كرسي صلاة أمك
فريال الشيخ
اعتادت العائلة أن تحتفل بعيد الأم الذي يشارك فيه جميع الأخوة والأخوات، ويتم الترتيب له، بحيث يكون كذلك للأب نصيبٌ من ذلك اليوم. ويتشارك الوالدان تلك اللحظات نصفاً بنصف بينهما، وإلا غيرة الأب لن تحتمل كمية الهدايا التي تصل إلى الأم، كذلك اندفاع الأبناء لتهنئتها.
وقبل ذلك اليوم؛ يتم الترتيب والمشاورات عن نوع الهدايا التي تقدم لهما، والكل يريد أن يصبح مميزاً في هديته.
ولأن ذلك الاحتفال هو بمثابة تقديم شيء ذي معنى وفي حاجة له وإلا لا يعتبر ذو قيمة.
أصبحت هذه المناسبة حدثاً سنوياً لابد أن يتم التجهيز له، وتفعيله، والحرص على عدم نسيانه أو إلغائه، على الرغم من تكاثر البرودكاست في فترة هذه المناسبات بين مؤيد ومعارض وبين من يعتبر أن عيد الأم هو أن كل يوم عيد للأم، وهناك من يخص الأيتام، ومن فقد أمه، بحيث لا تنتقل تلك المشاعر لهم للحفاظ على المشاعر.
في يوم المناسبة يأتي الجميع محملاً بمشاعره الجميلة، ومعه الهدايا والذكريات التي تتزاحم في دماغه ،في ذكر محاسن والديه، وأنه يتذكر فضلهما، وأن هذا اليوم هو اليوم الموعود للاعتراف بالجميل ونوع من أنواع البر والذي يعتبر قليل بحقهم.
يتم توفير طاولة كبيرة بها ما لذ وطاب، مزدحمة بالهدايا الجميلة، وحولها أصوات الأخوة جميعاً، وتعتلي الأجواء الفرحة باللقاء والحضور لهدف واحد، وتعزيز ذكر جهد الأم والأب. اليوم هو يوم المفاجآت، حيث إن الجميع يقدمون هداياهم ومشاعرهم مشاعره للوالدين، مع قبلات الرأس واليدين.
تواثبت الابنة الوسطى وهي تزحزح على الأرض كرسياً أهدته لوالدتها.. إنه كرسي صلاة.. إنه نصيب والدتها وحصاد اقتراحات توصلت وأكدت وقع اختيارها لهذا الكرسي.
انتهى اليوم والكل كان راضياً أتم الرضى عما دار داخل ذلك المنزل ، حيث أودعوا فيه جميل الحب بقلبي الوالدين، والجميع رحل ومعه مشاعر الامتنان لنعمة وجود الوالدين.
بعد أشهر عديدة، قاربت السنة على الانتهاء، والأم ازدادت خشونة ركبتيها نتيجة الاعتماد على ذلك الكرسي، للأسف ما تم اختياره لم يكن صائبًا، فلو تُركت الوالدة تؤدي صلاتها بما تبقى لها من مرونة في مفاصلها. بدلاً عن تسريع عملية تصلبها وإصابتها بالتيبس. كذلك حرمان تدفق الدم في الرأس خلال السجود.
أو على الأقل محاولة صنع فارق لديهم ويكون الاستخدام متوازناً، فمثلاً صلاة الظهرين على الكرسي والعشاءين على السجادة.
للأسف يتم اختيار الكثير من الهدايا التي ليست ضمن الخيارات المناسبة، فالأفضل أن يتم ذلك ضمن خطط واختيارات مدروسة الأبعاد.
فإن لم يتم إهداءهم أثراً لن يزول؛ فعلى الأقل تكون هناك محاولة للحفاظ على ما تبقى لديهم من قوة وصحة. وحتماً قوتهم تزداد بالأبناء ووجودهم ودعمهم.