل يوم فلا يزيدون ولا ينقصون إلا القلائل.

انتهينا من صلاة الصبح، فسجدت سجدة الشكر، وطال وقت السجود وأنا أناغي ربي، وأتكلم معه كلام التلطف، وانتهيت، وأنا على يقين بأنه إذا قرع باب ربي يوشك أن يفتح.

قمت وأنا أكفكف عيني بالمنديل.. ثم توجهت وأنا أبتسم أصافح المصلين، فجأة كان من المصلين بعض أصدقائي، صافحني بحرارة، وليس من عادته أن يأتي إلى المسجد (بخصوص صلاة الصبح).

هو يرغب أن يوصلني بسيارته إلى بيتنا، وأنا أعتذر منه لأني لا أزاحم غيري لذاتي، وهو يصر عليّ بإصرار شديد، فوافقت لأني عرفت أنه يريد ثوابا وأجراً.

بدأ الكلام

ركبنا السيارة، فقلت له: هل تعرف طريقة حكومية لشخص يريد الاقتراض من البنك، لكن هذا الشخص ليس عنده شغل رسمي في الدولة؟، فسكت.. ثم قال لي: كم تحتاج؟

فقلت له: أستغفر الله أنا لا أطلب منك، ولن أطلب منك أي مبلغ، إنما سؤالي هل عندك معلومة فقط..

فقال لي: يمكن أني أعرف طريقة حكومية.

فقلت له: مائتا ألف.

فمد يده إلى مقعد السيت، وأخرج شيكا، وكتب فيه: اسمي ومائتا ألف. وقال لي: هذا دين مفتوح في المدة الزمنية، خذه، واقض حوائجك وتوكل على الله. فتوقفت، وبعدها قبلت.

فقلت له: أشكرك يا أخي ويا عزيزي ويا قرة عيني، أشكرك شكرا لا يوصف، إن شاء الله أكون وافيا لك وأرجعه سريعا وكاملا لك.

ولما ودعته ودخلت البيت مباشرة سجدت لله سجدة الشكر مرة أخرى.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×