أستراليا.. ارتفاع الحرارة يهدد الحاجز المرجاني العظيم
وسائل اعلام: صُبرة
بات الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا مهدداً بالخطر، بسبب ارتفاع درجات الحرارة لأعلى مستوياتها منذ 400 عام، فمنذ عام 2016، شهد هذا الحاجز الذي يضم أكبر شعاب مرجانية في العالم تبييضاً هائلاً للشعب المرجانية خلال خمسة فصول صيف، بتحول أجزاء كبيرة من الشعاب المرجانية إلى اللون الأبيض بسبب الإجهاد الحراري مما يعرضها لخطر أكبر للموت.
ماهو الحاجز المرجاني العظيم؟
وفقاً للمعلومات التي نشرتها التقارير الصحفية وكشفت عنها اليونسكو أن الحاجز المرجاني العظيم يقع بالقرب من ولاية كوينزلاند بشمال أستراليا ويمتد لمسافة 2300 كيلومتر.
تم اكتشاف الحاجز المرجاني العظيم جيمس كوك عام 1770، وهو تشكيل ضخم من الشعاب المرجانية يعتبر أكبر التشكيلات الطبيعية المتواجدة حول العالم، ويضم أكثر من 350 نوعية من المرجان، تبرز التشكيلات المرجانية فوق سطح البحر، ويعتبر أحد أهم المواقع للغطس والغوص، فهو يشكل موئلاً لعدد هائل من الحيوانات والنباتات البحرية، ومثل مصدراً لغذائها.
ويعتقد الخبراء أن أجزاءً من الحاجز المرجانى يمكن أن يعود تاريخها إلى ما يقرب من 18 مليون سنة، ولكن الآن أصبح الحاجز المرجاني مهدد بالخطر بشكل كبير.
وتختلف الطبيعية المناخية في المكان سواء في الشمال أو الجنوب، فالشمال ذو مناخ مدارى ورطوبة عالية وموسم أمطار في شهر يناير، أما الجنوب فهو أكثر اعتدالاً وذو مناخ شبه مدارى إلى معتدل.
تحليل العينيات
وقد عكف عدد كبير من العلماء من مختلف الجامعات الأسترالية على الحفر في عينات من الشعاب المرجانية، وحللوا تلك العينات لقياس درجات حرارة المحيط في الصيف، كما استعانوا ببيانات السفن والأقمار الصناعية منذ نحو 100 عام، وخلصت البحوث إلى أن درجات حرارة المحيط كانت مستقرة لمئات السنين، قبل أن ترتفع تدريجياً منذ عام 1900 نتيجة لتأثير البشر.
ومنذ عام 1960 إلى عام 2024، لاحظ الباحثون ارتفاعاً سنوياً متوسطاً في درجات الحرارة في الفترة من يناير إلى مارس من كل عام بمقدار 0.12 درجة مئوية (0.22 درجة فهرنهايت) لكل عقد. وأظهرت البحوث أن هذه الفصول الخمسة كانت من الأكثر دفئاً في القرون الأربعة الماضية.
اليونسكو تحذر
تدخلت منظمة اليونسكو وطلبت من أستراليا تقديم تحديث في أوائل عام 2025 لجهودها في حماية الشعاب المرجانية والحفاظ عليها، لكنها لم توصِ بوضع الموقع على قائمتها للتراث العالمي المعرض للخطر.
كما دعت المنظمة فى 26 من يونيو الماضي، أستراليا إلى اتخاذ إجراءات “عاجلة” لحماية الحاجز المرجاني العظيم، لا سيما من خلال تبني أهداف مناخية أكثر طموحاً، معتبرة أن “التحرك العاجل والمستدام يمثل أولوية قصوى”، في إشارة إلى مشكلة “ابيضاض المرجان”.
ويشهد الحاجز أسوأ موجة ابيضاض تم رصدها على الإطلاق بسبب ظاهرة الاحترار المناخي، إذ تضرّر 73% من شعابه المرجانية، وفق ما أعلنت في أبريل الماضي هيئة المتنزهات البحرية التابعة للحكومة الفدرالية الأسترالية والمسؤولة عن هذا الحاجز، وهذه الحلقة الجديدة من الابيضاض هي الخامسة خلال ثماني سنوات.
هجرة الطحالب
وتنجم هذه الظاهرة عن ارتفاع درجة حرارة الماء، ما يؤدي إلى هجرة طحالب تعطي المرجان لونه الزاهي، وبحسب تقارير سابقة، فإنه إلى جانب قيمتها الطبيعية، والعلمية التي لا تقدر بثمن، تشير التقديرات إلى أن الشعب المرجانية، تدر على قطاع السياحة الأسترالي عائدات بقيمة 4.8 مليار دولار أميركي.
وقبل سنوات، اعتبر الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، أن تغير المناخ أكبر تهديد للعجائب الطبيعية، وأن الحاجز المرجاني العظيم انضم إلى قائمة المواقع المصنفة على أنها في وضع “حرج”.
وسبق للحاجز العظيم أن شهد ثلاث نوبات ابيضاض خلال خمس سنوات، بينما اختفى نصف الشعب المرجانية منذ عام 1995 بسبب ارتفاع درجة حرارة الماء.
المواقع المهددة بالانقراض
ورغم أن الإدراج ضمن قائمة المواقع المهددة بالانقراض لا يعتبر بمثابة عقوبة تفرضها اليونسكو، إلا أن أستراليا أبدت معارضة شديدة خلال السنوات الماضية لإمكانية حدوث ذلك، بينما ترى بعض الدول أن الإدراج في هذه القائمة وسيلة لإثارة اهتمام المجتمع الدولي، وللمساعدة في الحفاظ على تراث البلد المعني.
ووفقًا لتقارير صحافية تم إدراج الحاجز المرجاني العظيم في قائمة التراث العالمي في عام 1981، وهو واحد من سبعة مواقع مهددة عالميًا بانخفاض التصنيف بسبب الأضرار البيئية أو التنمية المفرطة أو السياحة الزائدة أو المخاوف الأمنية.
وكانت قيمة الشعاب المرجانية تقدر بنحو 4.8 مليار دولار أمريكي سنويًا من عائدات السياحة للاقتصاد الأسترالي قبل جائحة فيروس كورونا، وهناك مخاوف من أن يؤدي إدراجها في قائمة الخطر إلى إضعاف جاذبيتها السياحية.
يمشل الحاجز المرجانى العظيم على:
– 900 جزيرة
– 215 نوعا من الطيور
– 2900 شعاب مرجانية
– 1500 نوع من الأسماك
– 400 نوع من المرجان
– 130 نوعا من أسماك القرش والراي
– 30 نوعا من الحيتان والدلفين وخنازير البحر