برحيل رمضان المدن.. حرفيّو القطيف يتناقصون.. بلا تعويض
القطيف: صُبرة
برحيل الحاج رمضان جعفر المدن، صباح اليوم، يفقد نشاط الحرف اليدوية في محافظة القطيف واحداً من المهرة البارعين في حرفة الخوصيات. إنها الحرفة الأكثر انتشاراً في مجتمع القطيف الريفي.
وقد نشط الراحل في مسقط رأسه بلدة الجارودية، لسنواتٍ تلت تقاعده من شركة أرامكو السعودية. وعن قرابة 90 عاماً رحل المدن متأثراً بوضع صحي حرج ألزمه العناية المركزة في مستشفى القطيف المركزي.
قد يكون المدن واحداً من قرابة 80 حرفياً مهتماً بالخوصيات في القطيف، إلا أنه يبقى واحداً من كبار السن الذين ينشطون لأسباب خاصة إما بالهواية، أو بالتسبب. معظم حرفيي الخوص يمارسون “السفّ” لدواعي احتياج مادي. وقلة منهم من يمارسها هواية واستمتاعاً، كما هو حال الراحل المرحوم.
إلا أن في رحيله إشارة واضحة إلى أن التناقص الذي يشهده نشاط الحرف اليدوية في القطيف لا يُقابله تعويض. وعلى الرغم من اجتهادات شخصية يبذلها بعض الحرفيين لتدريب الناشئة على سف الخوصيات؛ لم يظهر ما يمكن وصفه تجسيراً بين الأجيال في هذا النشاط.
وتمتدُّ المشكلة إلى حرف أكثر فقراً في الحرف اليدوية التقليدية، فهناك حرفة “الجصّاصة” المنقرضة، ومعها حرفة “سلال الجيرزان” التي لم يعد يجيدها إلا مسنٌّ واحد. وكذلك حرفة الفخاريات، وحرفة “مديد الأسل”، وغيرها من الحرف التي كانت عماد النشاط الحرفي التجاري في المحافظة، قبل التحولات الكبيرة في المهن والوظائف.
شاهد فيديو سابق عن مرض المرحوم