“آل سعيد”: إدمان الأجهزة الذكية وراء تغير سلوك الأطفال على الوالدين معرفه احتياج أولادهم العاطفية المهمة وتوجيهها في مسارها الصحيح
القطيف: صُبرة
أوصى الاختصاصي النفسي أحمد حسن آل سعيد الأباء والأمهات لمعرفة الدوافع السلوكية للأطفال، والتي تجسد محركًا حقيقًا لسلوكه، والوعي بأنه انعكاسًا لسلوكهما كونهما القدوة التي تشكل شخصية الطفل وتوجه نموه النفسي والاجتماعي بصورة إيجابية أو سلبية في جميع مراحله العمرية المختلفة.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي قدّمها آل سعيد بعنوان “سلوك الأطفال” يوم الثلاثاء الماضي، ونظمها مركز سنا للإرشاد الأسري التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس في قاعة المحاضرات بمقر الجمعية ضمن سلسلة محاضراته الأسبوعية.
ووجه المركز المحاضرة إلى الأباء والأمهات، ومعلمي ومعلمات المراحل التعليمية من رياض أطفال، والمرحلة الإبتدائية، بهدف التعريف بالمشاكل السلوكية والأسباب والدوافع لها، وكذلك الأنماط السلوكية التي تظهر على الطفل، مع مناقشة الحلول التي تساهم في صقل شخصية الطفل وتعزز علاقته مع من حوله في المحيط الأسري والاجتماعي.
استهلت المحاضرة بوقفة ترحيبية من عضو مركز سنا للإرشاد الأسري حسين آل خيري بالحضور الكريم والاختصاصي آل سعيد، ساردًا السيرة الشخصية للاختصاصي بما تحمل من إنجازات على المستوى العلمي والعملي.
ما هي دوافع من وراء سلوك الطفل؟
وطرح آل سعيد في مستهل حديثه تساؤلًا للحضور حول ما هي دوافع من وراء سلوك الطفل؟ مجيبًا على ذلك بأن كل سلوك يقوم به الطفل يكون نابعًا من دوافع تكمن وراء سلوكه، وعليه يجب على الوالدين اتخاذ الخطوات الصحيحة لكسب الموقف، وتغيير السلوك من خلال معرفتك باحتياجات الطفل العاطفية المهمة، وتوجيهها في مسارها الصحيح، موضحًا أوجه هذه الدوافع التي تتعدد بين؛ فطرية غريزية، أو الانتماء الاجتماعي، حب الاستطلاع والمعرفة، الرغبة باللعب الذي يكون من أهم المتطلبات للنمو، بالإضافة إلى التقليد والمحاكاة، ووجود ضغوط نفسية يتعرض لها الطفل من المحيط الاجتماعي.
وتطرّق آل سعيد خلال حديثه إلى الأسباب التي تؤثر على مسار نمو الطفل بصورة غير صحيحة داخل كنف الأسرة وخارجها ومنها: أسباب تربوية، اجتماعية، صحية تتعلّق بالطفل ذاته، وصحية تتعلّق بالوالدين، وكذلك الأجهزة الذكية وما تبثه للطفل من محتوى سلبيّ وخطير.
الانفتاح المعلوماتي الخاطئ
وحذر الاختصاصي من الآثار السلبية الناتجة من الانفتاح المعلوماتي الخاطئ الموجه ضد الأطفال من الأجهزة الذكية التي باتت تؤثر على سلوكياتهم ونفسياتهم، ومثلت لهم واقعًا مؤلمًا اكتشفه آل سعيد منهم بصورة أحداث وقصص تطلب الاستشارات من العيادات النفسية كل يوم.
ونبه من خطر الاعتماد المكثف على التكنولوجيا الذي يجلب متاعب للأطفال لا يُمكن التغافل عنها، كما أن الاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية له أثرًا سلبيًا على الصحة البدنية للطفل، ويحد من فرص التفاعل الاجتماعي التي تعد ضرورة مهمة لنموه معرفيًا وعاطفيًا.
حسابات الأطفال على وسائل التواصل
وانتقد تهاون بعض الأهالي بالسماح لأطفالهم في مرحلة الطفولة بفتح حسابات على صفحات التواصل الاجتماعي بدون مراقبة منهم، وعدم وعي كافي من الأطفال مما يقودهم إلى كشف تفاصيل خصوصيات منازلهم بشكل علني للآخرين، منوهًا بأن هذا الانفتاح على العالم جعل الطفل يستوعب أفكار أكبر من عمره الزمني، وقفزت بمداركه العقلية إلى تفكير البالغين رغم صغر عمره.
وعقد مقارنة بين نوع المشاكل السلوكية التي تسبب إذاءً نفسيا للطفل وكان يستقبلها في مسيرة عمله كمعالج نفسي سلوكي خلال ٤٠ عامًا، حيث كانت تختلف سابقًا بين سوء تربية الوالدين في المنزل، معاملة المعلمين في المدرسة، إلى كثرة مشاهدة التلفاز، أما في العصر الحاضر تصدرت مشاكل إدمان ألعاب الأجهزة الرقمية، ومتابعة صفحات التواصل، في مقدمة المشاكل التي يشتكي منها الأهل وتعرض الطفل للإذاء النفسي.
وتحدّث عن العائد من التربية الإيجابية المتوزانة التي تعتبر مسارًا شائعًا للتأثير على القدرات التنموية، وتظهر باكتساب عدة مهارات منها؛ اللغة، والمهارات الاجتماعية، والعلاقات مع الأقران، وتنظيم العواطف، والاهتمام المستمر، والقدرة على حل المشكلات، مع التمتع بالصحة الجسمية (بما في ذلك التغذية والنشاط البدني، وإشباع الحاجات النفسية).
متابعة الأباء
وأرشد آل سعيد الآباء والأمهات إلى ضرورة تفهم الأطفال واحتوائهم، ودعمهم ومشاركتهم في هواياتهم، وخلق الأجواء الإيجابية المناسبة لهم حتى تكون لديهم القدرة والرغبة في التعلم ويكونوا أكثر ثقة بأنفسهم في حياتهم اليومية والعملية.
وشهدت المحاضرة مداخلات حوارية بين الاختصاصي النفسي آل سعيد والحضور ومناقشة بعض المشاكل التي تواجههم مع أبنائهم، وختمت بوقفة شكر وتكريم من رئيس مجلس إدارة جمعية البر بسنابس حسين أبو سرير للاختصاصي على تقديمه المحاضرة المثرية للجميع.