عضوية الجمعيات.. مكاسب للناس والمؤسسة.. والذات إذا كنت عضواً في "عمومية" فلا تتردد في الترشح لمجلس الإدارة

شفيق محمد المغاسله

هل أنت عضو في جمعية عمومية؟

إذا كان جوابك نعم، رشح نفسك لعضوية مجلس إدارة جمعيتك الخيرية.

بما أنك عضو في الجمعية العمومية وتُسهم بالاشتراك المقرر وتجدد اشتراكك بانتظام، فهذا يدل على استعدادك للاستفادة من أي فرصة لدعم أهداف الجمعية الخيرية. الانضمام إلى مجلس الإدارة سيكون خطوة إضافية لتعزيز التزامك المستمر بالمساعدة.

إن العمل التطوعي لا يعود بالنفع فقط على المتطوع وحده، بل يعود أيضاً على المنشأة، وبالتالي على المستفيدين والمجتمع ككل. إن العمل في مجلس إداري يمتلك أفراده خبرات ومؤهلات عديدة ومتنوعة ينتج مكاسب عدة.

مكاسب شخصية

يعد نشاط مجلس إدارة يخوض غمار الإدارة غير الربحية وفي بيئة مفعمة بالنشاط والتحديات والفرص، يعد فرصة للأعضاء لتحقيق مكاسب شخصية تعزز من قدراتهم وتفتح لهم آفاقًا جديدة، مثل:

1. تنمية المهارات: يتيح لك الفرصة لتطوير مهارات جديدة وتعزيز المهارات الحالية، مثل القيادة، والتواصل، وإدارة الوقت.

2. بناء قاعدة علاقات اجتماعية: يوفر فرص للتواصل والتعرف على أشخاص جدد من مختلف الطبقات المتنوعة، مما يساعد في بناء شبكة علاقات اجتماعية ومهنية قوية.

3. اكتساب خبرات جديدة: يمكن أن يوفر تجارب جديدة وفرصًا للتعلم والنمو الشخصي في مجالات مختلفة.

4. فرص مهنية: يمكن أن يكون وسيلة لفتح أبواب جديدة في الحياة المهنية من خلال بناء سيرة ذاتية قوية واكتساب توصيات مفيدة.

5. تدريب على مهن جديدة: قد يتيح لك فرص للتعرف على مهن جديدة لم تكن تعرفها من قبل، مما يمكن أن يفتح لك آفاقاً مهنية جديدة ويزيد من تنوع مهاراتك وخبراتك.

6. تعزيز الشعور بالانتماء: أنت منتمٍ بعضويتك العمومية، وبانخراطك بمجلس الإدارة يتعزز انتمائك للمجتمع والمشاركة في تحسين حياة الآخرين.

7. اكتساب الأجر والثواب: يُعد العمل التطوعي في الجمعية الخيرية تجسيداً لقضاء حاجة المؤمنين الذي يعد أفضل من عامة الصلاة والصيام وأفضل من الطواف حول الكعبة.

8. رفعة الشأن: إن خدمة الآخرين ومساعدتهم يرفع من شأن المرء عند الله وعند خلقه.

مكاسب الجمعية الخيرية

من خلال انضمامك للمجلس، يمكنك المشاركة في اتخاذ القرارات المهمة وتوجيه المشاريع التي تخدم المجتمع، وضمان توجيه الأموال بشكل مناسب وفقاً للمقرر. بهذا، تستطيع تقديم دعم أكثر تنوعاً وأكبر قيمةً للفئات المستفيدة مما يعزز دور الجمعية في تحسين جودة الحياة.

نحن مقتنعون، بأن مجرد عضويتك في الجمعية العمومية لهو مكسب بحد ذاته، فكيف إذا فعلت عضويتك بالمساهمة في تحقيق أهداف الجمعية، بانضمامك لعضوية مجلس الإدارة ستكون لديك الفرصة للمساهمة بشكل مباشر في رسم السياسات واتخاذ القرارات التي تؤثر في عمل الجمعية ومشاريعها الخيرية..؟ وخصوصا إذا كانت لديك وجهة نظر في عمل المجلس الحالي. إن انضمام خبير مثلك يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في تحسين الأداء الإداري والمالي للمجلس.

إن العمل في مجلس الإدارة يمنحك فرصة لتطوير علاقات مهنية قوية مع زملائك الأعضاء، والعمل معًا كفريق لتحقيق أفضل النتائج للجمعية والمجتمع، وخصوصا إذا اعتقدت بحسن عمل المجلس الحالي فهذا يمنح الفرصة للمجلس الجديد باستلام قصبة السبق في التقدم لينطلق المجلس الجديد أكثر وأكثر بجاهزية واستعداد كبيرين.

مكاسب المستفيدين

بدخولك المجلس كعضو فاعل، أنت تقدم مكاسب جوهرية تسهم في تحسين حياة المستفيدين بشكل ملموس. عندما تمنحهم وقتك وجهدك، فإنك تساهم في تحسين جودة حياتهم اليومية، سواءً من خلال الدعم المادي أو الدعم الخدمي كالخدمات الصحية، والتعليمية، أو الاجتماعية.

بلا شك أن الدعم المادي والخدمي يساعدهم على تجاوز الصعوبات والمحن التي تواجههم بشكل مستمر وربما جيلا بعد جيل. لكن، نتمنى أن يكون دورك في تمكين المستفيدين أساسياً وحيوياً لتحقيق تأثير إيجابي ومستدام في حياتهم واستثمارا حقيقيا للمجتمع.

التحديات والمخاوف، لن نخفيها عنك

نحن ندرك أن العزوف عن الترشح قد يكون نتيجة تحديات ومخاوف، قد تكون بشكلها البسيط التي يتمثل بالانشغالات، أو الشعور بعدم القدرة على إدارة الأمور داخل بيئة قد تكون غير متجانسة إدارياً، أو عدم الثقة بالنفس، وقد تكون بشكلها المعقد الذي يتمثل بالنظر بأن إدارة الجمعيات تحتاج قدرات عالية.

مهما كان التحدي فهناك ما يدللـه ويخضعه وقد يصنع منه فرصة للتحسين. نعتقد أنك تمتلك القدرة على إحداث تغيير إيجابي من كل تلك التحديات والمخاوف.

بعض الأسباب المحتملة لتمنع البعض من الترشح:

السبب الأول: الخوف من تحمل المسؤولية

يشعر البعض بالخوف من تحمل المسؤوليات الكبيرة المرتبطة بعضوية مجلس الإدارة، بما في ذلك اتخاذ القرارات المهمة ومواجهة التحديات المختلفة.

الحلول:

1. برامج تدريبية: لا تقلق، فتوفر برامج تدريبية شاملة تهدف إلى تطوير مهارات القيادة واتخاذ القرارات هو في جدول أعمال كل الجمعيات وفي صروح تعليمية ذات موثوقية عالية. فالتدريب سيساعد على فهم الأدوار والمسؤوليات بشكل أفضل ويقلل من مخاوفك.

2. التوجيه والإرشاد: ستكون هناك فترة زمنية محددة للعمل مع المجلس المنتهية دورته، سيعملون كمرشدين بنقل خبرتهم وممارساتهم لدعمك وتوجيهك في تحمل المسؤوليات الجديدة. سيقدمون النصائح العملية والمساعدة في التعامل مع التحديات.

3. التواصل: المطلوب استمرار التواصل مع الأعضاء القدامى، وخصوصا المجلس الأخير، حتى مع استلام المجلس الجديد وترك المجلس القديم ساحة الجمعية، لوجود بعض المسائل التي تحتاج توضيح أكثر.

4. توزيع المسؤوليات تدريجياً: من الطبيعي، سيكون توزيع المسؤوليات بشكل تدريجي، بحيث يمكن للأعضاء الجدد أن يتعلموا ويتكيفوا مع الأدوار الجديدة دون الشعور بالرهبة.

السبب الثاني: الوقت على حساب الالتزامات الرتيبة

قد يخشى الفرد من عدم قدرته التوفيق بين واجباته الرتيبة كالواجبات العائلية أو الشخصية أو المهنية ومتطلبات العمل في مجلس الإدارة.
الحلول:

1. الجدولة حسب الأولويات: نظم جدول زمني يساعدك على تحديد الأولويات وتخصيص الوقت الكافي للمهام المختلفة، بما يضمن التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وقد يكون تنظيمك للجدول في بداياتك الأولى من ممارسة مهامك الجديدة بالمجلس، ونتوقع فيما بعد بأن وقتك سيتنظم دون تدخل مجدول.

2. توزيع المهام داخل المجلس: سيكون من توزيع المهام والمسؤوليات بين أعضاء مجلس الإدارة الجديد بشكل عادل، تخفيفا للضغط على كل فرد، وتقسيما للعمل بصورة تجعل الجميع قادرين على الوفاء بالتزاماتهم.

السبب الثالث: الارتباك والشك في القدرات

يمكن أن يكون هناك شعور بعدم الثقة في القدرات الشخصية والإمكانيات اللازمة لأداء المهام بفعالية.

الحلول:

1. التدريب والتطوير: ذكرنا سابقا توفر برامج تدريبية شاملة للأعضاء المحتملين لتطوير مهاراتهم وتعزيز معرفتهم بالمهام المطلوبة في مجلس الإدارة.

2. بناء الثقة تدريجياً: دائما وفي كل المنشآت، لا يكلف المسؤول الجديد ابتداءً إلا بأدوار ومسؤوليات أصغر، مما يساعد على اكتساب الثقة تدريجيًا من خلال تحقيق النجاحات الصغيرة قبل تحمل مسؤوليات أكبر.

السبب الرابع: الخوف من الانتقادات

بعض الأفراد قد يكون لديهم خوف من الانتقادات أو المحاسبة من قبل الأعضاء الآخرين أو المجتمع في حال لم تتم الأمور كما هو متوقع ومأمول. إن كثيرا من الشركاء لا يعترف بثقافة الفشل البنّاء الذي يعد جزءا من عملية تراكم الخبرات.

الحلول:

1. تغيير النظرة السلبية تجاه الفشل: لا تقلق، لأن ظهور الفشل سيكون متأخرا بوقت كاف ن تقلدك المسؤولية، لذك اعمل على تعزيز فكرة أن الفشل هو جزء من عملية التعلم والنمو، بل، عند الاستطاعة، اعمل على تشجيع الشركاء على أن يشاركوا تجاربهم التي استفادوا من فشلها والدروس المستفادة لحلها.

2. توضيح الأهداف والتوقعات: إذا زال غموض الأهداف وتم رصد التوقعات الإيجابية والسلبية، النجاح والفشل، للشركاء ابتداءً، سيساعد ذلك في تقليل سوء الفهم والتوتر الناتج عن الأداء غير المتوقع.

السبب الخامس: تجارب سلبية ماضية

قد يكون لدى بعض الأفراد تجارب سلبية سابقة مع إدارات سابقة أو شهدوا نزاعات داخل المجلس، مما يجعلهم مترددين في الترشح، لا تقلق، أعمل على وضع سياسة شفافة لإدارة النزاعات داخل المجلس إن لم تكن متوفرة، ذلك سيقلل الشعور بالريبة والشك ويعزز الثقة، ولن يكون لترددك وجه عندها.

وأخيرا، اعلم أن الجمعية بحاجة إليك!

تذكّر أن الجمعية بحاجة إليك وإلى خبراتك للمساهمة في خدمة المجتمع. لا تصنع من التحديات والمخاوف عائقا عن تقديم ما لديك من مهارات وقدرات، وسيعمل الجميع داخل المجلس وداخل الجمعية لدعمك وتوفير البيئة التي تساعدك على النجاح والنمو.

* عضو مجلس إدارة جمعية العوامية الخيرية

رئيس لجنة البرامج والأنشطة

17 محرم 1446هـ

تعليق واحد

  1. في الحديث (.. اصتطناع المعروف او اسطنعوا المعروف.. ) أنا لست حافظا للنص ولكن المعنى ان الرجل او المراءة او الشاب او الشابة ؛ عليهم اصطناع عمل المعروف؛ يعني أي شيء فيه خدمة ومنفعه تستطيع تقديمها للاخرين مقبولة عند الله ومثابة لفاعلها بل شك ؛
    وليس هناك حد او مقدار لعمل المعروف
    فممكن تقديم نصيحة تساهم في انقاذ ناس تكون من العمل الخير (التطوعي،)
    وممكن شخص عنده مبلغ بسيط (مثلا 100ريال) يدفع نصفه لمحتاج تساعده مؤقتا وتنقذه من الهلاك وتكون هذه المساعدة البسيطة تفتح باب من ابواب الخير لمقدمها ؛
    وعلى العموم أي شخص يستمر في العمل التطوعي لا يذل (بين الناس) لانه عند الله كريم وعزيز ؛
    وكذلك يكون من ؛ من يستجاب دعاءهم وقت الصعاب ؛ ولكن اهم شيء ان الشخص لا يكسل وقت الشدة ؛ لان العمل التطوعي في خدمة الاخرين حتى لو كان لغير البشر مثل الاشجار والحيوانات وفي وقت الشدة تعتبر امتحان صعب من يواصل العمل فيه ينجح ويفوز ؛
    وعندتا في القطيف (كما نعرف) قدوة لنا ومن القديم إلى الآن ؛ مثل المتطوعين في حفر القبور. ومغسلي الموتى والمساندين للعاملين التابعين للبلدية ٫

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×